لم أتخاذل عن الحضور والغناء فى مصر.. وعندما طلبت حضرت على الفور مازالت أشعر بالرهبة لحظة وقوفى على مسرح دار الأوبرا يغرد بعيدًا عن مطربين العالم العربى بشكل عام، ومن هنا كان تميزه على ساحة الغناء التونسية والعربية فى الوقت ذاته.. بتاريخ طويل مع النجاح يضع الفنان صابر الرباعى قدمه بثبات شديد على قمة هرم النجومية.. فى حواره مع «الصباح» فتح قلبه وتحدث بدون حذر عن اشتراكه فى مهرجان الموسيقى العربية فى الدورة ال 24، ورهبة دار الأوبرا والحفلات الصيفية، وبرنامج «the voice» الذى يشارك كعضو تحكيم ضمن عمالقة الغناء بالوطن العربى، وعن الكواليس والعلاقة الشخصية التى تربطه بلجنة التحكيم وغيرها.. فكان هذا الحوار المختلف مع فنان كبير. بعد 12 عامًا من الغياب عن مسرحها.. كيف ترى وقوفك أمام جمهور دار الأوبرا المصرية؟ - بالفعل 12 عامًا من الغياب عن دار الأوبرا المصرية والمشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية، وذلك منذ أيام القديرة «رتيبة الحفنى» ولكن ذلك كان بسبب الظروف المحيطة بكل البلدان العربية، كما أننى سعيد للغاية بوجودى فى هذا المهرجان بأن أكون ضمن زمرة الفنانيين المبدعين بالمهرجان، حيث اليوم نعيش نوعًا ما فى حالة اهتزاز فى مستوى الأغنية العربية، وبذلك نحتاج إلى مسرح دار الأوبرا لكى نحافظ على الأغنية العربية ومستواها. ماذا يمثل لك «مهرجان الموسيقى العربية»؟ - هذا المهرجان متنفس نشم فيه الأصالة ويرجعنا إلى الحياة الإبداعية، بداية من الثقافة، ومهرجان الموسيقى العربية يبقى هو الأكبر فى الوطن العربى، وله بريقه الجميل الذى يعطى الفنان قيمة وتاريخ، فنحن جميعا كفانيين نتمنى أن نقف على مسارح الأوبرا التى تعتبر هى منفذ الانتشار والشهرة. حدثنا عن اختيارك ضمن كوكبة من ألمع نجوم الوطن العربى بمهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال 24 ؟ - غيابى عن مصر لمدة كبيرة لم يكن بمحض إرادتى، لكننى سعدت كثيرًا بدعوتى لهذا المهرجان، وشرف لى ولأى فنان عربى أن يمثل أمام جمهور يعلم تمامًا قيمة الفن والإبداع وهو جمهور دار الأوبرا المصرية التى صنعت الكثير من النجوم فى كل أنحاء الوطن العربى، ولا تنسى أن المهرجان له رهبته وتميزه فى نفس الوقت فهو يفتح لك آفاقًا كبيرة أمام تحديات كثيرة خلال فترة الصعود لأى فنان، اختيارى ضمن هذه الكوكبة تشعرنى أنى واحد من الشعب المصرى الذى أكن له كل احترام وتقدير، كما أننى أود أن أقدم حفلات طيلة الوقت فى دار الأوبرا الذى أسعد كثيرًا بها. لماذا تراجعت نسبة حفلاتك فى مصر خلال الفترة الماضية.. هل هو تخاذل منك ؟ - تقصيرى بالحفلات ليس من اختيارى، ولا هو تخاذل منى، ولكن هذه الحفلات لها منظميين ومسئولين عن هذه الأمور، ولم يطلبونى فى حفلات طيلة هذه الفترة، ولا تنسى أننى من عشاق مصر، فكيف لى أن أتخاذل ولا ألبى دعوة هوليوود الشرق، والدليل على ذلك عندما طلبت لم أتردد للحظة ووافقت على الفور. ماذا عن ألبومك القادم.. هل انتهيت من تسجيل أغنياته ؟ ومتى سيطرح ؟ - أولًا أصبحت عملية الإنتاج قليلة «وبطلنا نحكى عن ألبوم»، وصار الإنترنت هو المكتسح لهذه الأغانى وتسويق الألبوم أصبح موضوعًا «خاسرًا» فلذلك أصبح الوضع مختلفًا والفنان يسعى إلى طرح أغنية «سنجل» ثم يعاود بطرح أغنية مصورة لكى لا ينساه جمهوره، وبالنسبة لى فأنا متأنى فى اختياراتى دائمًا، وذلك يأخذ منى وقتًا كبيرًا، ويمكن هذا ما يؤخر عملية طرح الأغانى، وأعتقد أن هذه الخطوة تؤثر بشكل كبير على الفنان بينه وبين جمهوره، بالفعل أنا بصدد الانتهاء فيما يقرب من 90 فى المائة من تسجيل الأغانى، ويمتزج «السى دى» ما بين الأغنية المصرية والتونسية واللبنانية وسيكون به عدة مفاجآت، وسيحمل 10 أغنيات، ولم أحدد حتى الآن موعدًا لطرحه. من الشعراء والملحنين الذين تعاونت معهم فى الألبوم ؟ - أنا دائمًا أبحث عن الجديد، وهذا يعطى للفنان حالة من الاختلاف والتغيير، وبالفعل سيضم هذا الألبوم حالة من التجدد، وأتعاون لأول مرة مع الملحن مدين، كما أتعاون مع وليد سعد وأيمن بهجت قمر بعد نجاح تتر مسلسل «ذهاب وعودة» وخالد البكرى، وغيرهم من الموزعين والشعراء المبدعين. التحضيرات الطويلة ل «the voice» تستغرق منك وقتًا طويلًا يؤثر على تركيزك ؟ - الفنان يصل إلى عدة مراحل ما بين الفنان المبتدأ الذى يريد إثبات جدارته، والمرحلة الثانية هى مرحلة الانتشار، والثالثة التأنى فى الاختيارات، وأنا وصلت إلى مرحلة التأنى وليس بكم الأغانى المطروحة، ولا أسمح لنفسى بالتقصير، ولا الجمهور سيسمح بأى خطأ منى، وبالعكس البرنامج يعطينى ثقة أكبر وتأنى فى الاختيارات، بالنهاية «ذا فويس» اكتشفنا فيه أنفسنا بعيدًا عن أى شئ، وأعتبره إضافة كبيرة لكل المجموعة. يقال إن نوعية هذه البرامج يندرج تحت بند «السبوبة» ما قولك فى ذلك ؟ - هل يمكن أن يعمل أى شخص بدون «أجر»، بالتأكيد شئ لا يعقل، لكل عمل أجره، فأين «السبوبة» فى هذا البرنامج، فنحن جميعًا نعمل من أجل المال لكى نعيش، وهو نفس الشئ للمشتركين، ولكن الشىء المبالغ فيه هو المبالغ التى يكتبها الإعلام فى تقاضينا الملايين من خلال هذه البرامج، هذا الأمر لا يصدق، القناة الموزعة تحصل على حق الإعلانات، والمشاركون يحصدون الشهرة أمام الوطن العربى، والفنانون يتقاضون أجورهم المتفق عليها «فأين السبوبة» مثلما يقال ؟ ألا ترى أن «شيرين عبد الوهاب» كانت قاسية على زميلة الماضى «أميرة أبو زيد» ولم تقدم لها المساعدة ؟ - أولًا هذا أمر يخص شيرين، ولا أحب أن أخوض فى تفاصيل ليس لى شأن بها، ولكن ضع نفسك مكانى وأنت بلجنة التحكيم، أمامك أصوات ضخمة وقوية وتتميز بالإبداع والرقى وعند المواجهات المباشرة تصاب بالحيرة والحسرة من الاختيارات، كما أن الضغط العصبى يكون عاملًا قويًا لكى لا تفقد صوتًا مميزًا وبه كل الأنماط، وشيرين عندها وجهة نظرها وهى الوحيدة التى تسأل عن هذا الوضع. حدثنا عن الكواليس بينك وبين أعضاء لجنة التحكيم «كاظم وشيرين وعاصى»؟ - تربطنا علاقة قوية وبيننا مفارقات كوميدية تزيد من صداقاتنا، كما أننا نعيش حالة من السعادة لفكرة الترابط الفكرى والفنى بيننا، فكاظم له بريق جميل، وعاصى صديق وفى، وشيرين أيقونة ولها نجوميتها، ونشكر الله على هذه الصداقة. لماذا لم يتهم الاهتمام بالموهبة التى تكتشف من هذه البرامج ؟ - على العكس تمامًا، والدليل مثلًا أن « يسرا محنوش» كان لها حضور فى مهرجان «قرطاج» بحفل الفنان الكبير كاظم الساهر العام الماضى، وأيضًا سيمور جلال فى هذا المهرجان، ودائمًا على اتصال بيننا وبينهم ويسمعونا أغانى ويأخذون رأينا فى كل شئ، ومروة ناجى سمعت أغنيتها الأخيرة وأعطيتها رأيى فى الأغنية. ماذا عن ما سمعته من الموسيقار «حلمى بكر» أن «أمير الغناء العربى» هو هانى شاكر؟ - بالنسبة لى الفنان الكبير «هانى شاكر» هو أمير الغناء العربى، وقدوة لكل فنان، وهو مخضرم وعايش جيلًا كبيرًا، وأعطانا خبرة كبيرة لا خلاف عليها، والأهم من ذلك الألقاب لا تعنى لى شىء، فالتاريخ هو الذى يعطى الألقاب، والفنان الكبير هانى شاكر أكبر من لقب، وأعتبر كل هذا مشاكسات ومداعبات من الموسيقار حلمى بكر الذى أكن له كل التقدير والاحترام، وهذا رأيه ويحترم طبعًا.