الإعلام فى مصر تحول إلى «زفة» تؤثر سلبًا على الوطن لا تربطنى أى علاقة بشركة «أبسوس» وهذا دليل على مصداقيتها على الرغم من انتشار برامج الإثارة التى لا تهدف سوى لتحقيق أعلى نسب مشاهدة، بغض النظر عن المضمون الذى تقدمه، والنماذج التى نطالعها يوميًا على شاشات الفضائيات من برامج توك شو لا تهدف لتوعية المشاهد، قررت الإعلامية رشا نبيل العزف منفردة خارج هذا الإطار، وفضلت الالتزام بالمهنية وتقديم إعلام تنويرى وتثقيفى يليق بالمشاهد المصرى، واستطاعت فى النهاية أن تربح الرهان بعدما تصدرت المرتبة الأولى ببرنامجها «كلام تانى»، تقرير شركة «أبسوس» للأكثر مشاهدة بين برامج التوك شو، وفى حوارها مع «الصباح» تكشف رشا نبيل سر نجاحها وخطة عملها الجديدة ورأيها فى الإعلام والتليفزيون المصرى. فى البداية.. هل توقعتى كل هذا النجاح ل «كلام تانى»؟ - منذ فترة والبرنامج يتقدم فى مراكزه ب «أبسوس»، لكن لم أتوقع أن نحتل المركز الأول، خاصة أن برنامجنا يومين فقط وهذا يؤثر فى معدلات المشاهدة، لذلك كانت مفاجأة كبيرة أن نكون رقم واحد، كما أن هناك نجوم تتربع على عرش الإعلام، ويبدو أن هناك تغير فى توجهات وذوق الرأى العام، وأصبح الجمهور يحتاج لإعلام مختلف، والاستثناء الوحيد باسم يوسف عندما كان يحتل المرتبة الأولى رغم ظهوره يوم واحد. البعض يرى أن تقارير «أبسوس» مفبركة فما رأيك ؟ - سمعت كثيرًا مثلك، لكن أعتقد أن وجودى فى تقاريرهم يؤكد عدم صحة هذا الكلام، لأننا لم نراهم أو يوجد مصالح بينهم وبيننا أو مع القناة. بعد النجاح.. ما التغيرات والخطة الجديدة التى ستضعينها للبرنامج ؟ - كنت مرعوبة جدًا بعد تقرير «أبسوس»، لكن بعدها قررت أعمل بنفس الطريقة ولا أفكر فى الترتيب، وكل حلقة نعمل على تحقيق أفضل ما يكون، خاصة أن تركيبة مشاهد الأسبوعى مختلفة، وأعمل على مبادرة جديدة للتحدث فى قضايا هامة مثل التعليم والبطالة من خلال مجموعة من الخبراء يقومون بعمل دراسة بجدول زمنى وتكلفة نرسلها لرئاسة الجمهورية كأحد الحلول المطروحة لحل الأزمات. لماذا يعد الجانب الاقتصادى هو أحد أهم اهتماماتك ؟ - بالتأكيد يظل فى اهتماماتى الرئيسية بجانب ملف العدالة الاجتماعية إلى جانب اهتمامى بكل القطاعات فى جميع المجالات، وللأسف لدينا فشل كبير فى إدارة الملف الاقتصادى بكل المقاييس، ولا يوجد لدينا رؤية أو سياسة اقتصادية، وفى أول لقاء جمعنا بالرئيس السيسى قلت له «هناك مواطن بيحبك لكن لازم تنورهالنا لأن الضلمة بتقتل الأمل»، ووقتها كان هناك أزمة كبيرة فى الكهرباء وقدم إنجازًا كبيرًا فى حل هذه الأزمة لديك أيضًا اهتمام خاص بالشباب ؟ - وجود الشباب على الساحة هو التوازن الطبيعى، وتقلق على مصر وتخاف عليها عندما تتحول الصورة إلى أنها أصبحت بلد «العواجيز»، لكن مصر بها شباب متميز، ولابد أن يظهر ويحصل على فرصته فى الإعلام، وفخورة بنماذج الشباب التى خاضت البرلمان سواء نجحت أم لا. هل حقق «كلام تانى» رسالة الإعلام المحايد ؟ - ما زلت أحاول ولم أحقق ذلك بنسبة 100 فى المائة. وما ينقص الإعلام حتى يصبح مهنى بشكل كامل خاصة بعدما التصقت به صفة «إعلام الصوت»؟ - أصبح «إعلام الزفة»، وهى مشكلة كبيرة، خاصة أن البعض يعتقد أن «الزفة» فى مصلحة الوطن، وعندما اعتذر الرئيس ل «تميم» عن تجاوزات الإعلام فى حق والدته، قال لا أريد هذا الكلام، وللأسف البعض مستمر فيه، فعلينا أن نسأل هل نقدم إعلامًا أم شيئًا آخر، والحقيقة أننا لا نصنع إعلامًا فى مصر، وأنا أصغر من تقييم قامات أكبر منى، لكن لدينا مشكلة كبيرة فى الإعلام. وما تعليقك على خطاب الرئيس الأخير وغضبه من الإعلام ؟ - كان وقتها هناك تجاوزات كبيرة فى العمل الإعلامى، وتوقعت أن يتحدث الرئيس بصفة عامة، لكنه كان حزينًا من الإعلام فى هذه النقطة وانتقاده له وللسياسات دون وعى بالمخاطر، ولم يتطرق للإطار العام والتجاوزات وكنت أتمنى أن يتحدث عن ميثاق الشرف الإعلامى. لكن الانتقاد أمر طبيعى ولهذا السبب قامت الثورتين ؟ - أتحدث عن الإعلام وتشكيل الوعى، هل تعتقد أن كل الانتقادات التى يقولها الإعلام سليمة وصحيحة، بالتأكيد لابد من وجود حرية لكن بموضوعية وهذا ما يفتقده الإعلام المصرى حاليًا. هل آن الأوان لوجود ميثاق الشرف الإعلامى ؟ - هو إحدى الخطوات الرئيسية على الطريق الصحيح، لكن على الناس أن تسأل نفسها هل نقدم إعلامًا أم لا، والشعب هو من يقرر من خلال رفض الرأى العام لما يعرض لأن أكثر ما يقلق الإعلام هو الرأى العام، والمشكلة أن توجهات الرأى العام تتغير، لكن أصحاب شركات الإعلان أصبحوا متحكمين فى العملية الإعلامية، ولا يدعمون الإعلام الموضوعى ولكنهم يهتمون بخلطة الإثارة والفضائح. وما رأيك فى غرفة صناعة الإعلام ؟ - لا أرى لها أى ممارسات إعلامية والمفروض يكون هذا دورها لكنها لا تقوم به كما يجب. وكيف ترى عدم مساهمة الإعلام فى توعية المجتمع بالانتخابات ؟ - الاهتمام كان بالظواهر الخاصة بالانتخابات، مثل استبعاد أحمد عز وسما المصرى، وتركنا الجمهور دون توعية، لكن فى «كلام تانى» عالجت هذه النقطة من خلال استضافة القوائم والأحزاب لشرح برامجها. وما رأيك فى حال التليفزيون المصرى وأزمته الأخيرة بعد سخرية «أبو حفيظة» منه ؟ - لا يمكن أن أنتقد المكان الذى تخرجت منه، لكننى فى الوقت نفسه حزينة على التليفزيون المصرى وما وصل له لأنه يستطيع أن يكون أفضل بكثير. أخيرًا ماذا عن شائعات رحيلك عن قناة «دريم»؟ - تعرضت لمراحل من الإحباط، وكنت أفكر فى الاعتذار منذ فترة، لكن هناك حالة إنسانية تربطنى بقناة «دريم» وهى تبنى الدكتور أحمد بهجت لفريق عمل برنامج «كلام تانى»، ولن أرحل عن «دريم» إلا بإذنه، ونجاح البرنامج يعود لأنه يعرض على شاشة محترمة تتمتع بالمهنية والمصداقية هى قناة «دريم».