الهدهد وشومان وعجيبة وأبو هاشم يتصارعون لتولى رئاسة الجامعة كشفت مصادر مطلعة بمشيخة الأزهر، ل«الصباح»، أن السبب الحقيقى وراء إقالة الدكتور عبد الحى عزب من منصبه كرئيس لجامعة الأزهر، يرجع إلى دعوى قضائية أحد القيادات بالجامعة أمام محكمة القضاء الإدارى، والتى قضت بإقالته من منصبه نظرًا لأن استمراره بوظيفته كان مخالفًا للقانون. ونفى المصدر، وهو أحد مستشارى شيخ الأزهر، ما تردد عن مشكلة وقعت بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور عبد الحى عزب، والتى يروج لها البعض باعتبارها سبب الإقالة، مؤكدًا أن عزب تربطه علاقات قوية بالطيب تمتد إلى أكثر من 10 سنوات عندما كان الإمام الأكبر رئيسًا لجامعة الأزهر. وقال المصدر، إنه ومنذ نحو شهرين أقام أحد قيادات الجهاز الإدارى التابع لمشيخة الأزهر دعوى قضائية أمام محكمه القضاء الإدارى ضد عزب رئيس جامعة الأزهر التابع إداريًا للمشيخة، والتى تضمنت أن وجود عزب فى منصبه داخل الجامعة غير قانونى، ولا ينطبق عليه شروط الاستمرار فى منصه كرئيس للجامعة أو أى وظيفة داخل الجامعة لمدة 5 سنوات أخرى، لأنه يتناقض مع القانون المنظم لعمل المشيخة الذى ينص على أن القيادات الحاصلين على الشهادة الابتدائية قبل العمل بالقانون رقم 103 لسنة 1961بشأن إعادة تنظيم الأزهر يتم تقاعدهم على المعاش فى سن ال 65، فيما حصل عزب على الشهادة الابتدائية بعد صدور القانون وليس قبله، ولذلك ينطبق عليه أن يحال على المعاش عندما يبلغ 60 عامًا وليس ال 65 عامًا. وأوضح المصدر، أن محكمة القضاء الإدارى أصدرت حكمًا بعدم أحقية عزب فى الاستمرار فى منصب رئيس الجامعة أو أى منصب داخل الجامعة، مضيفًا، أن الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق كانت تربطه أيضًا علاقة صداقة قويه بالإمام الأكبر إلا أنه قدم استقالته لشيخ الأزهر فور بلوغه السن القانونية ولم يمكث فى دار الإفتاء ليوم واحد، فيما لم يتدخل الطيب للتجديد لجمعة لأنه يرفض عمل أى استثناء لأى شخص تجاوز السن القانونية، وذلك لإعطاء فرصة لشباب علماء الأزهر المتبحرين فى العلوم الشرعية والفقهية. وأشار المصدر الأزهرى، أن عزب قدم استقالته لشيخ الأزهر احترامًا لأحكام القضاء، وحرصًا على الأزهر وجامعته، وعقد لقاء استمر لأكثر من ساعة فى مكتب الإمام الأكبر تبادلا خلاله الحديث، فيما شارك عزب شيخ الأزهر ومكتبه الفنى فى تكليف الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس الجامعة لشؤن التعليم والطلاب للقيام بتيسير أعمال رئيس الجامعة، وذلك لكونه أقدم نواب رئيس الجامعة إلى حين تعيين رئيس جديد للجامعة. على جانب آخر قال أحد قيادات جامعة الأزهر، أنه وفى أعقاب استقالة عزب من رئاسة الجامعة، بدأت تتردد تكهنات بتولى أكثر من شخص حقيبة رئاسة جامعة الأزهر، ومن المقرر أن يقدم كل مرشح أوراق تقدمه للمنصب لمقر مشيخة الأزهر، ويختار الطيب مرشحًا واحدًا فقط، ويرفع الأمر لرئاسة الجمهورية تمهيدًا لإصدار قرار جمهورى بتعيين من وقع عليه الاختيار، والذى يشترط فيه أن يكون قد شغل أحد كراسى الأستاذية بجامعة الأزهر، ويكون قرار تعيين نواب رئيس الجامعة بقرار من رئيس الجامعة نفسه. وكشف المصدر، أن من أبرز المرشحين لتولى المنصب، الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد القائم بأعمال رئيس الجامعة حاليًا، وهو أصغر أبرز المرشحين سنًا حيث لم يتجاوز الخمسين عامًا، وحاصل على درجة الدكتوراه فى اللغة العربية فى البلاغة والنقد من جامعة الأزهر بمرتبة الشرف الأولى عام 1994، وسبق أن تقدم بأوراقه لتولى رئاسة الجامعة منذ عامين لتولى المنصب قبل تعيين الدكتور عبد الحى عزب، ولاقى ترشيحه للقيام بأعمال رئاسة الجامعة، ترحيبًا بين أعضاء هيئة التدريس، بحسب المصدر. وأضاف المصدر، أن اسم الدكتور محمد أبو هاشم، يتردد بقوة ضمن قائمة المرشحين لتولى رئاسة الجامعة، إذ يشغل حاليًا منصب رئيس الجامعة، وتربطه علاقة قرابة بالدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق. كما يتردد اسم الدكتور أحمد عجيبة عميد كليه أصول الدين فرع طنطا والأمين العام للمجلس الأعلى للشؤن الإسلامية، والذى يرتبط بعلاقة وطيدة ببعض القيادات داخل المشيخة، وعلى رأسهم الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان.