معارك أبطالها سيف اليزل وعكاشة ومرتضى وكمال أحمد وبكرى.. و «أبوشقة»: كله بالقانون خناقة على أسبقية الجلوس فى القاعة الرئيسية.. ونواب غاضبون بسبب عدم دخول سياراتهم بكرى يطلب تخصيص مكان محدد لكل نائب حفاظًا على شكل النواب والبرلمان نواب السلفيين يصرون على عبارة بما «لا يخالف شرع الله» ورئيس الجلسة يحذرهم باللائحة عكاشة: أنا رئيس المجلس.. ونواب ل«اليزل»: مش هاتكوشوا على كل حاجة زى اللى قبلكم هتافات تطالب بترشيح سرى صيام رئيسًا للمجلس لمواجهة محاولات استحواذ فى حب مصر على كل المناصب غطاس ومرتضى: إحنا رجعنا للحزب الواحد.. واليزل مهاجمًا: إحنا مش الوطنى ولم نجبر أحدًا على الانضمام إلينا الجميع فى انتظار أولى جلسات أخطر برلمان فى تاريخ مصر، أول برلمان بعد ثورة 30 يونيو، إما برلمان يليق بمقام ثورتين أطاح فيهما المصريون بنظام مبارك الفاسد، ونظام الإخوان الديكتاتورى، وإما العودة لمهازل البرلمانات السابقة فى تاريخ مصر بمشاهد لا تخلو من خناقات تحت القبة وصراع للظهور أمام الكاميرا، أو حتى ظهور نواب على شاكلة نواب القروض ونواب سميحة، وغيرها من المشاهد التى تعودنا عليها فى برلمان زمن مبارك والإخوان. ما نرصده فى السطور التالية ليس تنبؤات وتوقعات حول صراعات أول أسبوع فى برلمان 30 يونيو، بل معلومات حقيقة ومشاهد ربما تنقلها كاميرات التليفزيون والفضائيات، وربما تدور فى الكواليس داخل غرف وقاعات مجلس النواب. المشهد الأول فى الثامنة صباحًا زحام شديد فى شارع قصر العينى المؤدى إلى مجلس النواب، بعد توافد عدد كبير من النواب منذ الساعة الثامنة إلى مقر المجلس ويصرون على الدخول بسيارتهم إلى مقر المجلس، لكن رجال الأمن المتواجدين فى مقر البرلمان يرفضون دخول السيارات تنفيذًا لقرار الأمين العام المستشار أحمد سعد الدين بمنع دخول سيارات النواب والموظفين داخل المجلس طوال جلسات انعقاد البرلمان، وهنا يبدأ أول صدام بين النواب من على أبواب المجلس. المشهد الثانى مئات النواب يتزاحمون داخل قاعة المجلس الرئيسية التى تم إعدادها منذ شهور وتنفيذ عمليات التصويت الالكترونى بها، وفى داخل القاعة ربما تجد نوابًا يقفون على أقدامهم بسبب رفضهم الجلوس فى الدور الثانى أو الشرفة التى كانت مخصصة للصحفين طول عدة سنوات مضت من تاريخ المجلس ولكن هذا العام تم تخصيصها للنواب بسبب كثرة العدد الذى وصل إلى 596 نائبًا، وهنا يتدخل عدد من النواب فى مقدمتهم النائب مصطفى بكرى والذى يظهر كثيرًا فى مشاهد الأسبوع الأول من البرلمان، ويطلب من الأمانة العامة للمجلس تحديد مكان جلوس كل نائب حتى لا تتكرر هذه الأزمة بين النواب. أصوات عالية تضج داخل قاعة مجلس النواب، وفى وسط هذا الضجيج يبدأ ملامح المشهد الثالث حيث يصعد أكبر الأعضاء سنًا وهو المستشار بهاء أبوشقة إلى كرسى رئيس المجلس، الذى يتصارع عدد كبير من النواب للوصول إليه، ويجلس أبوشقة مكان فتحى سرور، ورفعت المحجوب وصوفى أبو طالب ومن قبلهم الرئيس السادات الذى كان رئيسًا لمجلس الشعب منذ عام 1960 حتى عام 1968، ويظهر إلى جوار أبوشقة فى هذا المشهد النائبة نهى قايد الحميلى، بصفتها أصغر الأعضاء سنًا وعمرها 25 عامًا، وبمجرد إعلانه عن البدء فى حلف اليمين أو القسم البرلمانى لأعضاء المجلس لن تخلو هذه المسألة من صدام خاصة مع النواب السلفيين حيث سيقوم بعضهم بإضافة عبارة «بما لايخالف شرع الله» فى نهاية القسم البرلمانى، وهنا تضج القاعة بأصوات عالية ويطلب رئيس الجلسة تطبيق اللائحة قائلًا «كله بالقانون والدستور، واللى يخالف هنطبق اللائحة عليه». المشهد الرابع، يبدأ من عند الأربعة الكبار المتنافسين على رئاسة المجلس وهم الدكتور على عبدالعال عن قائمة فى حب مصر، وكمال أحمد عميد البرلمانيين، وأسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ثم توفيق عكاشة حيث يدعو رئيس الجلسة النواب ممن يرغبون بالترشح على منصب رئيس المجلس، ويتدخل النائب كمال أحمد طالبًا الكلمة ليعلن أنه يرفض إتباع أسلوب الحزب الوطنى المنحل فى إدارة جلسات البرلمان ومحاولات التكويش على كل المناصب، ثم يظهر توفيق عكاشة ليقول «لدى إحساس وثقة فى الله أننى سأكون رئيسًا لمجلسكم الموقر، وأنا حصلت على أعلى الأصوات على مستوى الجمهورية 90 ألف صوت فى الانتخابات وأطرح نفسى لرئاسة المجلس. المشهد الخامس، لا يبعد تمامًا عن الصراع على أهم منصب فى البرلمان وهو رئيس المجلس حيث تظهر أصوات كثيرة تتعالى داخل قاعة مجلس النواب تطالب بترشيح المستشار سرى صيام الذى أعلن من قبل رفضه رئاسة المجلس لكنه يعلن تمسكه بموقفه ويرطح نفسه لرئاسة اللجنة التشريعية فى المجلس فقط. المشهد السادس، يظهر فيه المستشار مرتضى منصور بصوت عالٍ ويطلب من النواب عدم اختيار الدكتور على عبد العال رئيسًا لمجلس النواب، لأن برلمان ثورة 30 يونيو لا يليق به هذه الطريقة، مضيفًا: مش هاتكوشوا على كل حاجة زى اللى قبلكم، ويتدخل سمير غطاس، نائب مدينة نصر الذى يعلن أمام الجميع أن برلمان 30 يونيو لايليق به سيطرة جماعة بعينها على المجلس، وبالتالى نرفض من رشحوه لرئاسة المجلس. فى المشهد السابع يظهر اللواء سامح سيف اليزل، مؤسس قائمة فى حب مصر وقائد تحالف تكتل الدولة المصرية ليعلن أنه يرفض أى اتهامات يوجهها النواب إلى تكتله البرلمانى، مؤكدًا أنه لم يجبر أحدًا على الانضمام لتحالفه، وأن كل هدفه الدفاع عن الدولة المصرية ومبادىء وأهداف ثورة 30 يونيو، وفى عملية انتخاب رئيس المجلس تبدو المشاهد ضبابية لكن قد تنتهى لصالح تكتل فى حب مصر باختيار عبدالعال رئيسًا لمجلس النواب. المشد الثامن، يدعو رئيس الجلسة المستشار أبوشقة لاختيار وكيلى المجلس ويطلب من الراغبين فى الترشح الإعلان عن أنفسهم وهنا تظهر أزمة جديدة بسبب إعلان عدد كبير من النواب طرح أنفسهم لمنصب وكيل المجلس، النائب مصطفى بكرى يعود للظهور ليطرح نفسه وكيلًا للمجلس، ينافسه فى المنصب مارجريت عازر، ثم يقف النائب عماد جاد ويعلن ترشحه، ومن بعده النائب حاتم باشات عن حزب المصريين الأحرار، ويتقدم عدد كبير لخوض المعركة على منصب وكيل المجلس فى مشهد قد يضطر فيه رئيس الجلسة بعد فرز الأصوات إلى إعادة إجراء الانتخابات مرة ثانية بين أعلى الحاصلين على الأصوات. المشهد التاسع، رئيس الجلسة يعلن فوز على عبدالعال رئيسًا للمجلس، وكذلك الوكيلين فتظهر اعتراضات عدد كبير من النواب داخل القاعة وهتافات «باطل باطل» فى إشارة إلى بطلان انتخابات رئيس المجلس والوكيلين لأنها تمت على اللائحة القديمة التى تخالف الدستور الحالى ويطلبون تعديل اللائحة أولا ثم إجراء الانتخابات. المشهد الأخير «فاصل ونعود» حيث يطلب رئيس الجلسة رفع جلسات المجلس على أن يعود المجلس للانعقاد صباح اليوم الثانى لانتخاب رؤساء اللجان النوعية وتشكيلها، لتتكرر مشاهد وخناقات النواب على تشكيل اللجان ورؤسائها والتى قد تستغرف وقتًا طويلًا يضطر المجلس إلى عقد أكثر من جلسة لحسم هذه المسألة.