أسامة ربيع: مؤشرات إيجابية لعودة الملاحة بقناة السويس.. و4.2 مليار دولار عائدات متوقعة في 2025    آليات الاحتلال تطلق النار تجاه المناطق الشرقية لدير البلح بغزة    إسبانيا تتجنب مناقشة التوتر بين أمريكا وفنزويلا في قمة الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية بكولومبيا    برشلونة يصعق سيلتا فيجو برباعية ويواصل مطاردة ريال مدريد على صدارة الليجا    شيكابالا عن خسارة السوبر المصري: الزمالك يواجه مشاكل كبيرة والفريق معمول غلط    تجديد حبس عناصر تشكيل عصابى للسرقة بالإكراه فى القليوبية    مي عمر تشارك في بطولة فيلم "هيروشيما" أمام السقا    طريقة عمل الكمونية فى خطوات بسيطة وبمذاق لا يقاوم    خارجية باكستان تبدي استعدادها للتحاور مع أفغانستان بعد فشل المفاوضات الأخيرة في إسطنبول    طائرة تابعة لإير فرانس تحول وجهتها إلى ميونخ بسبب رائحة حريق بقمرة القيادة    قداسة البابا يشهد احتفالية اللجنة المجمعية للطفولة بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    رسميا.. رينارد يستبعد نجم الهلال من معسكر السعودية    مرتجي: توروب يعمل 20 ساعة يوميا لتطوير أداء الأهلي    عمرو أديب بعد هزيمة الزمالك: بنلاعب فرقة فيها 10 مهاجمين وحارس.. أقل لاعب غلبان اسمه تريزيجيه    القومي للمرأة يكرم خريجات أكاديمية أخبار اليوم المشاركات في لجنة رصد دراما رمضان 2025    السجن المشدد 10 سنوات للمتهم بحيازة أقراص ترامادول وحشيش في الزيتون    النمنم ل«ياسر جلال»: الدفاع عن الداخل المصري كان دائماً مهمة وطنية 100%    محمد المنشاوى ل كلمة أخيرة: هليوبوليس يملك ناديين من الأفضل فى الشرق الأوسط    ختام منتدى إعلام مصر بصورة تذكارية للمشاركين فى نسخته الثالثة    مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكرم ياسر صادق عن عطائه للمسرح المصري    زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ: اتفاق محتمل لإنهاء إغلاق الحكومة    فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين    بيطري القليوبية تطلق حملة لتحصين الماشية للوقاية من الأمراض    بينسحبوا في المواقف الصعبة.. رجال 3 أبراج شخصيتهم ضعيفة    دايت من غير حرمان.. سر غير متوقع لخسارة الوزن بطريقة طبيعية    خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة    لو زوجتك مش على بطاقتك التموينية.. الحل فى 3 دقائق    «المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    زينة تقدم واجب العزاء لوالد محمد رمضان بمسجد الشرطة    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر    "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" يطلق ماراثون "حقهم يفرحوا.. واجبنا نحميهم"    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    بث مباشر الكلاسيكو المصري 2025.. القنوات الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس السوبر المصري    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    بث مباشر.. برشلونة يسعى لاستعادة توازنه أمام سيلتا فيجو فى الدوري الإسباني اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جثة الطفل السورى الغارق على شواطئ تركيا تطرح السؤال؟متى يعلنون وفاة العرب؟
نشر في الصباح يوم 06 - 09 - 2015

والد الطفل الغارق حاول 3 مرات عبور البحر إلى أوروبا فمات طفليه وزوجته
رسالة فى جيب لاجىء ميت: شكرًا للبحر الذى استقبلنا بدون فيزا.. وشكرًا للأسماك التى لن تسألنى عن دينى ولا انتمائى السياسى
70مهاجرًا بينهم أربعة أطفال ، ماتوا مختنقين فى شاحنة مخصصة لنقل الأطعمة المجمدة والمبردة فى النمسا
لا شىء يمكن أن يختصر المشاعر المصاحبة لصورة الطفل السورى الغريق على أحد شواطئ تركيا. وحده، مرميّ على شاطئ بودروم، بعد مقتل تسعة مهاجرين سوريين إثر غرق قاربهم.
وحده، مرميّ على شاطئ بودروم. بقيت له سُترته الحمراء وبنطاله الأزرق فقط. حتى وجهُه انقلب لتُلامسه الأمواج.. وهذا الطفل اسمه إيلان الكردى، الذى تشاركه معه نحو 300 ألف لاجئ عبروا المحيطات هذا العام، محاولين الوصول إلى أوروبا، قُتل أكثر من 2500 منهم. هربوا من موتٍ، فلاقاهم موتٌ آخر.
تأتى هذه الصورة فى أسبوع دامٍ على اللاجئين الباحثين عن أملٍ تشبّثوا به فى ألواحٍ فى عرض البحر، علّهم يحيون. انتشرت قبلها بأيام أيضًا، صور لأربعة أطفال توفّوا وهم فى طريقهم إلى «رحلة الموت»، كما اصطُلح على تسمية رحلة المهاجرين إلى أوروبا.
لكنّ صورة هذا الطفل، وجدت تعاطفًا غير مسبوق، تُرجم فى منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الصحافة. انتشرت الصورة على أغلب صفحات العرب على مواقع التواصل، مع تعليقات تتحدث عن الألم، ووجع ومآسى السوريين تحديدًا. على «تويتر»، أُطلقت وسوم «#غرق_طفل_سورى»، الذى وصل إلى لائحة الأكثر تداولًا عالميًا، و«#الإنسانية_تلفظ_على_الشاطئ». فكتب حجاج: «يا أيها البحر لا تبكى على شعبٍ، أبكى الصخورَ ولم يُبكِ السلاطينَ... كل البلادِ بوجه الضيفِ مقفلةٌ، إلا السماء أراها رحبت فينا».
كما نشر مستخدمون رسومات كاريكاتوريّة، صوّرت الطفل يرقد أمام شواطئ الدول الخليجية، وفى وسط مؤتمر الجامعة العربية، وأمام قبر كُتب عليه «الضمير العربى»، بالإضافة إلى صورة أخرى سخرت من التعاطى مع اللاجئين كموادّ لمواقع التواصل الاجتماعى فقط، من دون التحرك لمساعدتهم.
الصحافة من جهتها، ركّزت على الطفل، وصورته. فكتبت أغلب الصحف والمواقع العالميّة، كما انتشرت الصورة على التليفزيونات العربيّة ،والأجنبية. وأجمعت وسائل الإعلام على أنّ «الصورة قاسية وتُلخّص حال السوريين حول العالم، واللاجئين الذين يُحاولون الوصول إلى أوروبا». واختارت بعض الوسائل نشر الصورة كما هى، بينما قرّرت وسائل أخرى تمويه صورة الطفل لما تحمله من وجع.
وسألت «الإندبندنت»: «إذا لم تغير صورة هذا الطفل موقف أوروبا تجاه اللاجئين، فما الذى سيغيره؟» بينما قالت «ديلى ميل»: «مأساة الطفل الصغير تلخص يأس هؤلاء اللاجئين».
عبدالله الكردى والد الطفل السورى إيلان الكردى، الذى تحول إلى رمز لمأساة اللاجئين السوريين، قال إنه لا يريد أى شىء من هذا العالم، مضيفًا: «كل ما كنت أحلم به قد انتهى.. وكل ما أريده هو دفن أولادى، والجلوس بجوار قبرهما.
وأكد عبدالله أنه حاول عدة مرات العثور على حياة أفضل لأسرته وطلب اللجوء إلى كندا، وحاول 3 مرات عبور البحر إلى أوروبا، ولكن انتهت المرة الثالثة بوفاة طفليه إيلان الذى يبلغ عمره عامين، وغالب (4 سنوات)، وزوجته ريحان (28 عامًا).
وأوضح عبدالله أنهم كانوا على متن قارب لمهربين، سورى وتركى، يحمل 12 شخصًا، مضيفًا أن «القارب كان مزدحمًا وسألت المهرب إذا ما كان يجب أن أغادره مع أسرتى، لكنه قال: لا.. الأمر جيد».
وتابع: «بدأت أمواج عالية تعصف بالقارب بعد إبحاره، وحاولت تحذير المهرب مجددًا لكنه قال: إن الأمر مضمون، وبعد ذلك بقليل قفز المهرب من القارب مع ارتفاع الأمواج، وبدأ السباحة تجاه السواحل التركية»
وأشار عبدالله إلى أنه حاول السيطرة على القارب الذى غرق. وقال: «بعدها حاولت الوصول إلى زوجتى وأولادى.. كنت فى الماء لمدة 20 دقيقة.. كان يموت شخص تلو الآخر، وهذه هى قصتى».
وأكد عبدالله، وهو من أكراد سوريا، أنه كان يحاول الوصول إلى السويد عبر اليونان، بعد رفض الحكومة الكندية طلب اللجوء، مضيفًا: «لا أريد أى شىء من أى شخص بعد الآن»، وتابع: «سوف أجلس بجوار قبر أولادى وزوجتى وأقرأ لهم القرآن حتى موتى بمشيئة الله».
غير أن حالة هذه العائلة ليست سوى، واحدة من آلاف القصص المأساوية المماثلة.
«شكرًا للبحر الذى استقبلنا بدون فيزا.. وشكرًا للأسماك التى ستتقاسم لحمى ولن تسألنى عن دينى، ولا انتمائى السياسي» رسالة وجدت فى جيب أحد اللاجئين السوريين الذين انتشلت جثثهم بعد غرق مركبهم الذى كان يحوى المئات من المهاجرين غير الشرعيين فى البحر الأبيض المتوسط خلال رحلتهم للوصول إلى الشواطئ الأوروبية.
لاجئون يرتدون سترات الإنقاذ، يتراصون بجوار بعضهم البعض فى تكدس على سطح أحد القوارب الصغيرة أو أحد المراكب المطاطية، فى رحلة محفوفة بالمخاطر، نجحوا فى الهروب من قصف طائرات النظام وبراميله المتفجرة، كما نجحوا أيضا فى الهرب من نيران المعارضة المسلحة، ومن إرهاب وسيطرة تنظيم «داعش»، لم يعد لهم شىء فى بلادهم.
رحلة خطرة يدفعون كل ما يملكونه من مال فى سبيل الصعود على سطح أحد هذه المراكب، أمواج تصعد بهم، وأخرى تهبط بهم، أنظارهم معلقة بالبحر مترقبين رؤية اليابسة لبدء حياة جديدة فى دولة تحترم آدميتهم.
اللاجئ السورى الغريق كتب فى نص رسالته، حسب ما نشرته وكالة الأناضول «أنا آسف يا أمى لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك (يقصد أوروبا)، كما لن أتمكن من إرسال المبالغ التى استدنتها لكى أدفع أجر الرحلة.. لا تحزنى يا أمى إن لم يجدوا جثتى، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء».
اللاجئ السورى محمد، وجد نفسه بعد فترة وجيزة من الهدوء على متن سفينة ركاب يونانية، عالقًا فى منطقة تعمها الفوضى، والقذارة على حدود مقدونيا، فى حين حالت الأسلاك الشائكة وشرطة مكافحة الشغب دون وصوله إلى الأمان النسبى فى شمال أوروبا.
حاله حال آلاف العالقين فى قرية إيدومينى الحدودية اليونانية قطع محمد، طالب الجيولوجيا (20 عامًا) رحلة شاقة، وخطيرة فرارًا من فظائع الحرب فى بلاده، لكن يأسه تزايد بعد معاينة الأوضاع فى إيدومينى، وأصبح همه الآن الذهاب لأى مكان آمن فى أوروبا.
رحلة هجرة اللاجئين السوريين لأوروبا تبدأ عادة من تركيا، ثم عبر قارب صغير لجزيرة كوس اليونانية، ثم الانتقال على متن سفينة لعبور بحر إيجة، وصولا إلى ميناء بيريوس اليونانى، ثم برًا إلى مدينة سالانيك بشمال اليونان، ومنها سيرًا على الأقدام حتى حدود مقدونيا.
غير أن اللاجئين ينتشرون فى بقاع مختلفة من أوروبا.
خارج العاصمة المجرية بودابست، تقل القطارات العشرات من العائلات التى نزحت بسبب الحرب فى سوريا فى رحلة فظيعة مع أطفالها، وهم غير متأكدين تمامًا مائة بالمائة أين سيتوقف هذا القطار.
بعض الناس أخبروهم أنه بطريقه إلى قرية على الحدود المجرية النمساوية، وربما هم ذاهبون إلى أحد تلك الأماكن، آخرين أخبروهم أنهم ربما بطريقهم إلى الأماكن التى تقام فيها المخيمات.
وهم لا يعلمون وجهتهم، فقط صعدوا على متن القطار ويجهلون أين هم ذاهبون ولكنهم فقط يريدون أن يتمسكوا بخيط صغير من الأمل أن الرحلة قد توصلهم إلى ألمانيا، لأنهم لا يستطيعون البقاء فى محطة قطارات بودابست أكثر من ذلك.
هنالك وجود للشرطة بالخارج فى المكان الذى توقفنا فيه، وهذا يخلق جوًا من عدم الارتياح بين هؤلاء هنا، وعندما شاهدوا قوات الشرطة حدث جوًا من الذعر حيث ظنوا أنهم سيجبرون على مغادرة القطار، والجميع متفق أنه اذا حدث هذا فلن يقبلوا به إنه وضع غير مستقر.
مخيف جدًا بالنسبة للآباء.. إنهم يقولون الآن لا أحد يخرج من القطار.. ولكن الأمر مخيف جدًا بالنسبة للآباء لأنهم إذا حاولوا إجبار هؤلاء الناس على مغادرة القطار بالقوة فهنالك الكثير من الأطفال بينهم خاصة الأطفال الصغار، والناس صعدوا على متن هذا القطار لأنهم اعتقدوا أن المحطة كانت مفتوحة وظنوا أنهم ربما سيذهبون إلى ألمانيا، بعضهم سمع أن أحدًا لن يعبر الحدود الدولية، ولكن كان عليهم التعلق بذلك الأمل الصغير لأنهم لا يملكون خيارات آخرى سوى محاولة الخروج من المجر.
منذ اندلاع الثورة السورية فى مارس 2011، وتطور مجرياتها إلى مواجهات مسلحة، استخدمت فيها قوات النظام مختلف الأسلحة، اضطر ملايين السوريين إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى الخارج.
من السواحل المصرية والليبية، يحاول اللاجئون السوريون البحث عن طريق للهرب إلى أوروبا للحاق بأسرهم والذين سبقوهم فى رحلات خطرة، كما يحاول آخرون الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية، والتى تبعد نحو 4 كيلو مترات عن السواحل التركية، وتشهد تدفقًا كثيفًا للاجئين السوريين الذين حملوا أرواحهم بين أيديهم وركبوا البحر فى ظروف سيئة للوصول إلى أوروبا.
قارب كان يقل ما يقرب من 400 من المهاجرين القادمين من إفريقيا وسوريا وآسيا انقلب فى نهاية أغسطس 2015، بعد أن أبحر من مدينة زوارة الليبية التى تعتبر نقطة انطلاق رئيسية لمهربى البشر للعبور إلى أوروبا.
أمواج البحر ألقت جثث الأطفال والنساء وغيرهم من اللاجئين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا على شاطئ ليبيا فى حالة انتفاخ وتجمد.
وفى النمسا لقى أكثر من 70 مهاجرًا معظمهم من السوريين، ومن بينهم أربعة أطفال، مصرعهم خنقًا فى شاحنة مخصصة لنقل الأطعمة المجمدة والمبردة، كما عُثر على 3 أطفال بحالة صحية خطرة، بعد أن أنقذوا من شاحنة فى النمسا كانت تقل 26 مهاجرًا، حسبما أفادت الشرطة النمساوية.
4 أسباب تدفع اللاجئ السورى إلى المجازفة بحياته وحياة ذويه من أجل الوصول إلى أوروبا فى رحلة شديدة الخطورة، أولها هو الخوف من الموت. السوريون أصبحوا ينامون وهم لا يعلمون هل سيصحون من غفوتهم أم سيصبحون فى عداد القتلى.
الخوف من الذهاب إلى البلاد العربية خوفًا من الثورات، وما يسمى بالربيع العربى، وأيضا الخوف من النظم الديكتاتورية وداعش، وهو السبب الثانى لذهاب اللاجئين إلى أوروبا.
أما السبب الثالث، فهو الدعاية الغربية فى دول أوروبا من توفير حياة كريمة وراتب شهرى على عكس البلاد العربية ما دفع بعض البلدان الأوروبية إلى أن تقول إنها تقدم «إسلامًا من غير مسلمين». إن الموت جوعًا يعد أحد الأسباب الهامشية التى تدفع اللاجئين إلى الهرب نحو أوروبا، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة فى لبنان والأردن ومصر وهى أكبر البلدان التى استقبلت لاجئين.
وفرّ أكثر من أربعة ملايين سورى، أى نحو سدس عدد السكان من الصراع الدائر فى بلادهم إلى الخارج، حسب المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
كما نزح أكثر من سبعة ملايين و600 سورى اضطروا إلى مغادرة مناطق سكنهم إلي مناطق أخرى داخل سوريا منذ بدء الانتفاضة الشعبية فى مارس 2011.
وقالت المفوضية: إن معظم اللاجئين الفارين من الحرب فى سوريا - التى مضى عليها أربع سنوات - يقيمون فى تركيا ولبنان، والأردن، والعراق، ومصر.
وتضم تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين، إذ يصل عددهم فيها إلى 1.8 مليون لاجئ، وأفادت تقارير أنها تستعد لتدفق موجة جديدة من اللاجئين مع تصاعد القتال فى المناطق قرب الحدود بين البلدين.
وقالت المفوضية: إن حوالى 86 فى المائة من 630 ألف لاجئ سورى فى الأردن يعيشون تحت خط الفقر البالغ 3.2 دولارات يوميًا. وأن أكثر من نصف السوريين اللاجئين فى لبنان، وعدهم 1.173 مليون يعيشون فى أماكن إيواء دون المستوى المطلوب. وهناك 270 ألف سورى آخر طلبوا اللجوء فى أوروبا.
عبر أكثر من 300٫000 لاجئ ومهاجر بينهم سوريون الطريق البحرية الخطيرة فى البحر المتوسط حتى الآن من هذا العام ونزل حوالى 200٫000 منهم فى اليونان و110٫000 فى إيطاليا – حسب المفوضية السامة للاجئين.
وقالت المفوضية إن ذلك يمثل ارتفاعًا كبيرًا مقارنةً بالعام الماضى حيث أن 219٫000 شخص تقريبًا عبروا البحر الأبيض المتوسط طيلة العام 2014.
وقدرت الأمم المتحدة عدد الوفيات بين لاجئى البحر المتوسط أن يكون حوالى 2٫500 لاجئ ومهاجر بينهم سوريون قد لقوا حتفهم أو فُقدوا هذا العام أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. لا يشمل عدد المتوفين هذا المأساة التى حدثت أمس قبالة شواطئ ليبيا حيث إن أعداد المتوفين ما زالت غير مؤكدة».
حتى اليوم، لا سياسة أوروبية موحّدة للتعامل مع تدفق اللاجئين. وإن كانت بعض الدول قد نادت بتوزيع هؤلاء بصورة عادلة بين دولها، إلا أن اليونان وإيطاليا تواجهان هذا التدفق بصورة أحادية، على الرغم من أزمتهما الاقتصادية. فى المقابل، تجد الدول نفسها عاجزة عن منع اللاجئين من الوصول إلى أراضيها، وخصوصًا عبر مقدونيا، فى ظل الغليان الذى تشهده منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الدول. قد يبدو الأمر قدر أوروبا، علمًا أن الأحزاب اليمينية تحذّر من خطرهم، أقله لناحية الاختلاف الثقافى، الأمر الذى ينعكس على المواطنين أيضًا.
تعيش دول الاتحاد الأوروبى تخبطًا كبيرًا فيما يتعلق بأزمة تدفق اللاجئين، مما دفع أحد السياسيين الدنماركيين (من اليمين المتشدد)، وهو مارتين هينركسن، إلى حث الاتحاد الأوروبى على الطلب من الصين استيعاب اللاجئين بدلًا من أوروبا.
من جهتها، تبدو المستشارة الألمانية، «أنجيلا ميركل»، قادرة على استشعار الخطر المحدق فى ظل غياب استراتيجية أوروبية موحدة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين، وعدم القدرة على ضبط الحدود المقدونية.
لم يعد تدفق اللاجئين مجرد أزمة، حتى أن خبراء فى هذا المجال باتوا يصفون الأمر ب «الكارثة الكبرى». وعلى الرغم من تحذيرهم على مدى السنوات الماضية من أن غياب الحل فى سوريا، سيؤدى إلى هذه النتيجة، يبدو أنه ليس هناك عمل جدى لإيجاد حلول حتى الآن.
يترافق ذلك مع عجز عربى كامل عن إيجاد حل لاستيعاب الآلاف التى تواجه كل أشكال المخاطر برًا وبحرًا، بحثًا عن ملجأ آمن وكريم، لمن مزقت الحرب بلادهم ودفعتهم إلى الهجرة فى كل الاتجاهات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.