*المتهم: تعلمت على يد صديقى.. وأوهمت السيدات بقدرتى على حل مشكلة الإنجاب على طريقة أبطال الأفلام، وضع الشاب الذى لم يتجاوز 25 عامًا من العمر، أمامه هدف أن يصبح «مليونيرًا»، بغض النظر عن الطريقة والوسيلة، وسرعان ما شاهد بعينه أحد أصدقائه وهو يخطو سريعًا فى الطريق نحو تحقيق حلم الثراء، عن طريق الدجل، فتعلم من أساليبه وحيله وقرر أن يبدأ «رحلة المليون». عبد الرحمن.م.ج، أو الشيخ عبد الرحمن كما عرفه زبائنه من السيدات العاقرات، بدأ رحلته عندما شاهد صديقه الذى تحول إلى مليونير، بسبب احترافه للدجل والنصب على السيدات لأنهن أكثر المترددين على الدجالين، فقرر «الدجال الصغير» أن يلازم صديقه، وأصبح مساعدًا له، فتعلم أساليب ووسائل الوهم بالسحر وفك الأعمال، وبعد فترة من العمل قرر الشاب أن ينفصل لبدء طريق «الشعوذة» بشكل مستقل. إمعانًا فى النصب والتحايل، قرر عبد الرحمن، أن يروج فى أوساط الزبائن المترددين عليه، بأنه متخصص فى شىء واحد فقط، وهو «فك الأعمال والمس من الجن للسيدات غير القادرات على الإنجاب»، وبالفعل استطاع الدجال الجديد جذب الزبائن وذاع صيته فى وقت قصير جدًا، وبدأت السيدات اللاتى يداعبهن حلم الإنجاب فى التردد على مقر ممارسته للشعوذة أملًا فى تحقيق حلم الإنجاب، ووضع تسعيرة قدرها ب 5 آلاف جنيه للحالة، بينما كانت الضحايا لا يترددن فى تسليمه المبلغ المطلوب. بذكاء بالغ حرص الدجال الشاب على إعطاء نفسه مهلة كبرى للفرار بالمبالغ التى حصلّها جراء عمليات النصب، وبدأت الأموال فى التدفق إليه، وكانت كل سيدة تتردد عليه تأتى له ب «زبونة» جديدة، فيما يحرص المتهم على إعطاء كل واحدة منهن مهلة لا تقل عن شهر وتصل إلى ثلاثة أشهر لتستطيع أن تعرف نتيجة العلاج، وذلك بهدف إعطاء نفسه فرصة للهرب بالأموال بعد جمع أكبر قدر ممكن. ما كان متوقعًا حدث ولكن قبل الموعد، فقد انكشف الأمر وجاءت سيدتان تطلبان الحصول على أموالهما، واتهمتا، الشيخ عبد الرحمن، بالنصب والفشل فى تحقيق العلاج من العقم، فيما تمسك الدجال من جانبه بأنه على حق ورفض تسليمهما أية أموال. لم تجد السيدتان سوى إبلاغ قسم شرطة المعادى، واصطحبتا معهما عددًا من ضحايا النصاب الصغير، الذى اتهمنه بالاحتيال عليهن عبر إيهامهن بقدرته على علاجهن من تأخر الإنجاب، واستولى من السيدات المتقدمات بالبلاغات على نحو 200 ألف جنيه. وعقب تقنين الإجراءات تم استدراج المتهم، بمعرفة المقدم محمد عاكف رئيس مباحث قسم المعادى، وضُبطه أثناء تواجده أمام محطة مترو المعادى، وبحوزته علبة بخور وشمع وكيس بداخله فحم وكمية من الأعشاب وهاتف محمول. وبمواجهة المتهم، أمام اللواء محمد قاسم مدير مباحث العاصمة اعترف بارتكابه الواقعة، فيما تعرفت السيدات المتقدمات بالبلاغ على المتهم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 17199 جنح المعادى، وإحالة اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة، إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.