انخفاض أعداد «الدور» الراغبة فى المشاركة.. وناشرون: تكلفة الطباعة زادت 100% فى الوقت الذى لا توجد فيه رؤية واضحة بشأن إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام أو عدم إقامته، ظهرت عقبات جديدة تقف فى طريق إقامة المعرض فى موعده السنوى المقرر بنهاية يناير من كل عام، ولتهدد العراقيل الأمنية والسياسية والاقتصادية، المعرض الدولى بالفشل، حتى فى حال إقامته. العلاقات الدولية الحالية كان هو العقبة الأولى، فقد أكدت مصادر مطلعة أن السعودية، والتى كانت تشارك بجناح كامل سنويًا، لم تؤكد مشاركتها حتى الآن، وأكدت المصادر أنه بعيدًا عن المشاركة الرسمية للمملكة فإن عدد دور النشر التى أكدت رغبتها فى المشاركة هذا العام؛ قد قل عددها بشكل كبير عن كل عام، نظرًا للتوترات والفتور فى العلاقات بين البلدين. الأزمة الاقتصادية الحالية وخاصة «الدولار» تمثل عقبة كبرى فى طريق إقامة معرض 2017، فالناشر الأجنبى الذى وإن لم يرفع سعر مطبوعاته عن سعر العام الماضى بالدولار إلا أنه وبحساب بسيط سنجد أنه فى حال عرض الكتب للبيع بالجنيه المصرى، وهو المتبع، فسنجد أن السعر سيتضاعف لا محالة، وحينها سيجد مرتادو المعرض أنفسهم أمام معادلة حسابية كارثية فى حال رغبتهم فى اقتناء كتب، وهو المفترض. ناظم نور الدين، صاحب إحدى دور النشر المصرية، علق ل«الصباح» بأن أسعار تكلفة أسعار الطباعة فى مصر قد زادت بنسبة تصل إلى 50 فى المائة، وهو ما يعنى بالتبعية ارتفاع أسعار الكتب، متابعًا أنه بالنسبة للناشرين من الخارج فإن نسبة الزيادة ستتخطى المائة فى المائة تبعًا للسعر الحالى للدولار. بيسان عدوان، صاحبة دار نشر، قالت إن الزيادة فى أسعار الطباعة هذا العام فاقت المائة فى المائة، وهو ما سيدفع بمعظم دور النشر لعدم المشاركة هذا العام، مضيفة ل«الصباح» أنه فى حال إقامة المعرض هذا العام فسيشهد تراجعًا كبيرًا فى عدد دور النشر العربية المشاركة بالنسبة لغيره من الأعوام السابقة؛ نظرًا لارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى. ثالث العقبات التى تواجه إقامة دورة 2017 من معرض القاهرة الدولى للكتاب فهى ترتبط بالتحضيرات الأمنية والتى لم تحسم حتى الآن، فقد أبدت وزارة الداخلية رغبتها فى عدم إقامة المعرض هذا العام، وحسب مصادر، فإن الداخلية بررت تلك الرغبة بأنها لن تستطيع السيطرة على الحاويات التى تدخل فيها الكتب إلى المعرض، والتى من المحتمل أن تكون وسيلة تستغل لتنفيذ عمليات إرهابية. عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، كشف ل«الصباح» عن وجود عدد من المشاكل يعانيها الناشرون منها؛ ارتفاع تكلفة إنتاج الكتاب، وفى سبيل حل هذه المشكلات يمكن للدولة على الأقل دعم المعرض والناشرين من خلال تخفيض أسعار إيجارات ساحات العرض، وهو ما يقلص من الأعباء المالية، وبالتالى أسعار الكتب. وهو ما استبعده محمد سامى، رئيس هيئة المعارض، والذى أوضح أن الهيئة تستهدف الربح. من جانبه أكد الدكتور هيثم على الحاج، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن المعرض سيقام فى موعده، مشددًا على أن الهيئة سوف تتحكم فى أسعار الكتب الخاصة بها، ولن تتخطى الزيادة فى أسعار المطبوعات النسبة المعتادة كل عام، فى حين أن أصحاب دور النشر يحددون أسعار الكتب بمعرفتهم؛ فالأمر بمثابة عرض وطلب.