النار، التى تشتعل فى اليمن، وتكاد تمزقه قطعًا، وتلقيه فى الجحيم، ليست مجرد خلاف فى المصالح بين أطراف دولية وإقليمية، لكنها أيضًَا أحلام وطموحات قادة ورجال آخرين وجدوا أنفسهم فى قلب حدث أكبر منهم جميعًا، وفى مقدمتهم الرئيس عبدربه منصور هادى نفسه، الذى وجد نفسه فجأة فى خضم معركة أكبر من قدراته، وقدرات أى رجل آخر فى نفس الموقع، لأن خيوط المؤامرة والتوازنات الدولية، كانت أكبر من الجميع، حتى أنها ابتلعت اليمن فى دوامة بلا قرار. عبدربه منصور هادى، أحد أبناء ثورة اليمن، التى اندلعت فى مطلع ستينيات القرن الماضى، وجد نفسه فقط من مجرد رئيس ضعيف فرضته ظروف اليمن ورغبة الجميع فى رجل ضعيف يجلس على كرسى الرئاسة، حتى تأتى اللحظة التى يحسم فيها كل طرف أمره ويشحذ سلاحه، لكنه تحول فى مفاجأة للجميع لرمز الشرعية فى بلاده، ويوقع بيده على السكين، التى تذبح خصومه الحوثيين وسلفه على عبدالله صالح. أما عبدالملك الحوثى، فهو شاب وجد تحت أطراف أصابعه طائفة من أبناء اليمن تم تهميشهم منذ نحو نصف قرن، فحرمتهم السلطات من الخدمات والوظائف القيادية، فحولهم من طالبى عدل إلى طامعين فى السلطة، يقتلون إخوانهم بأيديهم وسلاح الإيرانيين، الذى تدفق عليهم منذ سنوات، وتحول الحوثى نفسه من شاب مجاز فى العلوم الشرعية إلى رجل سياسى، تتحول الكلمات على شفتيه إلى نار تحرق الخصوم وتقتل أبناء طائفته. وبين الرجلين السابقين يترقب على عبدالله صالح الشاويش الذى استولى على رئاسة اليمن من بين أنياب الجنرالات وأيدى السياسيين وأحد أطول الزعماء العرب عمرًا فى الحكم، والوحيد من بينهم الذى استمر رقمًا صعبًا فى بلاده، رغم خروجه من الحكم، صالح كشف عن أنه كان يخطط للعودة مجددًا إلى موقعه، بمناشدته قوات التحالف العربى والإسلامى التى تضرب قواته وقوات حلفائه الحوثيين، بأنه لن يترشح هو أو أى من عائلته للرئاسة إذا توقفت غارات مقاتلات التحالف. أما الإيرانى الغامض قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس، فتوقيعه يظهر على كل رصاصة تصيب مواطنًا يمنيًا، إذ إنه المسئول الأول عن كل قطعة سلاح وصلت وتصل إلى أيدى الحوثيين، الذين يشكلون إحدى أدوات إيران لبسط نفوذها فى المنطقة، وهو أيضًا معروف بأنه الرجل الذى خلق من العدم مجموعات فى المنطقة تدعم المشروع الإمبراطورى لإيران. الدوامة اليمنية حافلة برجال آخرين وضعتهم الظروف وسعوا إلى الانتفاع بالأزمة، ومنهم على الحوثى الذى نقلته سنوات قضاها فى وحدات الحرس الثورى للتدريب وأخرى فى معتقلات على عبدالله صالح من رجل مجهول إلى الرئيس الفعلى لليمن عبر رئاسته للجنة الثورية العليا، إضافة لحميد الأحمر، إمبراطور الاقتصاد الإخوانى فى اليمن، الذى وضع 50 مليون ريال يمنى ثمنًا لرأس عبدالملك الحوثى، الذى عارض صالح فى سلطته وأيد هادى فى محنته وهاجم الحوثيين فى أوج قوتهم. منصور هادى.. قائد معركة الوحدة اليمنية من 1994 إلى 2015 أصبح «عبدربه منصور هادى» هو رمز الشرعية فى اليمن، وتاريخه يتجاوز هذا الوصف، ويجعله رمزًا للوطنية، فهو القيادى العسكرى الذى اختار الانسحاب بقواته من مسقط رأسه فى جنوب اليمن، ليخمد فتنة الحرب الأهلية التى اندلعت عام 1986، ونجح فى جمع شتات القوات ليصنع منها جيشًا وطنيًا، اختار له اسم «ألوية الوحدة اليمنية» وقت أن كان اليمن مقسمًا ما بين دولتى «الشمال والجنوب»، ثم قاد هذا الجيش ليحقق الوحدة على أرض الواقع عام 1994، ويصبح أول وزير دفاع بعد توحيد اليمن. ولد «هادى» مطلع سبتمبر عام 1945 فى قرية «ذكين» بمحافظة «أبين» جنوب اليمن، وحصل على منحة لدراسة العلوم العسكرية فى بريطانيا، تخرج فيها عام 1966، وفى عام 1970 حصل على منحة أخرى للدراسة فى سلاح الدبابات فى مصر لمدة 6 سنوات، بعدها أمضى 4 سنوات فى الاتحاد السوفيتى لدراسة فنون القيادة العسكرية. كان «هادى» قد تولى العديد من المهام فى جيش اليمن الجنوبى، فهو قائد لفصيلة المدرعات عام 1967، ثم قائد لسرية المدرعات فى قاعدة «العند» على المحور الغربى لجنوب اليمن، وساعدته سنوات الدراسة التى قضاها فى الخارج ليصبح واحدًا من أبرز القيادات العسكرية والوطنية، وشغل منصب مدير دائرة تدريب القوات المسلحة عام 1972، وعين نائبًا ثم قائدًا لمحور «الكرش»، وأصبح نائبًا لرئيس الأركان لشئون الإمداد والإدارة عام 1983، وكان معنيًا بالتنظيم وبناء الإدارة فى الجيش الجنوبى، وشغل منصب رئيس لجنة التفاوض فى صفقات التسليح مع الجانب السوفيتى. اندلعت الحرب الأهلية فى جنوب اليمن عام 1986، واختار «هادى» وقتها أن يترك مسقط رأسه وينزح إلى الشمال، لتفادى تورط الجيش فى المعارك، وتبعته العديد من القوات، فعمل على إعادة تجميع شتاتهم، وشكل بمعاونة عدد من رفاقه العسكريين نواة لجيش وطنى يتكون من 7 ألوية، اختار لها اسم «ألوية الوحدة اليمنية»، وقاده لتحقيق النصر فى معركة توحيد اليمن عام 1994، وصدر بعدها القرار بتعيينه وزيرًا للدفاع، وفى ذات العام عُين نائبًا للرئيس اليمنى «على عبدالله صالح». انتخب «هادى» أمينًا عامًا لحزب المؤتمر الشعبى العام الحاكم عام 2008، وفى عام 2011 اندلعت الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس اليمنى «صالح»، ووفقًا للمبادرة الخليجية تسلم السلطة، وخاض الانتخابات الرئاسية منفردًا عام 2012 باعتباره الرئيس التوافقى. قرر الحوثيون عزل «هادى» من منصبه بعد سيطرة ميليشياتهم على العاصمة «صنعاء» ومحاصرة القصر الرئاسى فى 20 يناير 2015، فقدم استقالته فى 22 يناير إلى مجلس النواب، بعد استقالة حكومة «خالد بحاح»، وإصدار الحوثيين إعلانًا دستوريًا يقضى بحل البرلمان وبتولى اللجنة الثورية، برئاسة محمد على الحوثى، رئاسة البلاد.
وظل «هادى» قيد الإقامة الجبرية التى فرضها مسلحون حوثيون منذ استقالته إلى أن فر من «صنعاء»، متجهًا إلى «عدن» فى 21 فبراير الماضى، وأعلن منها سحب استقالته، وأصدر بيانًا ختمه بتوقيع «رئيس الجمهورية»، قال فيه «أن جميع القرارات التى اتخذت من 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها»، وهو تاريخ السيطرة على صنعاء من قبل ميليشيات الحوثيين، ودعا لانعقاد اجتماع الهيئة الوطنية للحوار فى «عدن أو تعز» لحين خروج الميليشيات الحوثية من «صنعاء»، وأنه ملتزم بالخطة الانتقالية التى وضعت فى 2012، داعيًا إلى رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء وكل رجالات الدولة، وطالب المجتمع الدولى باتخاذ الإجراءات لحماية العملية السياسية ورفض الانقلاب». على عبدالله صالح.. عمليات التجميل السعودية تنقذ وجهه وتحرق بلاده خضع «على عبدالله صالح» للعديد من عمليات التجميل، فى المستشفيات السعودية، ليتمكن من معالجة آثار الحروق التى طالت وجهه وأنحاء متفرقة من جسده، عقب تفجير قصره، بالتزامن مع الاحتجاجات التى اندلعت ضده عام 2011، وكان نجاح هذه العمليات دافعًا قويًا لقبوله بتوقيع المبادرة التى طرحتها المملكة وقتها، ليتنازل عن السلطة لنائبه عبدربه منصور هادى، مقابل عدم ملاحقته قضائيًا، وقع «صالح» المبادرة وهو داخل المستشفى، ثم سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان يفترض ووفقًا للمبادرة أن يظل خارج اليمن، لكنه بعد أن أمضى فترة النقاهة قرر الانقلاب على بنود المبادرة، وعاد إلى موطنه الأصلى ليكشف عن وجهه الجديد من خلال التحالف مع الحوثيين، الذين حاربهم بدعم من السعودية لمدة 9 سنوات. ولد «صالح»، فى 21 من مارس عام 1942، والتحق بالقوات المسلحة اليمنية عام 1958 وتم ترقيته إلى رتبة «مساعد» عقب اندلاع الثورة اليمنية فى ستينيات القرن الماضى، ثم تدرج فى الرتب العسكرية إلى أن أصبح «مشير»، وعقب مقتل الرئيس أحمد الغشمى، وتنحى عبدالكريم العرشى، تسلم «صالح» رئاسة البلاد فى فترة اشتهرت بالاغتيالات السياسية. خاض «صالح» ما يقرب من 6 حروب ضد الحوثيين فى مناطق تتمركز، من 2004 وحتى 2010، ثم استعان بهم فى محاربة تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، ممثلة فى حزب الإصلاح اليمنى، ومع بدايات الربيع العربى، انقلب عليه الحوثيون، وانضموا إلى الحشود التى خرجت للشوارع لتطالب بعزله. اضطر «صالح» للتنازل عن السلطة عام 2012، وفقًا للمبادرة الخليجية، التى منحته خروجًا آمنًا، بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال، خلال الاحتجاجات المناهضة له عام 2011 من خلال استهدف مسجد دار الرئاسة بعبوات ناسفة إصابته بجروح بالغة، وكان من المفترض وفقًا للمبادرة الخليجية ألا يعود لليمن مرة أخرى، لكنه خالف المبادرة، وعاد، ليتعرض محاولة اغتيال ثانية قبل شهور من خلال تفخيخ نفق قريب من منزله. عودة «صالح» إلى اليمن كانت تنذر بكوارث عديدة، لذا صاحبها قرار من «مجلس الأمن الدولى»، بفرض عقوبات عليه، لاتهامه بتهديد السلام والاستقرار فى اليمن، وتقرر وضعه على قائمة المنع من السفر، وتجميد ثرواته، لكن هذه العقوبات لم تمنعه من إشعال الفتنة فى بلاده، والتحالف مع أعدائه السابقين، والانقلاب على أصدقائه، ممن أجروا له عمليات تجميل له ولنظامه الذى لم يحاسب على الجرائم التى اقترفها خلال سنوات حكمه، وعقب خروجه من السلطة. قاسم سليمانى.. جنرال غامض يقود «دواعش الشيعة» ظهرت أول صورة للجنرال قاسم سليمانى على غلاف مجلة نيوزويك الأمريكية، فى عدد الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضى، ورغم أهمية الرجل الذى يقود فيلق القدس داخل الحرس الثورى الإيرانى، إلا أن هيئته كانت مجهولة لغالبية سكان العالم، سواء داخل إيران أو خارجها. صورة الرجل الغامض، وهو فى أحد المواقع القتالية فى العراق، سربتها المخابرات الإيرانية فى رسالة واضحة لعدة أطراف فى المنطقة، بأن طهران تدير الحرب ضد تنظيم داعش فى العراق وسوريا، وأنها تأخذ المسألة على محمل الجد. لا يخضع سليمانى لأى سلطة أو مسئول فى إيران، باستثناء المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنئى، الذى ولّاه مهمة قيادة فيلق القدس عام 2012، ووصفه وقتها بأنه «الشهيد الحى». سليمانى فى الأصل ابن مزارع فقير، عمل منذ كان عمره 13 سنة، لمحاولة تسديد ديون والده، ثم نشط فى صفوف معارضة الشاه، وكان مهددًا بالسجن من قبل نظامه وخلال الثورة الإسلامية فى إيران 1979 انضمّ لقوات الحرس الثورى. وكانت الحرب العراقيةالإيرانية بداية صعود سليمانى الذى ذهب جنديًا فى مهمة للجبهة لمدة 15 يومًا، فلم يعد منها إلا بعد عشر سنوات، بعدما قاد أكثر من كتيبة فى هذه الحرب، وفور انتهائها تم تأسيس فيلق القدس على يد الجندى الذى تدرج فى المناصب، حتى وصل لرتبة جنرال. ويعرف سليمانى بأنه شخصية عسكرية غامضة، تمتلك نفوذًا واسعًا، بالإضافة إلى قدرات عسكرية وتكتيكية مدهشة، وهو صاحب الدور الكبير فى تدريب كوادر حزب الله وتطوير قدرات الحزب القتالية، وبصورة أو بأخرى يعد رجل العمليات الخاصة داخل إيران، ورجل الأوقات الحرجة، حيث اشتهر بإدارته قتال الشوارع وحروب العصابات، ويتم إرساله فى مهام خاصة جدًا خارج حدود إيران، وعادة ما تكون مناطق الدم. تصف وسائل الإعلام الغربية سليمانى ب«الجنرال الغامض والصامت دومًا»، وتصنفه مجلة «فوربس» بأنه أهم وأخطر مسئول أمنى فى الشرق الأوسط، وثانى أهم مسئول فى هذا المجال فى العالم، ولا يعرف أحد بالضبط كم عدد القوات الموجودة تحت إمرته، لكنّ تقديرات تقول إنها تتكون من 15 ألف مقاتل، يعملون خارج إيران، وتم تأسيس وحدات فيها مهمتها تسليح تنظيمات فى العراق وسوريا ولبنان، واغتيال بعض الشخصيات. وذكرت تقارير أن عمليات الفيلق امتدت من الهند ودول الاتحاد السوفيتى السابق، إلى إسرائيل وسوريا والعراق، وحتى الولاياتالمتحدة والأرجنتين، وبحسب ما نشرته عدة وسائل إعلامية غربية، فإن سليمانى بعث رسالة هاتفية إلى الجنرال ديفيد بترايوس، عندما كان قائدًا للقوات الأمريكية فى العراق، يقول فيها «عزيزى الجنرال بترايوس، يجب أن تعرف أننى أنا، قاسم سليمانى، المسيطر على مجريات السياسة لإيران، فيما يتعلق بالعراق ولبنان وغزة وأفغانستان». محمد على الحوثى.. من المعتقل إلى القيادة برز اسم محمد على الحوثى، على الساحة اليمنية بقوة فجأة، وأصبح حديث الناس فى اليمن ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية، عقب إعلان «الحوثيين» له رئيسًا لما يسمى ب«اللجان الثورية»، التى تم تكليفها بإدارة شئون اليمن، عقب إصدار الإعلان الدستورى فور الاستيلاء على الحكم فى صنعاء. هو ابن عم زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثى، ويلقب ب«أبوأحمد»، رغم أن بعض المواقع الإخبارية اليمنية تؤكد أنه ينتمى للعائلة فقط، ولا توجد معلومات كافية عن نشأته، أو مراحل حياته قبل بدء تحركات جماعة الحوثى فى ال10 سنوات الأخيرة، باستثناء معلومات غير مؤكدة عن اعتقال الاستخبارات اليمنية له، خلال فترة حكم الرئيس السابق على عبدالله صالح، وأنه ظل فى سجونه لسنوات. وحسب تقارير إعلامية غربية، سافر أبوأحمد فى مرحلة من حياته إلى إيران، حيث تدرب فى وحدات الحرس الثورى الإيرانى، إلا أن طبيعة نشاطاته فى إيران مفروض عليها طوق من السرية، وبعد عودته إلى اليمن، حرصت جماعته على إبقائه بعيدًا عن الأضواء، حتى حانت ساعة الصفر فى 6 فبراير الماضى، عندما استولى الحوثيون على السلطة فى البلاد، فتم إعلانه رئيسًا للجنة الثورية العليا، ما يعنى واقعيًا أنه أصبح الحاكم الفعلى للبلاد. أما القصر الجمهورى، الذى تركه عبدالله صالح بقوة السلاح، وتركه سلفه عبدربه منصور هادى هاربًا، فأصبح مقرًا ل«أبوأحمد»، الذى سيطر على الأختام الرسمية للوزارات والمؤسسات، فور دخول الحوثيين للعاصمة صنعاء، ورغم عدم توافر معلومات كافية عن صاحب الكلمة العليا على أرض اليمن، إلا أن جميع المؤشرات تؤكد امتلاكه لنفوذ كبير، باعتباره صاحب قدرات خطيرة، نجح من خلالها فى بسط وتثبيت سيطرة الحوثيين على اليمن، فى فترة قصيرة. حميد الأحمر.. الوجه اليمنى ل«خيرت شاطر» يصنف «حميد الأحمر» باعتباره الوجه اليمنى للقيادى الإخوانى المصرى «خيرت الشاطر»، لأسباب تتعلق بطبيعة الدور الذى يقوم به داخل التنظيم فى اليمن، وعلى المستوى الدولى، إضافة إلى الشراكة الاقتصادية التى تجمعه بنائب المرشد المصرى. «الأحمر» هو إمبراطور الأنشطة الإخوانية فى اليمن، على المستوى الاقتصادى والسياسى، ويمتلك أذرعًا تمتد داخل كل فروع التنظيم الدولى، وسلسلة من الأدوار التى تجعل منه لاعبًا رئيسيًا فى كل قرارات التنظيم.. الداخلية والخارجية، فهو رجل الأعمال، والسياسى البارز فى حزب التجمع اليمنى للإصلاح الذراع السياسية للإخوان، والبرلمانى الذى احتفظ بمقعده لمدة 16 عامًا، وعضو لجنة الحوار الوطنى التى كانت تدير البلاد عقب الإطاحة بنظام «على عبدالله صالح»، والثورى الذى قاد المظاهرات ضد الحوثيين خلال حصارهم ل«صنعاء»، وممثل النخبة التى طالبت بالتدخل العسكرى لاستعادة شرعية الرئيس التوافقى «عبدربه منصور هادي». «الأحمر» متزوج ولديه 7 من البنين والبنات، حصل على شهادة البكالوريوس فى الاقتصاد من جامعة صنعاء، واتجه إلى العمل السياسى مستغلًا نفوذ عائلته وعلاقتها بالجيش اليمنى خلال حكم الرئيس السابق «على عبدالله صالح»، وتمكن بفض دعم جماعة الإخوان من دخول البرلمان عام 1993 وظل فيه لثلاث دورات انتهت عام 2009 والتحق خلال هذه الفترة بعضوية لجنة التنمية والنفط بمجلس النواب، ثم أصبح مقرر اللجنة الاقتصادية، وبسببها أصبح عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمنى للإصلاح. وحن حاصر الحوثيون العاصمة اليمنية «صنعاء » قاد «الأحمر »المجلس الوطنى لقوى الثورة السلمية، لدعم الحرب العربية ضد الحوثين، ورصد مكافأة قيمتها 50مليون ريال يمنى، لمن يلقى القبض على «عبدالملك الحوثى » والرئيس المخلوع «على عبدالله صالح ،»رغم أنه قرر الهرب إلى تركيا بعد سيطرة الحوثين على العاصمة واستيلائهم على مقرات شركاته التى تضم مستثمرين يمنين وسعوديين. عبدالملك الحوثى.. استنساخ صورة نصر الله جميع الظروف التى مرت بالمنطقة العربية بالتزامن مع ثورات الربيع العربى، التى واكبها تمدد إيرانى فى المنطقة، دفعت نجم عبد الملك الحوثى، زعيم جماعة أنصار الله «الحوثيين»، إلى الصعود بلد سحقه الفقر، وتحول الرجل إلى أحد أبرز الفاعلين فى السياسة الإقليمية، ليصبح صورة أقرب إلى حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبنانى. عبد الملك المولود بمدينة ضحيان فى محافظة صعدة عام 1979، هو الابن الأصغر للزعيم الروحى للحوثيين، بدر الدين بن أمير الدين الحوثى، أحد أبرز المراجع الفقهية للمذهب الزيدى الذى تحول إلى المذهب «الجارودى» الأقرب إلى مذهب الإثنى عشرية الشيعى، والذى أقام فى إيران خلال الفترة بين 1994 و2002. لا أحد يعرف المؤهلات العلمية التى حصل عليها عبد الملك، إلا أن المعروف عنه أنه لازم والده منذ كان عمره 18 سنة، فى جميع حلقات الدروس الفقهية، وأجازه فى العلوم الدينية. يشبه عبدالملك الأمين العام لحزب الله من عدة نواحٍ أولها اسم الحركتين المتشابه «أنصار الله وحزب الله» إضافة إلى أن الجمعيتين يعتبرهما المراقبون قوتين شيعيتين تحيطان بالجزيرة العربية من الشمال والجنوب، وتحظيان بدعم إيران على جميع المستويات وتحديدًا من خلال وحدات الحرس الثورى فضلاً عن أن صعودهما مرتبط بالتمدد الإيرانى فى المنطقة لتشكيل إمبراطورية فارسية، كما استمد الحوثى من نصر الله عدة سمات، أولها مخاطبة الأنصار عبر شاشة الفضائيات، واختفاؤه عنهم، بجانب التشابه فى إشارات اليد والإيماءات. ويبدو أن والد عبدالملك كان يعده لزعامة الجماعة فيما بعد، حيث قاد بالفعل جماعة الشباب المؤمن والتى تحولت إلى «حركة أنصار الله» فى أعقاب مقتل قائدها ومؤسسها، شقيقه الأكبر حسين، الذى قتل فى 10 سبتمبر 2004، خلال مواجهات الجماعة مع الجيش اليمنى أثناء حكم الرئيس السابق على عبدالله صالح، والتى استمرت 6 سنوات. لم يكن أحد يعرف شيئًا عن الحوثى الصغير أو «نصر الله الصغير» وهو الوصف الذى أطلقته عليه بعض التقارير الصحفية، إلا بعد حملة التصعيد التى بدأتها الجماعة فى يوليو 2014، والتى سيطر فيها الحوثيون على محافظة عمران الشمالية بعد مواجهة مع الجيش، والتى فيها الدولة إذا لم تستجب لمطالبه بإقالة الحكومة وإلغاء قرارها برفع الدعم عن المحروقات، حيث دعا أنصاره للاعتصام أمام مداخل العاصمة صنعاء، ما جعل أنظار العالم كلها تلتفت إليه.