اقتربت عجلة الدورى الإنجليزى الممتاز من التوقف عن الدوران فى أحد أكثر مواسم المسابقة إثارة وغرابة فى ذات الوقت. الكبار التقليديون ابتعدوا عن المنافسة ليتركوا الباب مفتوحًا أمام معجزة تقترب من التحقيق، أو فارس يستعيد درعه بعد غياب أكثر من نصف قرن. بعد نهاية مباريات الجولة الثالثة والثلاثين للمسابقة، وقبل خمس جولات فقط على النهاية، يعتلى ليستر سيتى الذى لم يسبق له تحقيق أى بطولة دورى فى تاريخه قمة الترتيب، وبفارق سبع نقاط عن أقرب ملاحقيه توتنهام هوتسبير، والذى يعود آخر فوز له فى تاريخ الدورى الإنجليزى لعام 1961، أى قبل 55 عامًا كاملة. ليستر سيتى الذى نجا من الهبوط بأعجوبة فى الموسم الماضى يقدم موسمًا تاريخيًا، حقق خلاله ما لم يكن أكبر الحالمين والمتفائلين يتخيل حدوثه فى يوم ما. الفريق الذى لم يفز بأى لقب دورى من قبل، والذى كان مدربه الإيطإلى كلاوديو رانييرى يصر على أن هدفه الوحيد هو البقاء فى الدورى هذا الموسم حصد 72 نقطة من 33 مباراة، ليتصدر القمة بفارق سبع نقاط عن توتنهام. ليستر سيتى أبهر العالم أجمع بتألق لاعبيه هذا الموسم بقيادة الجناح الجزائرى رياض محرز المرشح بقوة للقب أفضل لاعب فى الدورى، ومعه المهاجم جيمى فاردى صاحب 21 هدفًا فى المسابقة، ومن خلفهم ثنائى الوسط نجولو كانتى ودرينكووتر، والمدافع ويس مورجان قائد الفريق، والحارس الدنماركى كاسبر شمايكل ابن الأسطورة بيتر شمايكل والذى يحمى عرين الفريق بكل بسالة. منافس ليستر على اللقب هو توتنهام الذى حصد 65 نقطة، ويحلم السبيرز بسقوط ليستر فى الجولات الخمس المقبلة ليقتنص لقبًا غاب عنه منذ أكثر من نصف قرن.. ويأتى أرسنال فى المركز الثالث برصيد 59 نقطة، ولكن من مباراة أقل، فيما ابتعد الكبار مانشستر سيتى ومانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسى عن المنافسة تمامًا هذا الموسم.