دار «المصطفى» تعلم الأطفال حدودًا مكذوبة عن «قطع اللسان».. وكتاب الرحمن يعرض كتبًا عن البنا أطفال بخمار وجلابية والفصل بين الجنسين قبل العاشرة قبل سنوات طويلة مضت، ظلت الفرحة هى الانطباع الدائم لدى الآباء والأمهات الذين يلتحق أبناؤهم بالكُتاب الذى يعلمهم أصول دينهم ويساعدهم على حفظ القرآن منذ صغرهم، ولكن بتغيير المناهج اختلف الوضع الآن، فباتت بعض الكتاتيب أداة لنشر التطرف والتعصب الدينى، خاصة أنها لا تخضع لأى رقابة من المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف. فى منطقة «كعبيش» بحى فيصل بالجيزة، وصلت «الصباح» إلى كُتاب «دار المصطفى» والتقت «عفاف» وهى أم لطفل يدعى آدم، يبلغ عمره 12 عامًا، تقول الأم، إنها أحضرت ابنها إلى الدار، ليتعلم أساسيات دينه، ويسير فى الاتجاه السليم، -وفق كلامها-، إذ لا يريد الذهاب إلى المدرسة. وتضيف عفاف، إنها ووالد طفلها، أميان لا يعرفان القراءة والكتابة، «هذه الدار هى الوحيدة التى ما زال يتعلم فيها الأبناء من كتب الشرع، وأفضل ما تعلمه ابنى حتى الآن هو كتاب الجهاد فى سبيل الله، الذى يعلمه أنه لابد أن يدافع عن بلده حتى ولو ضحى بنفسه فى قبيل ذلك، وأن يستمع لحديث الأب مهما كانت أوامره، فهذا الدار علمت ابنى الطاعة قبل أى شىء، ثم حفظ القرآن كاملًا». وتابعت والدة الطفل فى فخر « الدار علمته أسس أساليب العقاب والثواب، وأنه من الممكن معاقبته حين يخطئ إلى حد قطع الجزء الذى أخطأ به، فإذا كذب فعليه أن يعلم أنه من الممكن أن يقطع لسانه، وإذا سرق يقطع أطراف يده، وإذا ساعد على إيذاء أحد من البشر تقطع أطراف قدمه»، وتستطرد «هذا من باب التخويف والترهيب ليس أكثر.. بالإضافة إلى أن دار المصطفى بالنسبة لنا مركز أمان لأطفالنا». فى شارع صغير؟؟؟@@@، متفرع من شارع فيصل، يكاد يكفى بصعوبة لمرور التوك توك والمشاة، يوجد كُتاب «الرحمن»، الذى وقفت أمامه فتيات تحملن كراسات وأقلامًا فى أيديهن، ولا تتجاوز أعمارهن الثامنة، ومع ذلك يرتدين الخمار، بجوار أولاد يرتدون الجلباب. «الصباح» التقت والدة الطفلة فريدة، التى تبلغ 11 سنة، وتلتحق بكُتاب الرحمن، والتى قالت إن ابنتها تفضل الكُتاب أكثر من المدرسة، وأضافت «الكُتاب عادة فى عائلتنا منذ صغرنا، ونعلم أنه المكان الوحيد الذى يعلم الأطفال أصول دينهم السليم، فنحن عائلة متدينة وأنا متزوجة منذ 11 سنة، وجئت من أسيوط أنا وزوجى، وكنت أبلغ 15 سنة وأسرتى ألحقتنى فقط بالكُتاب فقط، ولم أذهب إلى مدرسة، ولبست النقاب منذ صغرى، وفى الدار تعلمت ابنتى القرآن بالتجويد وحفظته كاملًا، وتعلمت أيضًا أسس دينها وصلاتها، كما يتم تحفيظهم الأحاديث الصحيحة». وسردت الأم أسماء بعض الكتب التى يتم تدريسها للأطفال الملتحقين بالدار، وهى «شهيد الحركة الإسلامية»، و«الحل الإسلامى فريضة وضرورة»، و«حسن البنا الرجل والفكرة»، وكذلك مؤلفات القائد الفكرى لجماعة الإخوان سيد قطب، بالإضافة إلى كتاب «فقه الزكاة» للداعية يوسف القرضاوى. وتشير الأم، إلى أن العالم يرى أن الكتب السابقة ترسخ للأفكار المتطرفة فى الأبناء، غير أنها تعتبرها ساهمت فى تعليم الأطفال لطاعة ولى الأمر، وترسيخ فكرة الجهاد فى سبيل الله، وتقديم الروح مقابل الدفاع عن المبادئ التى جاءوا من أجلها. وتختتم «شعر بالاطمئنان على ابنتى فى الدار أكثر من المدرسة، بالإضافة إلى أن الكتاب يفصل دومًا بين الفتيات والشباب». «تدق السابعة صباحًا، فيصحو ياسر، 10 أعوام، ويرتدى الجلباب الأبيض الواسع للذهاب إلى الكُتاب، يوميًا، فدومًا يرفض الذهاب إلى المدرسة ويفضل الكُتاب»، هكذا تصف السيدة هبة، طقوس ابنها ياسر اليومية، الذى يرتاد كُتاب «الشيوخ» بشارع الأمير بمنطقة فيصل، ويضم ما يقرب من 25 طالبًا، ذكور فقط. وتقول الأم: «هذه الدار تخلو من الفتيات، لأن المكان الطبيعى للفتاة هو المنزل، منعًا للفجور الذى يحدث الآن، مثل عمل المرأة وما شابه ذلك»، وتضيف «الشيوخ من يُدرّسون الفقه للأطفال، كما يعلمونهم حفظ القرآن كاملًا بالتجويد، وكذلك الأحاديث، ويُدرّسون بعض الكتب، مثل كتاب (حياة مصطفى مشهور) المرشد العام الراحل لجماعة الإخوان، و(سباق نحو اللحية)، و(التربية الاسلامية)، و(فروض الحكومة الدينية)، و(مفاهيم حول الأصول العشرين)، وكتب سيد قطب وبعض الكتيبات الصغيرة لوجدى غنيم وبعض شيوخ السلفية. ويعلق الدكتور أحمد الصاوى أستاذ العقيدة والفقه بجامعة الأزهر، مؤكدًا أن الكتاتيب أصبحت الآن تابعة لوزارة الأوقاف، فكل شيخ الآن يريد أن يقوم بفتح «كُتاب» يذهب إلى الوزارة، ويتم اختباره لتتضح أفكاره، ثم يتقدم بالأوراق المطلوبة، وقال: «من المؤكد أن الكتاتيب التى رصدتها «الصباح» بدون تراخيص، وما يدرسونه خطر كبير على أطفالنا، فالأطفال فى تلك المراحل السنية المبكرة يكونون مدركين وتترسخ فى نفوسهم القيم والمبادئ التى يتلقونها، وبذلك ينشأ جيل متطرف أشد عنفًا من شباب الإخوان». ووفقًا للصاوى، فإنه «منذ ما يقرب من عدة أشهر تم إغلاق دار تحفيظ قرآن بقرية بالفيوم تضم 100 طفل، يتم تلقين الأطفال مبادئ جماعة تكفيرية تابعة لجماعة الشوقيين». وقال الصاوى إن «عدد الكتاتيب المرخصة من قبل الوزارة 390 كُتاب تحفيظ قرآن، و29 حلقة تحفيظ، والبعض يفتح «كُتاب» بترخيص من الأزهر ما لم يحصل عليه من الأوقاف.