*وصلوا للقاهرة لعلاج مرضاهم وتوقف التحويلات المالية جعلهم فى تعداد المشردين *رئيس الجالية يتجاهلهم والسفارة ترفض تسهيل إجراءات سفرهم ويطالبون السلطات المصرية بالتدخل لإنقاذهم تحولت حديقة ميدان المساحة فى حى الدقى الهادئ إلى ساحة اعتصام، يقصدها الأشقاء اليمنيون الذين أصبحوا عالقين بسبب تردى الأوضاع فى بلدهم، الحديقة أصبحت تمتلئ بحكايات المعاناة لأسر يصل تعدادها وفقًا للمعتصمين إلى ما يقارب ال10 آلاف فرد، اصطحبوا أطفالها للعلاج، ثم توقفت التحويلات المالية من بلدهم، فأصبحوا بين شقى رحا.. ما بين الحاجة المالية لتوفير متطلبات المعيشة، والحاجة لاستكمال علاج ذويهم، وزاد من حجم الكارثة، تجاهل سفارة بلدهم ورئيس الجالية فى القاهرة لمشاكلهم، ولا أمل لهم سوى فى تدخل السلطات المصرية لإنقاذهم. يقول عبدالحميد العماد، أحد العالقين اليمنيين فى مصر، إنه يفترش تلك الحديقة منذ شهرين على الأقل، وجاء إلى مصر لتلقى العلاج على نفقته الشخصية بعد تردى الأوضاع الأمنية فى بلاده، لكنه فوجئ بأنه لا يستطيع العودة مرة أخرى، وعندما لجأ إلى سفارة بلاده لم يفده أحد بشىء، وكل ما فعلوه هو تصوير جواز السفر الخاص به، وبطاقة الهوية، ومن وقت لآخر يطلبونه بتوفير مستندات أخرى.. دون فائدة. ومن جانب آخر، تؤكد «أم عبدالعزيز» أن ابنها يعانى من انخفاض المناعة، وجاء لتلقى العلاج، وعندما أوشك على الشفاء، فوجئت بتجميد نشاط نقل الأموال بين اليمن ومصر، وهو ما حرمها من الاستفادة بتحويلات أقاربها التى كانت تعينها على معيشتها واستكمال علاج نجلها، وعندما حاولت العودة مرة أخرى إلى بلدها، تم حظر السفر برًا وجوًا وبحرًا، برغم ما يتردد حول الهدنة الإنسانية التى تهدف لتمكين المغتربين من العوة إلى اليمن، لكن السفارة اليمنية فى القاهرة لا ترغب فى تسهيل إجراءات السفر. وفى سياق متصل، تقول «أم عمر»: ذهبت مع الكثيرين إلى السفارة اليمنية، بحثًا عن حل لأزمتنا، إلا أن المسئولين كان ردهم «هنرشكم بالمياه»، وذلك بسبب كثرة الإلحاح، وأكدت أنها جاءت من أجل علاج نجلها، المصاب بالتواء شديد فى القدم يحتاج إلى عملية غاية فى الدقة، وتسببت إجراءات وقف تحويل الأموال فى وقف علاجه وتجهيزه للعملية، ولا تجد حلًا لمشكلتها، بعد أن أصبحت عالقة بصحبة نجلها الذى لا يتوقف عن البكاء بسبب آلامه. وقف تحويل الأموال تسبب أيضًا فى معاناة «أبوحامد»، الذى أصبح يعتمد على مساعدات اليمنيين المقيمين فى مصر، وما تبقى لديه من مال بسيط يحاولون العيش به، لذا ذهب إلى تلك الحديقة القريبة من سفارة بلاده لمعرفة التطورات، إضافة إلى عجزه عن دفع إيجار المسكن الذى كان يقيم فيه منذ أن جاء بنجله إلى مصر، ليعالج عينيه التى تحتاج عملية سريعة ودقيقة قبل أن يصاب بالعمى، لكنه لن يستطيع تحمل تكاليف هذه العملية فى الوقت الحالى. بصوت يمتزج بالبكاء، تروى إحدى اللاجئات اليمنيات قصتها، قالت إنها جاءت من أجل علاج طفلها، الذى لم يكمل 7 سنوات، ولا يستطيع السير على قدميه بسبب إصابة بالغة، وتقسم أنها لم تعد تستطع تناول الطعام أو النوم، بسبب خوفها على طفلها الذى يرافقها فى إقامتها بالشارع ليل نهار، داخل الحديقة المواجهة للسفارة، وهو ما يعرضها لسوء المعاملة من المواطنين، الذين يرون أن المعتصمين حولوا الحديقة إلى «مزبلة»، فى حين أنهم لا يفعلون أى شىء سوى النوم فيها.. والجلوس طوال اليوم انتظارًا لحل مشاكلهم، مشيرة إلى أن الأمن من وقت لآخر يحاول إخلاء الحديقة من جميع اللاجئين وتحدث مشادات بينهم. وعلى الجانب الآخر، يشتكى وليد العبسى، أحد اللاجئين، من تجاهل المسئولين المصريين للمعتصمين، وعدم التواصل معهم لإيجاد أى حل للأزمة، خاصة أن رئيس الجالية اليمنية فى مصر لم يقم بأى دور لمساعدتهم سواء ماديًا أو معنويًا.