*أتباع المقدم يتهمون الرئيس بالتخاذل عن مواجهة بحيرى وعيسى والحسينى *أبوبسيسة: السكوت على «أعداء الدين» أمر محير.. والدولة لديها أولويات أخرى بعد فترة طويلة من الصمت السياسى، تحت شعار «الالتزام بالعمل الدعوى»، بدأت قيادات بارزة فى «الدعوة السلفية» هجومًا على الرئيس عبدالفتاح السيسى، على خلفية ما اعتبرته «سكوتًا» من الدولة تجاه من وصفتهم ب«أعداء الدين»، محددة أسماء عدد من الإعلاميين، أبرزهم إسلام بحيرى، وإبراهيم عيسى، ويوسف الحسينى، الذين قالت إنهم «يشنون حملة ضد التراث الإسلامى، ومشايخ الدعوة السلفية»، بالإضافة إلى توجيه انتقادات أخرى بشأن الدعوات المتكررة التى يطلقها الرئيس لتنقية التراث. وأشارت إلى وجود ما قالت إنه «حملة لسب مشايخ الدعوة على شاشات الفضائيات، ومحاولة استدراج شبابها للشك فى ثوابته العقائدية»، وبحسب مصادر مقربة من الدعوة، فإن «الدعوة اعتبرت الحملة الإعلامية ضد التراث الإسلامى ومشايخها تستلزم الخروج عن الصمت، وتوجيه انتقادات مباشرة إلى الدولة، واتهامها بفتح أبواب الإعلام أمام المارقين، وترك الشباب فريسة لهم». وافتتح القيادى فى الدعوة، الشيخ رجب أبوبسيسة، الهجوم السلفى، بتوجيهه انتقادات إلى الرئيس عبر صفحته على موقع «فيس بوك»، اتهمه فيها بالصمت عن تجاوزات عيسى وبحيرى، وقال إن «سكوت النظام عن إبراهيم عيسى وإسلام بحيرى أمر محير وغير مفهوم»، متسائلًا «يعنى لو تطاول أحدهم على السيسى، هل سيكون نفس الصمت؟، لا وألف لا»، ثم أضاف ساخرًا «يبدو أن الدولة لديها أولويات أخرى». وتعد تلك المرة هى الأولى التى يوجه فيها أحد مشايخ الدعوة، المحسوبين على تيار إسماعيل المقدم، انتقادات علنية إلى السيسى، خلاف الانتقادات الداخلية الموجهة إلى تيار ياسر برهامى، وتحميله مسئولية التخاذل فى مواجهة «تقاعس الدولة، بفتحها وسائل الإعلام لأعداء الدين، مقابل تكميم أفواه علماء الدعوة، ومحاصرتهم بالتراخيص والتعقيدات، مقابل السماح لهم باعتلاء المنابر، أو إلقاء الدروس والمحاضرات». وكشفت مصادر داخل الدعوة إلى سعى برهامى وقيادات حزب النور لامتصاص غضب مشايخ الدعوة، حتى لا تدخل فى صدام مع الرئيس والحكومة، بما يعكر صفو الانتخابات المقبلة، وفرص الحزب فيها، موضحة أن «حالة الغضب السائدة تمنعهم من القيام بخطوات قد تأتى بنتائج عكسية، خاصة أن أتباع الشيخ سعيد عبدالعظيم، بدأوا فى استغلال الفرصة، لاستمالة أعضاء تيار المقدم، والتبرؤ من تخاذل برهامى وأتباعه». وفى تصريحات ل«الصباح»، أكد المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، عبدالمنعم الشحات، أن «الدعاة والمشايخ لا بد ألا يتجاوزوا الرد العلمى، وتقديم الحجة بالحجة، ودحض مقولات المستشرقين وأتباعهم، وتوضيح صحيح الدين، فنحن فى الدعوة دورنا علمى فحسب، ولا بد أن تتولى الدولة، ممثلة فى مشيخة الأزهر، الرد على الهجمات التى يتعرض لها التراث الإسلامى»، فيما رفض التعليق على الاتهامات السلفية للنظام بالتخاذل. وأكد أن «مشيخة الأزهر وهيئة كبار العلماء منوط بهما الرد»، مشيرًا إلى «ظهور مجموعة من الأشخاص الذين يحصلون على علمهم من المستشرقين وأعداء الإسلام، والذين يثيرون الشبهات، دون قراءة فهم، والمطلع يعلم جيدًا أن تلك الشبهات التى يرغب البعض فى تصديرها المشهد، للنيل من الدين الإسلامى قتلت بحثًا على أيدى كبار العلماء»، معربًا عن تعجبه من تعرض الدين لهجوم من مسلمين، وأضاف «من يهاجم السنة ويطعن فيها، عليه أن يتوجه إلى علماء الأزهر والأمة ليناقشهم، لو كان هدفه خدمة دينه، لكن ما نراه اليوم هو هوجة، ظهرت عشرات المرات على مدار 14 قرنًا، وكان الله ينصر دينه دائمًا، ولو كره الكارهون». وسبق لأبوبسيسة الهجوم على الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأن طالبه بمراجعة مواقفه، بعد كلمته فى الاحتفالات بالمولد النبوى، التى دعا فيها إلى تنقية التراث، بالإضافة إلى زيارته إلى الكاتدرائية المرقسية لتهنئة الأقباط بالأعياد، وقال أبوبسيسة نصًا «شعبيتك تتراجع، وأفعالك تحتاج إلى مراجعة، ومواقفك فى المولد والكاتدرائية عشوائية، وتحتاج إلى مراجعة». ومقابل مواقف أبوبسيسة، المحسوب على تيار المقدم، اختار تيار برهامى تقديم رسائل النصح والإرشاد، مثلما فعل الشيخ أحمد فريد، الذى قدم قائمة نصائح إلى السيسى، على رأسها الحفاظ على الدين، ومحاربة التشيّع، ودراسة حالات السجناء، والإفراج عن المظلومين منهم، بينما وجه برهامى نصائح متكررة إلى الرئيس، منها «اغضب لله قبل أن تنهار الدولة». وأشارت مصادر سلفية إلى وجود حالة من الرفض والاستنكار داخل الأوساط السلفية، لتصريحات الرئيس الأخيرة لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، التى أكد فيها أن الجنة لن يدخلها المسلمون وحدهم، ما ردت عليه المصادر مؤكدة أن «صحيح الدين يعتبر كل رافض لاتباع الرسول، وكل رافض للإيمان به وبالقرآن الذى أنزل عليه، كافر من أهل النار، خالدًا فيها، وأن جميع الأئمة اتفقوا على ذلك، ويخالف الرئيس بذلك قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين}، متوقعة أن «الصدام بين الدعوة السلفية والرئيس قادم لا محالة».
ومن جهتهم، استعان أتباع الشيخ إسماعيل المقدم بفيديو قديم له، يعود تاريخه إلى عام 2010، للرد على ما جاء فى تصريحات السيسى، وقال القيادى السلفى فى الفيديو إن «الإسلام هو دين الحق الوحيد، ومن شك فى ذلك ليس بمسلم»، مضيفًا «بعد بعثة النبى -صلى الله عليه وسلم- من ظن أن هناك طريقًا غيره موصلاً للجنة، فهو كافر بالله، واليوم الآخر، والرسل، والكتب»، وأوضح «سدت جميع الطرق التى تؤدى إلى الجنة بعد بعثة النبى، ولم يبق إلا طريق واحد مؤدٍ إليها، هو الطريق الذى على رأسه سيدنا محمد».