لا تتوقف مأساة «محمود» عند حد تعرضه لإهمال طبى يمكن تفادى آثاره الجانبية، فجرعة المخدر الزائدة التى حُقن بها أثناء إجراء جراحة لاستئصال «الزائدة الدودية»، بمستشفى الزقازيق العام، أصابته بشلل رباعى وتدمير خلايا المخ، وباتت حالته الصحية «بلا أمل فى الشفاء»، ويُضاف إلى ذلك «التهديد بالسجن» الذى يطارد والده، نتيجة قروض حصل عليها لعلاج نجله، دون جدوى. الضجة التى أحدثتها معاناة «محمود» قبل 5 سنوات، توقفت عند حدود التعاطف اللحظى، وإعلان وزارة الصحة التحقيق فيها وتعهدها بعلاج الطفل على نفقتها، لكنها لم تفِ بوعدها، وظل الصبى البالغ من العمر 12 عاماً طريح الفراش، لا يقوى على الحركة حتى الآن. ليس إهمالاً طبياً فحسب، بل كذب وتدليس تعرض لهما «محمود» ووالده «أحمد» داخل المستشفى، فبعد إجراء الجراحة، أخبره الطبيب أن صغيره يعانى «حساسية البنج»، لكن مع سوء الحالة طلب الأب طاقم أطباء من خارج المستشفى على نفقته الخاصة، للكشف عن نجله، ويقول: «دكاترة الجامعة أكدوا أن اللى عند ابنى مش نتيجة حساسية بنج، ده شلل رباعى، وثقب فى القلب، وتدمير فى خلايا المخ، لأنه أخد بنج زيادة، ودخل فى غيبوبة، ودكاترة المستشفى خافوا من المسئولية، ابنى دخل عندهم سليم طلع على نقّالة، وعنده تبول لا إرادى، وفاقد الذاكرة، رحت ساعتها أعمل محضر، لقيت القسم ينصحنى أتصالح مع الدكتور». بعد عذاب السنوات الخمس، وتجاهُل المسئولين لحالة «محمود»، لم يعد هناك أمل لوالده سوى انتظار الموت لابنه، والسجن لنفسه، ويدعو ليل نهار أن يخلصه الله من حالة العجز التى تصيبه بسبب الحالة الصحية لنجله، وحقه الضائع.