-وكيل الصحة ل«أهل الضحية»: «مش هقفل المستشفى عشان أبوكم.. وده مش أول واحد يحصله كده» لا يزال مسلسل الإهمال الطبى مستمرًا سواء داخل المستشفيات الحكومية أو الخاصة، ويظل الضحية هو المريض الذى قد يفاجأ بإصابته ب«عاهة» أثناء دخوله المستشفى للعلاج من مرض ما، وهو ما حدث مع أحمد محمد زيد «55 سنة - مدير بأحد البنوك الحكومية» الذى دخل إلى أحد المستشفيات الخاصة بالزقازيق للعلاج من أورام الكبد إلا أنه فوجئ بإصابته ب«شلل» تام نتيجة حقنه ببنج موضعى بطريقة الخطأ. بداية الحكاية كما يرويها أحمد: كنت مريضًا بورم فى الكبد منذ عام 2013، وكنت أتعاطى علاجًا كيماويًا لتخفيف الآلام إلى أن شعرت بالتعب أكثر منذ شهرين، فذهبت إلى أحد الأطباء، وأفادنى بضرورة حقن الورم باستخدام المنظار، فتوجهت إلى أحد المستشفيات الخاصة بمدينة الزقازيق، وتم تحديد موعد الأشعة والفحوصات اللازمة لإجراء عملية الحقن لتخفيف معاناتى، وقام الأطباء المختصون بتجهيزى للعملية بعد الانتهاء من الفحوصات، لكننى فوجئت بتأجيل العملية بحجة تأخر الطبيب المختص، فانتابنى شعور بالخوف والقلق، خاصة بعد دخولى غرفة العمليات حيث فوجئت بقيام طبيب التخدير بحقنى ب«ببنج موضعى»، وأبلغنى الطبيب المعالج بأن العملية بسيطة ولن تستغرق سوى ساعة واحدة، فاطمئن قلبى، لكن بعد ذلك بدأت أشعر بارتفاع درجة حرارة الجزء الأسفل من جسمى، وحينما أبلغت الطبيب بذلك، قال لى: «دى حاجة بسيطة»، ثم قاموا بحقنى ب«مهدئ» لتخفيف توترى وشعورى بالألم، وحين أفقت من البنج شعرت بتوقف الجزء السفلى بداية من بطنى حتى أطراف قدمى، وحين صرخت للأطباء وقلت لهم « أنا مش حاسس برجلى أنا حاسس إنى اتشليت، فرد الطبيب قائلًا «ده قضاء الله وقدره وانت راجل مؤمن واحمد ربنا على كل شىء»، فثار أبنائى وأقاربى على الأطباء فور إصابتى بالشلل، لكن لم تتحرك إدارة المستشفى. محمد نجل الضحية قال: «حاولنا الاستنجاد بإدارة المستشفى لإنقاذ والدى إلا أننا صدمنا بحالة من اللامبالاة والإهمال من قبل مسئولى المستشفى، وحينما ثرنا عليهم اتهمونا ب«الهمجية والتضليل»، مما دفعنا إلى تحرير المحضر رقم 6329 إدارى قسم ثانٍ الزقازيق، اختصمنا فيه إدارة المستشفى والطبيبين اللذين أجرا العملية لوالدى. وبكى إسماعيل نجل الضحية خلال حديثه مع «الصباح»، قائلًا: والدى هو العائل الوحيد لأسرتنا، ولا نعلم ماذا سنفعل بعد إصابته بالشلل، مضيفًا: «والدى ضحية الإهمال الطبى، ولن نترك حقه، وسنقاضى إدارة المستشفى والأطباء اللذين أجرا العملية». أما محمد محمود نجل شقيقة الضحية، فأكد أنهم طرقوا أبواب جميع مسئولى الصحة بالمحافظة، لكن دون جدوى، بل الأغرب - بحسب كلامه-أن وكيل وزارة الصحة بالمحافظة حينما جاء إلى المستشفى للتحقيق فى الواقعة، فاجأهم برد صادم، قائلاً: «متحاولوش تعملوا حاجة تانى لانى عمرى ما هقفل المستشفى، لأن دى مش أول واحد يحصله كده وده قضاء الله وقدره». أسرة الضحية تناشد الرئيس السيسى، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، والدكتور عادل عدوى وزير الصحة، ضرورة فتح ملف الإهمال الطبى فى المستشفيات الحكومية والخاصة بعدما أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين- على حد قولهم.