فاز مرشح حزب العمال البريطاني "صادق خان",45 عاما, برئاسة بلدية لندن على خصمه الرئيسي "زاك جولدسميث",41 عاما, مرشح حزب المحافظين الحاكم وابن الملياردير "جيمي جولدسميث, بحصول خان على 1مليون و310 ألف و143 صوتا تمثل 57% من جملة الأصوات مقابل 994614 لجولدسميث, بفارق 315 ألف و529 صوتا حسب النتيجة النهائية التي أعلنت مساء أمس الجمعة 6مايو. فيما جرت الانتخابات، التي كانت جزءا من انتخابات بلدية في انجلترا واسكتلندا وويلز، الخميس. وعلى وقع هتافات أنصاره وتصفيقهم قال خان بعد إعلان النتائج في مقر البلدية "فخور بأن أرى لندن اختارت الأمل بدلا من الخوف, والإتحاد بدلا من الإنقسام". وأضاف "آمل أن لا نوضع مجددا أمام خيار صعب لهذه الدرجة. الخوف لا يجلب لنا أمنا أكثر فهو يجعلنا أضعف, وسياسة الخوف ليست موضع الترحيب في مدينتنا" صادق خان هو أول مسلم يتبوأ هذا المنصب في أي عاصمة أو مدينة كبرى في أوروبا قال عن هذا "فخور بأنني مسلم" مضيفا "أنا لندني, بريطاني لدي أصول باكستانية. أنا أب وزوج ومناصر لليفربول منذ زمن بعيد. أنا كل هذا" وتابع "لكن العظيم في هذه المدينة هو أنك تستطيع أن تكون لندنيا من أي معتقد أو بلا معتقد، ونحن لا نتقبل بعضنا فقط، بل نحترم بعضنا ونحتضن بعضنا ونحتفي ببعضنا. هذه إحدى المزايا العظيمة للندن". إلا أن منافسه زاك غولدسميث حاول على مدى أشهر ربط خان بالمتطرفين الإسلاميين، الاتهام الذي كرره رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الأربعاء أمام البرلمان. وتعهد خان بمعالجة المشكلات الأكثر إلحاحا في العاصمة التي ازداد عدد سكانها بحوالى 900 ألف نسمة خلال ثمانية أعوام ليصل إلى 8,6 ملايين، وفي مقدمتها، ارتفاع أسعار المساكن ووسائل النقل المكتظة والتلوث. وأكد صادق خان في برنامجه الانتخابي على أنه سيسعى جاهداً إلى استقبال بريطانيا مزيدا من الأطفال اللاجئين.
خان الذي يمثل الجيل الثاني للمسلمين المهاجرين إلى بريطانيا, ولد في أكتوبر 1970 في ضاحية توتينج, جنوبلندن, من عائلة باكستانية هاجرت حديثا إلى بريطانيا، وعمل والده سائق حافلة في العاصمة البريطانية، نشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة، وهو متزوج وله ابنتان. تعلم صادق خان في المدارس والجامعات الحكومية، ودرس القانون في جامعة شمال لندن، وأصبح محامياً مدافعاً عن حقوق الإنسان ورافضاً لمبدأ التمييز، ثم أنشأ مكتباً للمحاماة يضم أكثر من 50 محامياً. انضم إلى صفوف حزب العمال البريطاني في مايو 2005، وترشح كنائب في مجلس العموم البرطياني، فانتخب نائباً في المجلس عام 2005، ليصل الى منصب وزير للنقل والمواصلات في بريطانيا عام 2008، وأصبح بذلك أول مسلم من أصول باكستانية آسيوية يدخل في الحكومة البريطانية بمنصب وزير. ترأس خان الحملة الانتخابية العامة لحزب العمال البريطاني، الذي حظي بارتفاع في عدد مقاعده مقابل المحافظيين والديمقراطيين الأحرار. وشارك خان في ماراثون لندن عام 2014 واستطاع من خلاله جمع أكثر من 20 ألف جنيه إسترليني أودعه في "صندوق المحرومين". وعلى تويتركتبت رئيسة بلدية باريس "آن هيدالجو" مهنئة خان "إن إنسانيته وتقدميته سيفيدان اللندنيين". أما "بيل دي بلازيو" رئيس بلدية نيويورك فكتب "التهاني لرئيس بلدية لندن الجديد ورفيق السلاح في معركة المساكن معتدلة الثمن".