تقرير مؤسسة ستراتفور يكشف : «نقص الدولار » وليس فطر «الأرجوت »وراء رفض شحنتى القمح الفرنسى

رئيس الحجر الزراعى: رفضنا الشحنتين لعدم مطابقتهما للمواصفات..والتموين: التقرير غير صحيح.. وتعاقدنا على 4 شحنات فى نفس الأسبوع
كشف تقرير أعدته مؤسسة ستراتفور الأمريكية المتخصصة فى مجال الاستشارات الاستراتيجية، أن الحكومة المصرية تراجعت عن استقبال شحنتين فرنسيتين للقمح (تزيدان عن 100 ألف طن)، بسبب نقص العملة الأجنبية «الدولار» وليس لإصابتهما بفطر «الأرجوت» غير المطابق للمواصفات الزراعية المصرية، كما قالت الحكومة المصرية فى يناير الماضى لتبرير رفض دخول الشحنتين عبر الموانئ المصرية.
وأضاف التقرير، أن الحكومة كانت على علم ووافقت على مواصفات الصفقتين قبل إتمامهما، بينما لجأت الحكومة المصرية إلى استيراد كمية أقل من الشحنتين بعد ذلك من أوكرانيا ( 24 ألف طن).
وفى فقرة بعنوان السياسات المهتزة تنتج الشك قال التقرير إنه فيما تسعى الحكومة المصرية لإيجاد حل للمأزق المالى، فإن المواطنين والمستوردين يتحملون عواقب التردد الرسمى، ويؤكد ذلك رفضها الغريب لوصول شحنات من السلع الأساسية للموانئ المصرية مثل القمح وفول الصويا على الرغم من ارتفاع الطلب عليهما، وأن هناك تقارير أخيرة تؤكد ندرة هذه السلع فى الأسواق مما يؤدى إلى أن تصبح أكثر تكلفة ومتاحة بشكل أقل رغم أن الحكومة نفسها تتجنب القلق العام بشأن إمدادات الغذاء للبلاد، وتتجاهل عدم توافر مخزون كاف منها فى المستقبل القريب.
ويؤكد التقرير أن رفض الحجر الزراعى لمثل هذه الشحنات لم يكن بسبب عدم صلاحيتها كما تدعى الحكومة، ولكن بسبب أن مصر لم يمكنها أن تسدد ثمن هذه البضاعة عندما تم تسليمها مما جعل مصر شريكًا تجاريًا غير جدير بالثقة ويكلف مصر دفع تكاليف إضافية لوارداتها.
قال الدكتور إبراهيم إمبابى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى بوزارة الزراعة، إن شحنتى القمح الفرنسيتين اللتين تم رفض دخولهما لمصر، يناير الماضى، لعدم مطابقتهما للمواصفات القياسية لوزارة الزراعة المصرية، وليس لأى سبب آخر، مؤكدًا عدم وجود علاقة بين رفض الشحنتين وعدم توافر دولارات لسداد ثمن الشحنتين.
وأضاف رئيس الحجر الزراعى، ل»الصباح»، أنه فى شهر يناير الماضى لم يكن هناك أزمة فى الدولار، ومر على هذه الأزمة ما يقرب من 4 أشهر، مضيفًا « وكل دولة لها حرية التصرف المطلق فى تشريع ما تراه من قوانين خاصة بالاستيراد والتصدير، لحماية ثرواتها الداخلية، وحماية الصحة العامة للمواطن.
وتابع إبراهيم إمبابى رئيس الحجر الزراعى: هل عندما ترفض دولة مثل روسيا شحنة بطاطس مصرية نقول إن السبب هو أزمة عملة فى ظل أزمتها التى لم تشهدها من قبل فيما يخص العملة؟.. وأستكمل أنا أستورد قمحًا من الدولة التى تتناسب مع تشريعاتنا وقوانيننا».
محمود دياب المتحدث الرسمى لوزارة التموين، قال إن التقرير المنشور الذى يؤكد أن سبب رفض الشحنتين الفرنسيتين هو عدم توافر الدولار، وليس لإصابتهما بفطر «الإرجوت» غير حقيقى، وأن السبب هو إصابتهم بالفطر وفقًا لفحوصات وزارة الزراعة ممثلة فى الحجر الزراعى وأمراض النباتات».
وأضاف دياب ل«الصباح»، أن هناك أدلة عدة على عدم صحة هذا التقرير العالمى، إن هيئة السلع التموينية تعاقدت على 4 شحنات من 4 دول هى: «روسيا، ورومانيا وأوكرانيا، لافتًا إلى أن عملية الشراء تتم عن طريق البورصات العالمية، وهى تعطى فترة سماح 6 أشهر للسداد، متابعًا «إذن رواية هذا التقرير غير صحيحة».
واستكمل المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين، البنك المركزى يوفر كافة الكميات التى تحتاجها هيئة السلع التموينية من الدولار لاستيراد القمح، أو غيره من السلع التى تحتاجها مصر التى تمس أمنها الغذائى وتحقق اكتفاءها الذاتى.