عدم صدور أحكام نهائية ضد قيادات الإخوان سبب المنع.. وبطل الفيلم: موقف ضدى والفيلم أبسط من رفضه تامر عبد المنعم: الرقابة جهاز «خربان» وعبد الستار فتحى لا يصلح رقيبًا وكأن اليوم لا يختلف عن البارحة؛ وكأن الرقابة لم تتعلم بعد دروس الحرية التى تعلمها المصريون خلال السنوات التالية لثورتى 25 يناير و30 يونيو ومساحة الحرية والديمقراطية التى بدأ الشعب المصرى فى ممارستها بعد ثورتين كمكسب مهم من مكاسب الثورة.. فتارة تمنع فيلمًا عن رائعة للكاتب يوسف إدريس كتبها لينين الرملى، وها هى من جديد تفرض قوانينها التى تحتاج لإعادة نظر على فيلم جديد للفنان تامر عبد المنعم يحمل اسم «المشخصاتى 2»، وهو الجزء الثانى من فيلم «المشخصاتى» الذى قدمه منذ عدة سنوات وحقق نجاحًا وقت عرضه، أما أسباب الرفض التى تلقاها تامر عبد المنعم من المسئولين فى الجهاز، فكانت بسبب وجود شخصيات داخل الفيلم من جماعة الإخوان لأنهم مازالوا قيد المحاكمة، ولم يصدر ضدهم أحكام ولا يجوز ظهورهم فى عمل فنى قبل صدور أحكام نهائية، وطلبت الرقابة من عبد المنعم تغيير اسم الفيلم إلى «فيحان»؛ وكأن المسئولين فى الرقابة يعملون فى وادٍ آخر غير بقية المصريين ولا يطلعون على الأحداث ولا وضع الجماعة فى خانة الإرهاب بالقانون ووصفها بالجماعة الإرهابية؛ وكأنهم لا يشاهدون تفجيرات الإخوان فى كل مكان فى مصر ليعترضوا على تجسيد شخصياتهم فى عمل سينمائى ساخر.. وفى حواره ل«الصباح» يوضح تامر عبد المنعم أسباب الأزمة التى حدثت معه قائلًا: ليست المرة الأولى التى ترفض الرقابة عمل لى خلال الشهور الماضية حيث إنها رفضت فيلم «بيت من لحم» قصة يوسف إدريس وبطولتى بجانب الفنانة لبلبة، بحجة تناوله لظاهرة زنا المحارم وطلبوا التعديل، لكننى رفضت لأن القصة ستتحول بهذا الشكل عن النطاق الصحيح لها، وفى النهاية اكتشف أن الرقيب عبد الستار فتحى يؤكد أنه لم يرفض الفيلم.. ومن ثم رفض فيلم «المشخصاتى 2» بسبب أن الإخوان مازالوا قيد المحاكمة ولا يجب ظهورهم فى التليفزيون، مؤكدًا أنه لا يقدم فيلمًا عن قصص حياتهم لكنه عمل كوميدى يقوم فيه بشخصية «شلبى» التى تتعرض لمواقف كوميدية ومن خلالها يقلد جميع الشخصيات، وتابع: إما الرقابة لديها موقف منى لرفض أعمالى أو الإدارة مرتعشة أو يوجد بالجهاز إخوان تدافع عنهم، مشيرًا إلى أن الفيلم يمجد ثورة 30 يوليو والجيش والمخابرات العامة، وينتهى بأغنية وطنية ويتم إيقافه بسبب الإخوان، هذه هى علامة الاستفهام الكبيرة، إذا هنا لابد أن أقف لأدرك ما تفعله الرقابة وتعنتها معى، فالمحكمة فى قضية حبيب العدلى أكدت أن هناك عناصر من حماس والإخوان أثارت البلبلة فى أحداث يناير، وقاموا بفتح السجون، وأشارت أن الإخوان جماعة محظورة. وأكد أن استمرار الرقابة فى موقفها ضد الإبداع يحولها إلى أداة قمع وليس رقابة فقط، وبالتالى يحسب ذلك على النظام والتاريخ لن يغفر ذلك، وعليها أن تترك الكل يبدع ويقول رأيه طالما بعيدًا عن الذات الإلهية والقادة السياسية والجنس المفرط، موضحًا أنه ليس ضد وجود الرقابة لكنه ضد القمع. وتابع عبد المنعم أنه لن يتنازل عن موقفه فى فيلم «المشخصاتى 2»، ولن يقبل بتغيير حرف واحد فيه، قائلًا: أرفض اقتراح الرقابة بتغيير اسم الفيلم إلى «فيحان»، والمفترض أنها دولة تدور فيها أحداث الفيلم وليست مصر، أو أى تغيير فى الشخصيات، حتى وإذا كان آخر أعمالى، لأن الفيلم كوميدى وأبسط من أن يتم رفضه، موضحًا أن «بيت من لحم» كان هناك سبب تستند عليه وهو الجنس، لكن عذر أقبح من ذنب أن تقول على الشاطر وبديع والإخوان أن أحكامهم غير نهائية.. وهاجم تامر عبد المنعم الرقابة قائلًا: الرقابة بهذا الشكل جهاز «خربان» وعبد الستار فتحى لا يصلح رقيبًا ولو ظلت بهذا الشكل فمن الأفضل إغلاقها. وطالب تامر عبدالمنعم وزير الثقافة السيد حلمى النمنم بضرورة التدخل لحل مثل تلك الأزمات بين المبدعين والرقابة خاصة فى ظل الرؤية الحديثة التى يقود الوزارة بها.