أنا اللى علقت زينة فى البلكونة والشارع، أنا اللى مسكت الفانوس أبو شمعة، شفت الغزالى ومصطفى محمود والشعراوى وهما أحياء فى التلفزيون، اتلميت على سفره فى رمضان فيها العيلة كلها على صوت النقشبندى مستنيين صوت محمد رفعت يفطرنا، انا اللى سمعت مسلسل الشرق الأوسط وشوفت مسلسل واحد بس على القناة الأولى، نقشت الكحك فى العيد مع جدتى، وخنصرت من العجوة والعجمية، وتهت فى ريحة البن المتحمص طازة، حضنت هدومى الجديدة وبوست ايد جدى وأبويا وأنا باخد العيدية، أنا اللى حضرت المولد وضربت نشان وركبت مراجيح وزقيت الطارة، قطفت ياسمين وفل طبيعى من الشجر اللى كان مالى جناين الناس الطيبين، أكلت ريتسة من ع البحر فى أبو قير، ومشيت حافى فى راس البر وأنا بطير طيارة ورق، لعبت سيجا بالزلط على سلم عمارتنا، وكورة شراب فى الشارع لفجر رمضان. جلدت كراسات المدرسة ورسمت الخرايط على ورق كلك وأخدت نجمة وانضربت بسن المسطرة وكان عندنا حوش فى المدرسة الحكومية، عملت دفتر توفير البريد وحوشت فيه لغاية ولادة ابنى، صعت أيام ما كانت الصياعة ومبى وتوت إكسبريس والكوربه والبن البرازيلى وبتسريا الهيلتون والمقطم: وسوالف وشارليستون، خرجت مع أصحابى بنتكلم ونضحك مش حاطين وشنا فى شاشة، أنا اللى دخلت أبى فوق الشجره والراس الكبيرة وسمعت ديميس وبول انكا والأبا والجيتس وختمنا بمدرسة المشاغبين عل المسرح.. شفت البنزين السوبر ب 11 قرش والسجاير المستوردة ب 49 والرغيف البلدى المحترم بتعريفة، كلت فراوله وتوت ومانجه أيام ما ريحتهم كانت من الناصية للناصية الحمدلله على نعمة الذكريات الطيبة والأيام الحنينة والتفاصيل الحقيقية.