وزير الري: المياه أساس السلام والازدهار وكرامة الإنسان    في اليوم السادس.. 6 مرشحين يتقدمون بأوراقهم لانتخابات مجلس النواب 2025 بسوهاج    محافظ القاهرة يستقبل وفدا من مدينة شنيانغ الصينية لبحث سبل التعاون المشترك    الرئيس السيسي وترامب يصلان إلى مقر انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام    فرجاني ساسي يسجل هدفا لتونس أمام نامبيا في تصفيات كأس العالم    جولة تفقدية للاطمئنان على ترتيبات بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي    المنيا: مصرع مسن وإصابة 5 في تصادم بين سيارتين بطريق سمالوط الزراعي    مصطفى كامل في ذكرى توليه منصب نقيب المهن الموسيقية: مستمر في معركة استعادة حقوق الموسيقيين    دار الإفتاء تؤكد جواز إخراج مال الزكاة لأسر الشهداء في غزة    صحف الخليج تسلط الضوء على قمة شرم للسلام ومنح ترامب قلادة النيل    الرئيس السيسي يؤكد لرئيسة وزراء إيطاليا أهمية اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    منال عوض تبحث مع الاتحاد الأوروبي سبل مواجهة التلوث البلاستيكي    قمة شرم الشيخ.. الآثار الإيجابية المحتملة على الاقتصاد المصري بعد اتفاق وقف الحرب في غزة    حسن الدفراوي: منافسات المياه المفتوحة في بطولك العالم صعبة    بالصور.. تطوير شامل بمنطقتي "السلام الجديد والتصنيع" في بورسعيد    «ارمي نفسي في النار عشانه».. سيدة تنقذ طفلها من الغرق في ترعة بالغربية    رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية يستقبل وفد المعهد الكوري للاقتصاد الصناعي والتجارة    طارق الشناوي عن عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة: «دليل على انحياز الرقيب الجديد لحرية التعبير»    تأكيدًا لما نشرته «المصري اليوم».. «الأطباء» تعلن نتائج انتخابات التجديد النصفي رسميًا    الصحة تشارك في المؤتمر الدولي للطبيبات    إحالة العاملين المتغيبين في مركز الرعاية الأولية بالعريش للتحقيق بعد زيارة مفاجئة    فحص 1256 مواطنًا وإحالة 10 مرضى لاستكمال العلاج ضمن القافلة الطبية بكفر الشيخ    ضبط صانع محتوى في الإسكندرية نشر فيديوهات بألفاظ خادشة لتحقيق أرباح    المشدد 3 سنوات لعصابة تتزعمها سيدة بتهمة سرقة موظف بالإكراه فى مدينة نصر    محافظة بورسعيد: جارٍ السيطرة على حريق بمخزنين للمخلفات بمنطقة الشادوف    جامعة بنها تتلقى 4705 شكوى خلال 9 أشهر    محافظ الوادي الجديد يشارك فى مؤتمر الابتكار العالمى للأغذية الزراعية بالصين    ضوابط جديدة من المهن الموسيقية لمطربي المهرجانات، وعقوبات صارمة ل2 من المطربين الشعبيين    ترامب: ويتكوف شخص عظيم الكل يحبه وهو مفاوض جيد جلب السلام للشرق الأوسط    الأهلي يدعو أعضاء النادي لانتخاب مجلس إدارة جديد 31 أكتوبر    دار الإفتاء توضح حكم التدخين بعد الوضوء وهل يبطل الصلاة؟    أحمد ياسر يعتذر لطارق مصطفى بعد تصريحاته الأخيرة: حصل سوء فهم    حسام زكى: نهاية الحرب على غزة تلوح فى الأفق واتفاق شرم الشيخ خطوة حاسمة للسلام    جامعة عين شمس تستقبل وفدا من أبوجا النيجيرية لبحث التعاون    تموين الفيوم تلاحق المخالفين وتضبط عشرات القضايا التموينية.. صور    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    «المالية»: فرص اقتصادية متميزة للاستثمار السياحي بأسيوط    إعلام إسرائيلى: ترامب يعقد اجتماع عمل مع نتنياهو فى الكنيست    فيديو توضيحى لخطوات تقديم طلب الحصول علي سكن بديل لأصحاب الإيجارات القديمة    فحص 1256 مواطنا وإحالة 10 مرضى لاستكمال الفحوصات بقافلة طبية فى مطوبس    تشكيل منتخب فرنسا المتوقع أمام آيسلندا في تصفيات كأس العالم 2026    مصطفى شوبير: لا خلاف مع الشناوي.. ومباريات التصفيات ليست سهلة كما يظن البعض    عفت السادات: مصر تستقبل زعماء العالم لإرسال رسالة سلام من أرضها للعالم    القوات الإسرائيلية تداهم منازل أسرى فلسطينيين من المقرر الإفراج عنهم    «أسير» و«دورا».. عروض متنوعة تستقبل جمهور مهرجان نقابة المهن التمثيلية    10 آلاف سائح و20 مليون دولار.. حفل Anyma أمام الأهرامات ينعش السياحة المصرية    جامعة عين شمس تفتح باب الترشح لجوائزها السنوية لعام 2025    بعد منحها ل«ترامب».. جنازة عسكرية من مزايا الحصول على قلادة النيل    إشادة بالتعاون بين «السياحة والآثار» والسفارة الإيطالية في الترويج للمقاصد المصرية    إعلان أسماء مرشحي القائمة الوطنية بانتخابات مجلس النواب 2025 بمحافظة الفيوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    "هتفضل عايش في قلوبنا".. ريهام حجاج تنعى الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي    بالفيديو.. الأرصاد: فصل الخريف بدأ رسميا والأجواء مازالت حارة    حجز محاكمة معتز مطر ومحمد ناصر و8 أخرين ب " الحصار والقصف العشوائي " للنطق بالحكم    الكنيست يوزع قبعات بشعار «ترامب رئيس السلام» بمناسبة خطابه في المجلس (صور)    رئيس «الرعاية الصحية» يتفقد مجمع الفيروز بجنوب سيناء استعدادًا لقمة شرم الشيخ    هل يجوز الدعاء للميت عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟.. «الإفتاء» توضح    حسام حسن: أتشرف بالتأهل لكأس العالم لاعبا ومدربا.. وصلاح شقيقي الأصغر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها:اقترحنا تسهيلات كثيرة للطلاق فى القانون الجديد
نشر في الصباح يوم 30 - 11 - 2014

*لم يتم إقصائى عن المجلس الإكليريكى وأنا الذى طلبت الابتعاد
*الزواج طقس دينى وروحى لذلك نرفض الزواج المدنى
*وضعنا تسهيلات كثيرة لراغبى الطلاق فى قانون الأحوال الشخصية الجديد
*مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد سيتم تطبيقه بأثر رجعى.. وهو ينقذ الأقباط من اللجوء للزواج المدنى
*البابا ليس «بروتستانت » وليس لدينا حرس جديد وحرس قديم
يمسك الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها بين يديه بأهم الملفات القبطية الآن.. معارضوه يقولون إنه صاحب الكلمة الأولى فى ترشيح الأقباط على القوائم الحزبية المختلفة.. وهو لا ينفى ذلك.. وإلى جانب الملف السياسى يمسك الأنبا بولا بملف آخر لا يقل أهمية، وهو ملف الأحوال الشخصية للأقباط ليس فقط من خلال ترأسه للمجلس الإكليريكى ل 26عاماً متصلة قبل أن يغادره،ولكن لأنه ممثل الكنيسة فى لجنة مناقشة قانون الأحوال الشخصية للأقباط.. فى هذا الحوار يجيب الأنبا بولا علىالأسئلة الساخنة فى الملف القبطى..
* هل صحيح أن هناك تيارًا مضادًا للبابا تواضروس داخل الكنيسة يمثله الحرس القديم؟
- هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، فالعمل فى الكنيسة يقوم على النظام المؤسسى، والمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا يتشكل من العديد من اللجان، وكل لجنة تتكون من لجان فرعية، وعمل اللجان الفرعية يصب فى اللجنة الأساسية، وللأمانة فقداسة البابا تواضروس يتسم أداؤه بالديمقراطية التامة، والقرار يصدر عن المجمع المقدس من خلال التصويت السرى باستخدام التصويت الإلكترونى، وقداسة البابا مستمع جيد لكل الآراء حتى التى تخالفه، ومن الممكن أن تتباين وجهات النظر لكن فى النهاية من خلال النقاش والحوار تتلاقى الآراء وتتفق.
* ما ردك إذًا على من يقول إن القيادات الكنسية التى كانت تعمل مع البابا شنودة الثالث تعمل الآن ضد البابا تواضروس؟
- هذا الكلام من صنع من لا يعرف طبيعة الكنيسة، فقد نسمع عبارات غريبة عن الكنيسة كعبارة الحرس القديم، حيث يحدث نوع من الإسقاط لأفكار رجال السياسة على الكنيسة وهذا غير موجود على الإطلاق، فالكل يخضع لقرارات المجمع المقدس برئاسة البابا، والدليل على ذلك هو كم اللوائح التى خرجت عن المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا بسبب مواهبه الإدارية.
* ولكن ألم تختلف أنت معه شخصيًا فى الرأى فى بعض الأمور؟
- قداسة الباب يتسم بالنظرة الشاملة للأشياء، وقد يكون لى رأى فى مجال ما استنادًا إلى خبرة طويلة فى هذا المجال، ومن خلال النقاش وبعد استماع قداسته كعادته نصل فى النهاية إلى قرار صائب وموحد، وأخرج خاضعًا كل الخضوع للرأى الأخير.
* هل صحيح ما سمعناه عن أن البابا توجهاته بروتستانتية؟
- هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وكل ما فى الأمر أن قداسة البابا بعد تجليسه وجد مناخًا مهيأ للتعاون مع الطوائف الأخرى، فالبابا شنودة وضع أساس مجلس كنائس مصر، وأتى البابا تواضروس ليستكمل البناء القانونى والتنظيمى له وقام بافتتاحه، يضاف إلى ذلك أن فترة خلو الكرسى البابوى كانت هناك روح إيجابية تربط بين الطوائف المسيحية المتعددة، أذكر منها كشاهد عيان فى الجمعية التأسيسية لدستور 2012 كانت الوحدانية هى التى تربط بين ممثلى الطوائف المسيحية الثلاثة، وتأكد الأمر فى لجنة الخمسين لدستور 2014، وأتذكر موقف د. صفوت البياض الذى طلب من شعب كنيسته الإنجيلية الصوم مشاركة لشعب كنيستنا، بل وطلب منى ترتيب يوم صلاة تتشارك فيه جميع الطوائف لأجل اختيار البابا الجديد، وفى هذا المناخ الإيجابى كان توقيت تجليس قداسة البابا تواضروس والذى استثمره بإيجابية لأجل التقارب والتعاون بين الطوائف كى نجد بين الكنائس مساحة مشتركة واسعة حرص قداسة الباب على استغلالها إيجابيًا دون إعطاء فرصة للنقط الخلافية أن تطفوا على السطح.
* كيف ترى التزام القوات المسلحة بالوعود التى أبرمتها معكم فى شأن بناء الكنائس؟
- أريد أن أؤكد التزام القوات المسلحة التام بما سبقت ووعدت به، فلقد وضعت القوات المسلحة خطة لإعادة البناء على ثلاثة مراحل تبدأ من الكنائس الأكثر تضررًا كمرحلة أولى ثم الأقل ضررًا فالأقل، على أن ينتهى العمل فى منتصف العام المقبل، والعمل يسير وفقًا للخطة الموضوعة، لهذا يهمنى أن أسجل شكرى للقوات المسلحة لسعيها لإنهاء العمل فى التوقيت السابق إعلانه، وهذا هو عهدنا دائمًا فى القوات المسلحة.
* ما هو دورك فى الملف السياسى وترشيح الأقباط للقوائم الانتخابية؟
- أنا أتولى مسئولية لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس، ومن خلال رئاستى لهذه اللجنة أصبح لى دور واضح فى العلاقة بين الكنيسة والدولة، فقد شرفت بتمثيل الكنيسة فى اللجنة التأسيسية للدستور 2012، وكنت عضوًا فى لجنة دستور 2014، كما أمثل الكنيسة فى العديد من اللجان التى شكلتها الحكومة فى دراسة قوانين الأحوال الشخصية للمسيحيين وقانون بناء الكنائس.
* ولكن ما هو دورك فيما يخص الانتخابات البرلمانية؟
- أتذكر أننى فى لجنة الخمسين طالبت بالقوائم المغلقة كوسيلة لإتاحة الفرصة للمهمشين الذين يصعب عليهم النجاح بالنظام الفردى، وبادرت بكتابة مذكرة بهذا الخصوص للسيد وزير العدالة الانتقالية السابق، وهذا من نابع شعورى الوطنى وشعورى بمصريتى، أما بالنسبة لمرشحى البرلمان فنحن لا نقحم أنفسنا فى الانتخابات ولا نرشح أحدًا، لكننا نتجاوب مع من يسألنا بهذا الخصوص، فأى حزب أو تحالف حزبى تهمه أصوات الأقباط ويشعر أن للكنيسة دورًا فى التأثير على شعبها، ومن هذا المنطلق نقوم بتشكيل لجان تقوم بتجهيز بعض الأسماء بكل دائرة بعد دراسة مستفيضة ومتأنية من أجل منحها لمن يحتاج استكمال القوائم، مستعينة فى ذلك بقيادات الكنيسة فى كل موقع حتى يمكننا تقديم العون بصورة تخدم الصالح العام للمجتمع والكنيسة، هذا بخلاف أن لكل حزب مرشحيه وكوادره التى لا نتدخل فيها مطلقًا.
* لماذا اللغط الزائد إذًا حول القوائم؟
- الأمر يتعلق بالعديد من الأمور، الأول هو التركيز على المصلحة الحزبية فى كثير من الأحيان على حساب المصلحة الوطنية، فأغلب الأحزاب والتحالفات تسعى لدخول أكبر عدد من ممثليها على حساب كيانات أخرى أو على حساب المصلحة الوطنية التى تقتضى وحدة الصف المصرى، الأمر الثانى هو أن بعض القائمين على التحالفات أفرغوا الهدف من وجود قائمة من محتواه، فالهدف من القائمة هو إتاحة الفرصة لغير القادرين على الوصول للانتخابات من خلال الانتخابات الفردية، كالمرآة والأقباط والشباب والمعوقين وغيرهم، لكن التحالفات تحاول أن تتحايل بأن يكون أغلب الأقباط من النساء على سبيل المثال لإفساح المجال لقيادات حزبية وسياسية من الرجال ومن غير المستهدفين لدخول الانتخابات، مما قد يؤثر بالسلب على العملية كلها.
* كثر الكلام فى الآونة الأخيرة عنك بخصوص قانون الأحوال الشخصية.. ما رأيك؟
- للأسف يقع بعض الإعلامين فى أخطاء متكررة حول الأحوال الشخصية للمسيحيين وهو طرح القضايا كما لو كانت خصومة بين صاحب المشكلة وبين المجلس الإكليريكى، وهذا خطأ لأن المجلس الإكليريكى فى هذه الحالة ليس خصمًا، بل هو نوع من القضاء يفصل بين متنازعين ولن يكون بأى حال طرفًا فى النزاع، فليس للأنبا بولا دخل فيما يحدث بين الزوجين، فقط أنا أنفذ تعاليم الإنجيل ولا أظلم أحدًا.
المجلس الإكليريكى ليس جهة تشريع بل جهة تنفيذ قانون، والمجلس لن يحكم أبدًا وفقًا لأهواء القائمين عليه ولا وفقًا للضغوط الإعلامية، وهنا أتذكر عندما كلفنى الباب شنودة بمسئولية المجلس الإكليركى حاولت أن أرفض متعللا بأن خلفيتى علمية وليس لى معرفة كبيرة بالقانون، فكانت إجابته «إن أصغر خادم بالكنيسة على علم بقوانين الأحوال الشخصية، لكننى كلفتك بالذت لأنك تجيد الاستماع لكل أطراف المشكلة، ولأنك على الرغم من هدؤك لا يمكن الضغط عليك» وقتها اعتبرت تلك أهم توجيهاتى التى التزمت بها طوال عمرى.
* لكن يتردد الآن أنه قد تم إقصاء الأنبا بولا من المجلس الإكليريكى؟
- علاقتى بالمجلس الإكليريكى فى الماضى والحاضر والمستقبل تؤكد عكس ذلك، أنا أنفرد فى الكنيسة القبطية على مدى تاريخها بالمدة الطويلة التى توليت فيها المسئولية والتى تقترب من 26 عامًا، وهذا لم يحدث من قبل لاتساع الكنيسة وانتشارها فى دول كثيرة حول العالم، بالإضافة إلى زيادة معدلات مشكلات الأحوال الشخصية عما مضى بسبب الانفتاح على الفكر الغربى، بالإضافة للمتغيرات المجتمعية الداخلية، فكان لا بد من تقسيم المجلس لعدة دوائر فى الداخل والخارج.
* ألا تعتبر هذا التقسيم إقصاء لك؟
- على الإطلاق، بل أنا الذى بادرت بالاتفاق مع قداسة الباب تواضروس فى جلسة خاصة منذ أيامه الأولى على تقسيم المجلس الإكليريكى، لكن الأمر أخذ وقتًا حتى يظهر للنور، والواقع يؤكد عكس ذلك لأن قداسة البابا من أكثر من سنة ونصف كلفنى بعمل مؤتمر موسع للأحوال الشخصية لمدة ثلاثة أيام حضره ممثلون لجميع الإيبارشيات لدراسة كل ما يتعلق بالزواج والطلاق، وقد أعلنت فى وسائل الإعلام خطتنا لتطوير العمل بالمجلس الإكليريكى، وطالبنى قداسة الباب بتوزيع هذه المحاضر على جميع الآباء والمطارنة والأساقفة ورؤساء مجلس المجمع المقدس وفى الجلسة الأخيرة للمجمع طالبنى بتوزيعها على جميع أعضاء المجمع المقدس، وأيضًا الأسماء التى تم تكليفها من قداسة البابا برئاسة المجالس الإقليمية داخل مصر وخارجها تم اختيارها بالتشاور مع قداسة البابا، وأيضا تم تكليفى بإعداد هذه المجالس الجديدة على مدى ستة أشهر مقبلة، ومن فرط ثقة البابا فى شخصى تم تكليفى بتشكيل ورئاسة لجنة قانونية لدراسة مشروع الأحوال الشخصية الذى ورد إلينا من وزارة العدالة الانتقالية ثم الرد عليه، وقد قمت بذلك بالفعل وجار الآن إشراك رؤساء الطوائف المسيحية الأساسية فى مصر لتوحيد الرأى حول المشروع.
* ألا يعد تكليفك بالمجلس الإكليركى لأستراليا وآسيا وليس مصر إقصاء مهذبًا؟
- أولا سبق إعلانى إنهاء علاقتى بالمجلس الإكليريكى بنهاية ديسمبر المقبل، لكن نزولا لرغبة ملحة من قداسة البابا ممزوجة بمحبة شديدة منه وافقت على المشاركة برئاسة أحد المجالس، وقد تم اختيار أستراليا بصفة خاصة رغم بعد المسافة لأننى مكلف بالفعل بمهام رعوية أخرى تجعلنى أسافر إليها مرتين فى العام، ومن هنا كان من الأسهل إسناد مجلسها الإكليريكى إلى وليس لغيرى.
* ما رأى الكنيسة فى بنود الزواج المدنى الموجودة بمشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد؟
- الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ترفضان الزواج المدنى بصورة قاطعة، نرفضه جملة وتفصيلا، لأن نظام الدولة المصرية سيتعارض معه، ونشكر الله أننا نعيش فى دولة مدنية وليست علمانية، فالدولة المدنية يحكمها رجل مدنى وقوانينها لا يمكن أن تتعارض مع الشرائع الدينية بل تخضع لها، والزواج المدنى يتعارض مع شرائعنا المسيحية وأيضًا يتعارض مع دستورنا المصرى فى المادة الثالثة من الدستور، التى تقول «مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسى للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية» وحيث إن شرائعنا المسيحية لا يوجد فيها ما يسمى بالزواج المدنى فهذا يعنى أنه يتعارض مع الدستور.
الزواج فى المسيحية يتكون من شقين، الأول مدنى ويشمل الرغبة فى الزواج وإعلان هذا الارتباط فى محفل وتوثيق الزواج أمام الدولة، وهذا الشق يمثل عاملا مشتركا فى أى زواج فى أى مكان، أما شقه الثانى فهو دينى، حيث يجتمع العروسان فى الكنيسة، ويقود الكاهن الصلاة طلبًا من الله أن يبارك العروسين ويوحدهما معًا، وغياب الشق الثانى يعنى فى نظر الكنيسة أن الارتباط غير شرعى.
والأهم بالنسبة لى أن الزواج المدنى لن يحل أى مشكلة فى المستقبل، فالحل يكمن فى قانون جديد يعطى تسهيلات فى الطلاق والبطلان، فالزواج المدنى يتم تفعيله فى زواج من تم تطليقه بالفعل، لهذا فلن يفيد شيئًا.
* إذا هناك نبرة فى صوتك تعطى أملا بمخرج جديد للمتضررين من الأحوال الشخصية يمنحها لهم القانون الجديد؟
- بالفعل أنا أبشر هؤلاء وأقول أنتم لستم فى حاجة إلى زواج مدنى، لأن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد سيتم تفعيله كنسيًا بمجرد موافقة قيادة الكنيسة عليه هذا الأسبوع، وسيتم العمل به فى الكنيسة دون انتظار خطوات استصداره من السيد الرئيس أو البرلمان، بل سيتم تطبيقه بما يحوى من التسهيلات بأثر رجعى على حالات التى حصلت على طلاق فى الماضى ولم تتمكن من أخذ تصريح زواج، لهذا سيستفيد به الكثيرون من هذه التعديلات التى ستجعلهم ليسوا فى حاجة إلى زواج مدنى يخالف لشريعتهم المسيحية.
* ما أهم تلك التعديلات؟ ولماذا لم تقم بها خلال كل تلك السنوات؟
- يهمنى أن استخدم منبركم العزيز على قلبى فى أن أعلن لأبنائنا الأقباط أن التعديلات التى تم إدخالها على مشروع القانون الذى أرسلته لنا الحكومة ستحل الكثير من المشكلات، سواء فيما يخص أسباب البطلان أو الطلاق، وأن مجرد إضافة كلمة فى المادة «114» بند أربعة ستفتح مجالا واسعًا لحل الكثير من المشكلات بصورة لا تتعارض مع تعاليم الإنجيل، وسنعلن عن هذه التعديلات بمجرد توافق جميع الطوائف المسيحية عليها.
* بصفتك المسئول عن ملف قانون بناء الكنائس، ماذا تم مع وزير العدالة الانتقالية بشأنه؟
- لا بد أن أوضح أن الكنيسة ليست جهة إصدار قانون بناء الكنائس، فالحكومة هى التى تعده والبرلمان هو من يناقشه ويقره، ودور الكنيسة يتمثل فى أمرين الأول تقديم بعض المقترحات والثانى المشاركة من خلال من يمثلها فى اللجنة المشكلة لإعداد مشروع إعداد القانون.
* ألم يمنحكم الدستور فى نصوصه هذا الحق؟
- بالفعل دستورنا تعرض لهذا فى مادتين، المادة 64 «حرية الاعتقاد مطلقة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية حق ينظمه القانون» وفى المادة 53 «يصدر مجلس النواب فى أول دورة انعقاد له بعد العمل بهذا الدستور قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية».
مشكلات البناء فى الماضى كانت تتمحور حول جهة الإصدار، حيث كان الأمر مرتبط برئيس الجمهورية وحده، بينما المساوة وعدم التمييز التى منحها الدستور الحالى للجميع تعنى توحيد جهة إصدار التراخيص لبناء كل المنشآت بما فى ذلك الكنائس كما فى المادة «53» من الدستور، وأيضًا شروط إصدار التراخيص فبعد أن أصبح بناء الكنائس حق ينظمه القانون ومن خلال المساواة ينبغى أن يلغى القانون الجديد كل عقبات صنعها التاريخ تعوق بناء الكنائس، وأيضًا لا بد أن يراعى مساحة الكنيسة وفقًا لزيادة عدد الأقباط بالمنطقة، وحق إصدار التراخيص وفقًا لمعدل نمو السكان، مع مراعاة أن الهيكل الواحد فى الكنيسة لا يستخدم فى القداس إلا مرة واحدة فى اليوم الواحد وفقًا للطقوس الأرثوذكسية والكاثوليكية، مما يستدعى تعدد الهياكل وأحيانًا تعدد الطوابق بما يتناسب مع عدد القداسات اليومية، كذلك لا بد من وجود فصل أو أكثر لكل سنة دراسية، بالإضافة لقاعات للخطوبات والعزاء وإلى غير ذلك.
* ما المشكلات الحالية المتعلقة بإعادة البناء إذًا؟

- المتبع فى الماضى عند الترخيص بإعادة بناء كنيسة كنت تجد عبارة متكررة وهى «على نفس المساحة والارتفاع» فكيف يكون ذلك والشعب القبطى فى المنطقة يتضاعف بمرور الوقت؟ وأيضًا ما زالت هناك مشكلات متعلقة بعدم وجود كنائس فى العديد من القرى وبعض المدن أو امتدادات عمرانية بالمدن، وفى مناطق يصعب وصول المصليين إليها، أيضا هناك مشكلات حول كنائس تم بناؤها بدون ترخيص ولا بد أن نسأل لماذا تم بناؤها بدون ترخيص؟ وكيف تم؟ وما هى ردود الأفعال؟ وأيضًا كيف يكون حل المشكلات؟ وما هو وضعها الحالى فى القانون؟ لذلك لا بد من تسهيل استصدار تراخيص بناء الكنائس وتقنين وضع الأماكن التى تم بالفعل استخدامها ككنائس فى الفترة السابقة لغلق هذا الباب تماما، وسد الثغرات التى ينفذ منها المتطرفون من الجانبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.