*تدخلت للإفراج عن أسرى أمريكيين وفرنسيين وألمان.. وحصلت على 18 مليون دولار مقابل إطلاق سراح 4 صحفيين *التعاون بين الاستخبارات التركية والتنظيم الإرهابى بدأ بعد الإفراج عن 180 إرهابيًا وضمهم لداعش مقابل الإفراج عن 49 رهينة تركية كشفت مصادر خاصة أن المخابرات التركية هى التى تدير مواقف «داعش» مع أسراها، بتلقينها كيفية التعامل مع الدول التى ينتمى إليها الأسرى، سواء من خلال التفاوض للحصول على أموال، أو تحرير سجناء إرهابيين فى سجون تلك الدول، وكذلك تنسق مع التنظيم الإرهابى فى كيفية تعاملهم مع أى أسير فى حالة رفض دولته لشروط «داعش». وقالت المصادر إن بداية التنسيق بين المخابرات التركية وتنظيم «داعش» فيما يتعلق بملفات الأسرى، جاء بعد قيام التنظيم الإرهابى بخطف 49 رهينة تركية 3 أشهر، وهنا كانت بداية العلاقات المباشرة بين التنظيم الإرهابى والمخابرات التركية، حيث وافقت وقتها الأخيرة على إطلاق سراح 180 إرهابيًا وتكفيريًا من السجون التركية لينضموا إلى صفوف «داعش» مقابل الإفراج عن الأسرى الأتراك. وأضافت المصادر أن المخابرات التركية رحبت بالإفراج عن الإرهابيين الذين كانوا موجودين بسجونها بموافقة مباشرة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ليتم تعزيز التعاون بين المخابرات التركية وداعش من بعدها، لدرجة أن أغلب الدول التى وقع لها أسرى فى يد تنظيم داعش يلجئون إلى المخابرات التركية مباشرة من أجل التفاوض، لكنها لا تتدخل سوى للإفراج عن أسرى دول بعينها، بينما تتبرأ من دول أخرى، وتدعى أنها لا علاقة لها ب«داعش» نهائيا. وأكدت المصادر أن المخابرات التركية لم تتدخل للإفراج عن رهائن أو أسرى سوى ل3 دول فقط: أمريكا وفرنسا وألمانيا، مقابل توطيد العلاقات مع تلك الدول والحصول على مزايا اقتصادية وعسكرية، مشيرة إلى أنها تدخلت لإعادة الصحفى الأمريكى «بيتر ثيو كيرتس»، الذى تم اختطافه فى سوريا على يد تنظيم «داعش» بعد مفاوضات استمرت لحوالى شهر، وتم تسليم الصحفى «كيرتس» لممثلى الأممالمتحدة دون الإفصاح وقتها عن طبيعة الصفقة التى تمت مقابل إطلاق سراح الرهينة. وأعادت المخابرات التركية أيضًا رهينة ألمانى الجنسية، ولم تفصح عن طبيعة الصفقة أو التبادل، حيث تم إطلاق سراحه، بعد اختطافه أثناء وجوده فى سوريا عام 2013، ولكن ألمانيا لم تفصح أيضًا عن طبيعة الصفقة أو التبادل. وتدخلت المخابرات التركية لإعادة 4 صحفيين فرنسيين مقابل دفع 18 مليون دولار، بعد اختطافهم على يد تنظيم «داعش» فى يونيو 2013 بسوريا، ووقتها قام وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان، بتحويل المبلغ إلى أنقرة، ومنه إلى التنظيم الإرهابى بواسطة أجهزة الاستخبارات التركية. من ناحية أخرى، قالت المصادر إن قوات الأمن تمكنت من ضبط 3 عناصر إرهابية تابعة لتنظيم داعش أثناء محاولتهم التسلل من الحدود الليبية للدخول إلى مصر، وعثر بحوزتهم على 200 ألف دولار. وقالت المصادر إن العناصر الثلاثة المقبوض عليها والمبلغ المضبوط كشفوا طريقة تمويل الجماعات الإرهابية، سواء داعش خارج مصر، أو العناصر التى تعمل تحت راية «داعش» فى مصر، حيث اعترف المقبوض عليهم بأنهم مكلفون من قيادات «داعش» بتوصيل مبلغ ال200 ألف دولار لجماعة أنصار بيت المقدس فى مصر لمساعدتها فى تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والأمن فى مصر. وأكدت المصادر أن الثلاثة اعترفوا خلال التحقيقات التى تجرى معهم حاليًا بأن المصدر الرئيسى لأموال «داعش» يأتى من بيع البترول بالمناطق التى يسيطر عليها التنظيم، حيث تتولى شركات بترول وتسويق قطرية وتركية شراءه بأسعار أقل من السوق العالمى بنسبة حوالى 40 فى المائة لتقوم تلك الشركات ببيعه بعد ذلك على أنه بترول قطرى أو تركى. وقالت المصادر إن الإرهابيين الثلاثة اعترفوا أيضًا أن السفن الحربية التركية هى التى تتولى استلام البترول من داعش عبر البحر، وأن تركيا تتولى توفير عدد من المتخصصين والمهندسين للعمل على تعبئة واستخراج البترول بالمناطق التى يسيطر عليها داعش، وتتولى بعض الشركات القطرية توفير التمويل المالى اللازم لهذا الأمر. وفى الإطار ذاته، اعترفت العناصر المقبوض عليها أيضًا بأنهم كانوا يدخلون الأموال قبل ذلك عن طريق الأنفاق بغزة، بعد التنسيق مع حركة حماس، وبتأمين من كتائب القسام، لكن بسبب التضييق الأمنى الشديد فى سيناء لجئوا إلى إدخال الأموال عبر الحدود مع ليبيا.