تعد قبائل الهيمبا أشهر وأولى القبائل التى استوطنت شمال دولة نامبيا، وتتراوح أعداد أبناء القبيلة بين 40 إلى 50 ألف نسمة، وعلى الرغم من العولمة والتطور الذى يشهده العالم؛ إلا أن هذه القبيلة ظلت تتحدى الحداثة وتتمسك بالتراث والتقاليد حتى الآن ليعيشوا وفق طقوسهم الخاصة. وتعد دولة نامبيا أقل دول العالم كثافة من حيث عدد السكان، وأكثرهًا هدوءًا واستقرارًا فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد، وظلت قبيلة الهيمبا على مدى تاريخها تعانى الكوارث الطبيعية والجفاف والحروب التى تشنها الجماعات الأخرى، ولم يسلم أبناء القبيلة من الإبادة الجماعية من قبل الألمان المحتلين للدولة مطلع القرن الماضى. وتلعب المرأة دورًا هامًا فى قبيلة الهيمبا، إذ تقوم بأغلب الأنشطة والأعمال مثل تربية المواشى وحلبها، وإحضار الماء من الأنهار، وبناء المنازل، وتربية الأطفال وغيرها من المهام. ومن أغرب عادات هذه القبيلة، أنه عندما يقترب موعد ولادة المرأه تغادر بلدتها برفقه امرأتين لتلد فى الخارج ومن ثم تعود مع مولودها الجديد لتبدأ الاحتفالات بوصول المولود، وتعتبر ولادة التوأم أمرًا منبوذًا فى قبيلة الهيمبا، إذ تعتبره غضبًا من الأجداد ولعنة على المرأة حيث يعتقدون أنها حملت من رجلين. وتتميز نساء القبيلة برائحتهن الزكية التى تُصنع من دهن الماعز وأكسيد الرصاص وبعض أنواع النباتات، وخليط من الروائح المميزة التى تحميها من أشعه الشمس والحشرات، وتعطيها لونًا أحمر يرمز إلى بركة الأرض التاريخية ودم الإنسان الذى هو رمز الحياة والاستمرارية، وللشعر أهمية خاصة عند قبيلة الهيمبا فلكل تصفيفة دلالاتها، فقد تجدل النساء شعورهن ثم يقمن بصبغها بنفس الخلطة لتعطى لونًا أحمر يتطابق مع أجسادهن المصبوغة بدهن الماعز والرصاص. ويختلف عدد الضفائر باختلاف الحالة الاجتماعية لكل سيدة منهن، فالفتاة الصغيرة غير البالغة تمتلك ضفيرتين اثنتين كبيرتين تنسحبان على جبينها، أما السيدة البالغة فتزداد أعداد ضفائرها وتصبح أصغر فى الحجم، وعندما تتزوج تضع على رأسها تاجًا صغيرًا مصنوعًا من جلد الماعز دلالة على دخولها عش الحياة الزوجية. وتتحرر قبيلة الهيمبا من الملابس فمنطقة الصدر والبطن عند الذكور والإناث تكون عارية تماماً، أما السفلية فيتم تغطيتها بقطع من جلد الماعز، وتعد نامبيا قبله السياح الذين يتوافدون للتعرف على ثقافة وتقاليد هذه القبيلة مقابل تبرعات تصل إلى 25 دولارًا بجانب مساهمات أخرى فى شكل ذرة أو قهوة أو شاى. ويعيش أفراد قبيلة الهيمبا فى مدينة «أومراوومبا» التى تتوسطها نار مقدسة متقدة باستمرار، ويعتقد الأهالى بأنها تمثل الأسلاف الذين يُنظر إليهم باعتبارهم وسطاء الرب. ويجلس زعيم القبيلة طيلة الوقت إلى جوار النار الموقدة، للتواصل مع الأسلاف طلبًا لهطول الأمطار، لإنهاء حالات الجفاف التى كثيرًا ما تهدد حياتهم.