مسئول بالوزارة ل«الصباح»: الدراسة بمعاهدنا لا تجيز «الخطابة».. «والتقارير الأمنية» شرط الحصول على لقب «داعية» وصلت المعركة الدائرة بين وزارة الأوقاف وبين الدعوة السلفية، فيما يخص معاهد الدعاة، إلى طرق مسدودة، بعد اتخاذ وزارة الأوقاف عدة قرارات أطاحت بحلم الدعوة فى السيطرة على المساجد، والتحكم فى إدارة الخطاب الدينى، الأمر الذى سعت الدعوة إليه منذ نشأتها فى سبعينيات القرن الماضى. فى البداية حذرت وزارة الأوقاف من الالتحاق بمعاهد الدعاة غير التابعة للوزارة، والتى تتبع جمعيات أو تيارات دينية، فى إشارة للدعوة السلفية التى تشرف على معاهد الفرقان، وتم تكليف الدكتور محمد عبد الرازق بحصر المعاهد التى تخالف التعليمات تمهيدًا لإغلاقها، الأمر الذى اعتبرته الدعوة السلفية بمثابة إعلان الحرب عليها، بعد أن صنعت كيانًا قانونيًا تعمل من خلاله وهو جمعية «الدعاة الخيرية». وكشف مصدر بالدعوة أن الشيخ ياسر برهامى أصدر تعليماته بتقدم 5 آلاف من أبناء الدعوة لمعاهد إعداد الدعاة الخاصة بوزارة الأوقاف، حتى يتمكن أبناء الدعوة من اعتلاء المنابر التى لم يعد مسموحًا لهم بالاقتراب منها دون الحصول على تصريح. وأكد المصدر أن تعليمات برهامى جاءت خلال اجتماع عقده عقب اتخاذ الأوقاف لحزمة من القرارات التى من شأنها، تفكيك الدعوة، وجذب أبنائها بعيدًا عن شيوخهم، على حد قول المصدر. المصدر أضاف أن الشيخ أحمد حطيبة المسئول عن معاهد الفرقان التابعة للدعوة السلفية، والمعرضة للإغلاق كونها لا تتبع إشراف وزارة الأوقاف، كان من ضمن الحاضرين، وكان فى حالة غضب شديدة وحمل الشيخ برهامى مسئولية ما تعانيه الدعوة الآن من مضايقات، بعد أن حولها لكيان سياسى، بدلا من كيانها الدعوى، فيما أكد برهامى خلال الاجتماع أن معاهد الدعوة لن تغلق وأنه سيتوصل لحل لتلك الأزمة، دون أن يشير إلى طبيعة هذا الحل. كما طلب برهامى، ألا يقتصر عدد المتقدمين لمعاهد الأوقاف، على ألف متقدم سلفى كالمعتاد، وذلك لزيادة فرص الالتحاق التى وصلت فى بعض الأحيان لقبول 10 من أصل 600 متقدم من أبناء الدعوة، وذلك حتى يتم التوصل لحل فيما يخص الأزمة الراهنة. فى المقابل، قال الدكتور السيد عبد البارى، مدير عام المراكز الثقافية بوزارة الأوقاف، فى تصريح خاص ل«الصباح» إن اعتلاء المنابر لن يكون لخريجى معاهد إعداد الدعاة التابعة للوزارة، وذلك حتى لا يتم استغلالها من قبل الجماعات المتطرفة وأصحاب الفكر التكفيرى، فى السيطرة على المساجد، واستخدمها كستار قانونى لنشر أفكارهم. وحول أسباب هذا الإجراء، أكد عبد البارى أن الوزارة قررت قبول أى شخص يتقدم لمعاهد الدعاة التابعة لها، المقدرة ب 19 معهدًا على مستوى الجمهورية، دون إقصاء لأحد، طالما يحمل مؤهلًا عالًا، وحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم، ولم يتخط عمره الخمسين عامًا، وفى حال توافرت تلك الشروط أصبح من حقه قانونًا الالتحاق بمعاهد إعداد الدعاة التابعة للأوقاف، وذلك بهدف حصوله على ما يشبه الدورة التثقيفية فى شئون الدين، فتلك المعاهد لا تنشئ شيوخًا ودعاة، فهى مراكز تثقيفية ليس أكثر. وحول اعتلاء المنابر وشرط الحصول على شهادة من معاهد إعداد الدعاة التابعة للوزارة، أشار عبد البارى إلى أن مسألة اعتلاء المنابر تخضع لشروط أخرى غاية فى الصعوبة، وإن كان من ضمنها الحصول على الدورة التثقيفية من معاهد إعداد الدعاة، ولكن هناك إجراءات أخرى يتم اتباعها قبل تسليم المنبر لأى شخص وتحويله إلى داعية، أهمها تقارير الجهات الأمنية المختصة حول الشخص نفسه، والتى تعد أهم ما يتم الاعتماد عليه فى الرفض أو القبول، ثم اجتياز اختبارات الدعاة التى تتم على يد لجنة تابعة للأوقاف والأزهر، بالإضافة لحصوله على مؤهل من إحدى الكليات الشرعية التابعة للأزهر الشريف، فلا يجوز منح تصريح خطابة لشخص لمجرد حصوله على دورة تثقيفية مدتها ستة أشهر، وترك شباب الأزهر المتفقهين فى الدين، رغم أنهم هم أيضا يخضعون لتلك الشروط. وأضاف عبدالبارى: أن اللجوء لخريجى معاهد إعداد الدعاة يكون فى أضيق الحدود، وفى حالات العجز فقط، وقتها يجوز الاستعانة ببعضهم، ويتم تشكيل لجنة من الأزهر والأوقاف، لدراسة الأمر. وأكد عبدالبارى أنه جارٍ السيطرة على المنابر، ولن يتم تركها لأصحاب المصالح والمتطرفين، وحتى هؤلاء الذين حاولوا التحايل من خلال العمل وراء جمعيات أهلية، أغلقت الوزارة الباب أمامهم، ومنعت إنشاء أى جمعية لمعاهد إعداد دعاة دون الإشراف الكامل للأزهر والأوقاف، مؤكدًا أن الجمعيات التى تدعى إشراف الأوقاف على معاهد الدعاة الخاصة بها - فى إشارة لجمعية الدعاة الكيان القانونى للدعوة السلفية - سوف يتم التعامل معها خلال أيام، وسيتم غلق تلك المعاهد نهائيا كونها تعمل بشكل غير قانونى.