أحمد عماد: الوزارة تمكنت من التصدى للمتحكمين فى أسعار الألبان وزير الصحة تجاهل القضية لأشهر والأزمة ما زالت مستمرة تشير كل المؤشرات إلى أن الدكتور أحمد عماد وزير الصحة الحالى يعد لاعبًا رئيسيًا فى أزمة ألبان الأطفال طيلة الأشهر الماضية، فالأزمة التى لم تنته بعد يبدو أنها ستظل حديث العديد من الأسر المصرية فى الأشهر المقبلة، مع توجه الوزير لتقليص الدعم المخصص ل18 مليون عبوة كانت الشركة المصرية لتجارة الأدوية (شركة قطاع عام) تقوم باستيرادها وتوزيعها على الصيدليات ومنافذ مراكز الأمومة والطفولة التابعة لوزارة الصحة. عماد الذى تجاهل قضية ألبان الأطفال لأشهر منذ قدومه إلى الوزارة قبل أن يقوم بتعديل شروط بروتوكول التعاقد بين الوزارة والشركة المعنية بالاستيراد والتوزيع بالتزامن مع تصريحاته حول أنها ستكون آخر مرة لاستيراد ألبان الأطفال ثم تصريحات أخرى له حول أنه لا توجد أزمة فى هذا الخصوص على الإطلاق وآخرها تصريحه لنفى الأزمة يوم 1 سبتمبر الماضى. كشفت مصادر مطلعة، أن وزير الصحة يتجه بخطى وثيقة وتدريجية إلى رفع الدعم أو على أقل تقدير تقليصه فيما يختص بألبان الأطفال، ويمتلك فى يديه سلطة إصدار قرارات بالتسعير الجبرى لألبان الأطفال، كما أنه عاد ليؤكد مع تصاعد الأزمة أن القوات المسلحة لديها مخزون من عبوات الألبان، وهو الأمر الذى نفته القوات المسلحة بوضوح على لسان المتحدث الرسمى باسمها، كما أن دخول القوات المسلحة على خط الأزمة ليس معنيا بشأن ال18 مليون عبوة والتى تعتمد عليها العديد من الأسر المصرية محدودة الدخل، وإنما هى معنية بكسر الاحتكار فيما يتعلق بال10 ملايين عبوة الأخرى والتى يستوردها القطاع الخاص وتباع بالصيدليات بأسعار تتراوح بين 55 و60 جنيهًا فى المتوسط لتباع بسعر 30 جنيهًا للعبوة. الدكتور على عبدالله مدير مركز البحوث الدوائية أوضح ل«الصباح» أن صفقة الألبان السنوية عبارة عن 18 مليون عبوة تدعمها الدولة وتباع بسعر 3 جنيهات فى مراكز الأمومة والطفولة للفئة العمرية من يوم وحتى 6 أشهر، وتباع بالصيدليات بسعر 17 جنيهًا إلزاميًا للمرحلة العمرية نفسها و18 جنيهًا للمرحلة الثانية من عمر 6 أشهر وحتى عام، والنظام الجديد الذى اعتمده الوزير الحالى يزيد من الأعباء على الأسر المصرية البسيطة حيث توزع عبوة المرحلة الأولى فى مراكز وزارة الصحة بسعر 5 جنيهات والمرحلة الثانية بسعر 26 جنيهًا. وزير الصحة من جانبه وفى تصريحات خاصة ل«الصباح» قال إن الوزارة بالتعاون مع بعض الجهات فى الدولة تمكنت من التصدى لبعض الأشخاص الذين كانوا يتحكمون فى أسعار الدواء وعلى رأسها ألبان الأطفال والتى كانوا يقومون بتوزيعها بطريقتهم الخاصة، والتى كانت تباع لأصحاب المخابز والكافيهات حيث إنهم كانوا يستفيدون من فارق السعر وأنهم كانوا يبيعونها بسعر أعلى من السعر المدعم التى يجب أن تباع به، موضحًا أنهم كانوا يستفيدون بنحو220مليون جنيه من عملية توزيع الألبان. وأوضح عماد الدين أن أولى محاولاته للتصدى لهذه المافيا كان ردة الفعل عليها هى محاولة إثارة أزمة فى الشارع المصرى من خلال تعمد إخفاء ألبان الأطفال بشكل مفاجئ مؤكدًا أن عملية التوزيع أسندت لوزارة الصحة لمنع تكرار الأزمة. وأكد الوزير أن محاولاتهم بافتعال الأزمات لن تنجح خاصة أن الوزارة بالتعاون مع جهات فى الدولة لن تسمح بتكرار هذه الأزمات وأن الدولة تضرب بيد من حديد ضد كل العمليات الاحتكارية التى يحاول بعض الأشخاص السيطرة عليها فى سوق الدواء وأن الأمر لم يكن بالسهل بالنسبة لهم فحاولوا وقف التصحيحات التى تقوم بها الوزارة. أما فيما يتعلق بصفقة القوات المسلحة لاستيراد ألبان الأطفال فقد أوضح محمود فؤاد مدير مركز الحق فى الدواء أن القوات المسلحة قامت الأسبوع الماضى باستيراد كمية من صفقة ألبان الأطفال الجديدة، حيث تقوم ببيعها بسعر 30 جنيها للعبوة الواحدة، وأضاف أن القوات المسلحة أسندت توزيعها إلى 4 شركات تقوم بتوزيع هذه الألبان على ما يقرب من 60 ألف صيدلية على جميع محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن هذه الشركات هى شركة مالتى فارما، وتقوم بتوزيع 20فى المائة من الألبان والشركة المتحدة تقوم بتوزيع 40فى المائة فضلًا عن قيام شركة ابن سينا بتوزيع 10فى المائة، كما تقوم شركة أوفر سيز بتوزيع ال30 فى المائة المتبقية.