بعيون تملؤها الدموع، وجسد مرتعش، بدأ «مصطفى. س. م»، 26 سنة، والذى يعد أكبر «ديلر» مخدرات فى منطقة «المقطم»، حديثه أمام النيابة، وذلك بعد أيام من إلقاء القبض عليه وبحوزته 25 «قرش حشيش»، وبندقية خرطوش، و 195 ألف جنيه داخل شقة، إضافة إلى سيارتين. وقال «مصطفى» فى اعترافاته: «كان نفسى أكون حاجة مشرفة، كنت دايمًا بأحلم أنى أفرح أبويا وأمى بأى حاجة أقدر أعملها لهما، وأعوضهما عن الشقا اللى شافاه فى الدنيا علشان يربيانى أنا وأخواتى الخمسة، فقررت أسيب التعليم علشان أخواتى يتعلمون وأشتغل علشان أساعد أبويا فى المصاريف». وأضاف: «الدنيا مش حلوة للغلابة، واللى معهوش فلوس بينام من غير عشا، وممكن من غير غدا، وأنا ابن لراجل غلبان شغال أرزاقى يوم يشتغل و10 قاعد، وأمى ست صحتها على قدها، ورغم كده بتشتغل تخدم فى البيوت، وأنا ابنهما الكبير، وكل يوم شايف الشقا اللى هما فيه، ومش قادر أعمل لهما حاجة». وتابع: «الفقر دفعنى إلى الشارع علشان ألقط رزقى، وفيه نشأت علاقة بينى وبين شياطين فى هيئة بنى آدمين، وبدأت فى تجارة المخدرات»، واستكمل: «محدش بيختار إنه يطلع مجرم، الظروف هى اللى بتغير حاجات جوه الواحد وبتجبره يتغير معاها، يعنى اللى ظروفه وظروف أهله حلوة هيحلم يطلع ضابط أو دكتور مع شوية تعب هيتعبهم، لكن اللى ظروفه وحشة هيعمل إيه؛ مجبور يطاوع الظروف، مطرح ما ترميه يترمى». وعن قصة إنجراره للمخدرات، قال: «أصحاب السوء خلونى فى الأول أبرشم وآخذ ترامادول علشان أقدر أشتغل ساعات أكثر وأحمل على نفسى علشان يوميتى تزيد، والترامادول جاب فى ديله البانجو وبعدين الحشيش إلى أن لقيت نفسى بصرف فلوسى اللى كنت هساعد بيها أهلى فى (الهباب) اللى كنت بشربه، وعلشان أوفر فلوسى ومزاجى قررت إنى أشتغل فى الكيف وأبقى ديلر وأوزع المخدرات على الشباب علشان أكسب فلوس أقدر أعوض سنين الحرمان». وبسؤال جيران المتهم، قالوا: «مصطفى كان شاب كويس ومحترم، عمره ما زعل حد فى حاجة، وأخواته ما يتخيروش عنه وأبوه راجل طيب وغلبان وفى حاله وشغال كل حاجة؛ كهرباء ونقاشة، ما بيقلش للشغل لأ عشان يقدر يصرف على أولاده، لكن بعد ما مصطفى نزل واشتغل فى ورشة الميكانيكا بدأت تصرفاته تتغير عن الأول وأخلاقه ساءت شوية، لغاية ما عرفنا إنه بيشتغل فى المخدرات، بدأ ما يسألش عن أهله زى الأول، ولا يهتم بيهم زى ما كان، لغاية ما عرفنا أنه اتقبض عليه».