*«التعليم العالى» ترفع نسبة «الوافدين» فى كليات القمة وتحرم «المغتربين» بحجة زيادة أعدادهم يظل للوطن مكانة خاصة فى قلوب أبنائه، وإن طالت بهم سنوات الغربة، يتمسكون بحلم العودة إلى أحضانه، ولا يدركون أن تحقيق هذا الحلم يضعهم فى دائرة المعاناة، وهو ما تعرض له أكثر من 4 آلاف طالب مصرى، أنهوا دراستهم الثانوية فى مدارس المملكة العربية السعودية، خلال العام الدراسى الماضى، ثم عادوا لاستكمال الدراسة فى وطنهم، الذى أغلق أبواب الجامعات فى وجوههم. يقول أحمد فاضل، أحد الطلاب العائدين من السعودية، إن المشكلة بدأت تقدم بأوراقه لمكتب التنسيق يوم 31 أغسطس الماضى، وإعلان مكتب التنسيق وقتها أن النتيجة ستعلن فى 10 سبتمير الماضى، ثم تم تأجيل الموعد دون إبداء أسباب، وبدأ العام الدراسى، وانتهى الفصل الأول، وبدأ الثانى، دون أن يلتفت أحد لطلبات الحاصلين على شهادة الثانوية من السعودية. وأضاف: «هذه المعاناة تتكرر كل عام، فنحن طلاب حرمنا من تراب الوطن لمدة 12 عامًا، وكنا ننتظر العودة إليه، وبعد أن قارب حلمنا على الاكتمال، فوجئنا له يغلق أبواب جامعاته فى وجوهنا، ولم نحصل حتى على نسبة المقاعد المخصصة فى الجامعات المصرية، للحاصلين على شهادة الثانوية من المملكة العربية السعودية». وشدد على أنهم يتعرضون للظلم، موضحًا «من يجرى توزيعه منا على الكليات، يتم إخطاره بالنتيجة بعد بداية الدراسة، وبعد مماطلة وتأجيل، أنهم يحرموننا من دخول الكليات التى نريدها، رغم حصولنا على مجموع يؤهلنا لها، ويحجبون حقنا فى أن نبدأ الدراسة فى الموعد المحدد لها مثل بقية الطلاب، وكأنهم يعاقبوننا على قرار العودة، ويزيدون من معاناتنا مع الغربة، بأن يشعرونا بالغربة ونحن داخل الوطن». أما عادل الدسوقى، أحد من الطلاب المشتركين فى ذات المعاناة، فقال «صدمنا بداية العام الدراسى الماضى، من قرار زيادة نسبة مقاعد الوافدين، بعدما كانت 10 فى المائة، وهى ضعف نسبة عدد مقاعد المغتربين فى البلاد العربية بأكملها، وزاد من صدمتنا تصريح وزير التعليم العالى فى إحدى الفضائيات بأنه يتمنى زيادة عدد مقاعد الوافدين إلى 150 ألف مقعد». ومن جانبه، أوضح أحمد مصطفى صقر، منظم الحملة الخامسة لمطالب المغتربين، أن هناك عشرة مطالب ينتظرون من الحكومة المصرية تلبيتها، وأولها زيادة نسبة المقاعد للشهادة السعودية إلى 5 فى المائة، وضمان حصول المتفوقين بنسب عالية على مقاعد لهم فى كليات القمة أسوة بزملائهم داخل مصر. وأكد ضرورة أن يكون تنسيق الشهادة السعودية متوازيًا فى نفس توقيت المرحلة الثانية للتنسيق الثانوية المصرية، تنفيذًا لوعد الدكتور أحمد فرحات رئيس مكتب التنسيق وقطاع التعليم السابق، إضافة إلى فتح باب التنسيق لطلاب مصر فى الخارج على موقع مكاتب التنسيق بمجرد ظهور نتيجة الثانوية فى الدول العربية، فى شهر يونيو، بحيث يتم توفير قاعدة بيانات مبكرة للمصريين فى الخارج، تعطى فكرة لمسئولى التنسيق فى مصر عن أعداد الراغبين فى الالتحاق بالجامعات المصرية قبل بدء إجراءات التنسيق فى مصر، لتسهيل تحديد عدد المقاعد التى ستخصص للطلاب المغتربين. وأضاف: «يجب على المجلس الأعلى للجامعات، ومكتب التنسيق، الإعلان مبكرًا عن الأعداد التى ستتاح للشهادات المعادلة، حتى يسهل على الطلاب كتابة رغباتهم، والحد من ظاهرة استنفاد الرغبات، وتغيير الجهة المشرفة فنيًا على موقع التنسيق، نظرًا لحدوث العديد من المشاكل الفنية فى برنامج التنسيق الإلكترونى».
وشدد على ضرورة زيادة عدد رغبات التنسيق للشهادات المعادلة لتكون 60 رغبة بدلًا من 46 نظرًا للطبيعة الخاصة لتنسيق هذه الشهادات التى تشمل كل أقسام الثانوية، وحتى يتم تجنب استنفاد الرغبات، مؤكدًا على ضرورة التزام الشفافية التامة فى إعلان الأعداد المقبولة أمام الرأى العام، ليتأكد الجميع أن كل طالب مغترب أخذ حقه، والالتزام بنتيجة الشهادات المعادلة مبكرًا، وقبل بدء الدراسة بالجامعات المصرية بمدة 3 أسابيع على الأقل حتى يتمكن أولياء الأمور من السفر لأعمالهم خارج مصر بعد الاطمئنان على مصير أبنائهم.