عم سلطان يرى النحاس فضة خالصة.. و«المثقف علاء» لا يفارق الصحف حمكشة لا يمل من محاولات إحراق نفسه..والشيخ عمر مدخن يرفض التصوير «عشان حرام» أهالى السيدة يتناقلون حكايات عن درويش شارع السد «المهم» المفقود منذ النكسة «أنا الدرويش.. أنا السابح بمسبحتى ومبخرتى وتوب الخيش.. أغنيلك وأمولك مواويلك ماتسمعينيش ولا تشوفينيش».. كلمات موجزة للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى تلخص حياة الدراويش، هؤلاء الذين يسيرون بيننا هائمين فى الشوارع والميادين، يعيشون فى ملكوتهم الخاص، وكأنهم أطياف نراهم ونسمعهم، لكن لا نحس بهم ولا ننتبه إليهم، يتلكؤون بين الحانات والحارات ليلًا، فيضحكون حينًا ويبكون ويصرخون حينًا، وأحيانًا يستجدون لقمة العيش، يظنهم الجميع مرتاحي البال لأنهم «مجانين» ولكن من الواضح أن راحة البال غادرت الجميع، حتى هؤلاء، فبين استغلال ما جمعوه من نقود أو استخدامهم كقطع غيار للأعضاء البشرية وبين البرد القارص والجوع المؤلم والاغتصاب الموحش، يعيش دراويش الشوارع. الباشمهندس سامح «المهندس سامح» الذى يرتدى ملابس عمله كمهندس للبترول حتى الآن، يجلس بقرية كفر الجزار بالقليوبية، حيث كان من المفترض أن يتم تعيينه معيدًا بالكلية، بعد أن حقق المركز الأول بها، ولكن لم يحدث، فأصيب بصدمة نفسية شديدة. صديق الولاعة أما «حمكشة» الذى ذهب ليشترى «ولاعة» وجلس يلعب بها على أحد الأرصفة بالقرب من حديقة الحيوان بالجيزة، يحاول طوال الوقت إشعال النار بملابسه، يضع بعض الطعام بين أصابع قدميه محاولًا أكله، يذهب إلى أحد الأكشاك لشراء حاجته بالمال الذى لا يدرك قيمته، وأما صاحب الكشك الذى رأيناه يبيع له الولاعة مقابل جنيه، فيؤكد أنه يمنحه احتياجاته كافة بدون مقابل «أصله ثواب». باحث فى «شئونه » أما «الشيخ عمر» الأربعينى، الجالس بميدان الدقى بمحافظة الجيزة، ممسكًا بالسيجارة وهاتفه المحمول، فيؤكد أنه باحث فى الشئون الإسلامية ويجرى دراسات بشأن الإسلام والصحة، وعند سؤاله عما يفعله بالتحديد لإكمال دراسته أجابنا «أنا قاعد هنا بسمع دراساتى شفوى وأطبقها فى مجال الصحة»، ولأنه يعتقد بكونه من علماء الدين كان يرفض تصويره «عشان الصور حرام»، على الرغم من أنه ممسك بالسيجارة «الحلال». مثقف بدرجة مجذوب «المثقف علاء» يجلس ممسكًا بإحدى الصحف دائمًا بين يديه، ينظر إليها باهتمام بالغ وكأنه يقرأ كل حرف بإتقان، ويؤكد الجميع أنه تحول من مثقف إلى أحد المجاذيب الذين يجوبون ميدان رمسيس. درويش ب 3 لغات يجلس دائمًا عند سور أحد مساجد ميدان العباسية، يحاول إظهار أنه لا يحتاج شيئًا، يتمتم بكلمات غير مفهومة بعضها باللغة الانجليزية وبعضها بالفرنسية، ولا أحد يعلم هويته، وعلى الرغم من أن أسنانه جميعها قد تساقطت، ولم يتبق سوى اثنتين، تؤلمه عند محاولة أكله عليها. مبتسم ب 3 أسماء لا تفارق الابتسامة وجه رأفت، القابع فى منطقة الشيخ زايد، أحيانًا يتفوه بكلمات غير مفهومة ولا يتذكر اسمه أحيانًا، يدعى أن اسمه صلاح وأحيانًا أخرى أحمد، ويقول الناس إن اسمه الحقيقى رأفت.