-يمتلك وثائق سرية تفضح علاقة الرئيس الأمريكى بإخوان ليبيا -الوثيقة رقم ) 11 ( سرى للغاية تكشف تربيطات الإخوان والأمريكان لتصعيد مرسى للرئاسة فى 2012 نجحت جماعة الإخوان ومن خلال مركز دراسات الحوار بواشنطن، والذى أسسته الجماعة فى 1 يناير 2011، من الضغط على إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لاستمرار دعم الولاياتالمتحدة لتحركات جماعة الإخوان فى مصر. القيادى المنشق محمود الوردانى، أكد أن المركز أسس لخدمة أهداف التنظيم، وأن الجماعة لم تسع لإشهاره فى مصر حرصا على دوره، وأنه بعد أيام من قيام ثورة تونس انقلبت الموازين ليصعد الإخوان للسلطة، لتبدأ الجماعة فى فتح قنوات اتصال بينها وبين البيت الأبيض من خلال مسئول التواصل حينها محمد الإبيارى مستشار الأمن الوطنى الأمريكى وأحد مساعدى أوباما. الإبيارى الذى قاد الاتصالات هو صاحب فكرة تقنين أوضاع الإخوان عن طريق تأسيس حزب سياسى، علاوة على فكرته بإنشاء مركز دراسات لتبدو الجماعة أكثر ديمقراطية أمام العالم الغربى، وهو ما تم بالفعل، حيث افتتح المقر الرئيسى للمركز فى 1 يناير 2011، واتخذ من العاصمة الأمريكيةواشنطن مقرًا دائمًا له، وتم تعيين مجموعة من الباحثين المصريين والأجانب وبعض الأكاديميين للعمل به. المركز الذى يهدد الإدارة الأمريكية بما يمتلكه من مستندات ووثائق، سهل دخول مجموعة من الإخوان للعمل كباحثين فى الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية بفرعه فى أمريكا، ومع مرور الوقت وصعود نجم الإخوان كثرت اللقاءات بين قيادات التنظيم الدولى ومراقبى الجماعة بالأقطار العربية وبين مبعوثى الأممالمتحدة وسفرائها فى ليبيا ومصر والسودان ولبنان والبحرين وسوريا، وكان لكل لقاء تقرير يرفع إلى عضو مجلس الأمن الوطنى محمد الإبيارى، الذى يقوم بنسخ التقرير وإرساله مرة أخرى إلى مركز دراسات الحوار بواشنطن، حتى تطلع الجماعة على مجريات الأحداث وما تخطط لها الإدارة الأمريكية تجاه الإخوان». ويضيف الوردانى: «هدف المركز فى بداية نشأته كان مجرد القيام بعمل بروتوكولى يحلل الحوارات الإعلامية والصحفية، ويهتم بما تنشرة الصحافة الأمريكية والغربية عن تيار الإسلام السياسى وجماعة الإخوان، ومع الوقت وبمساعدة الإبيارى تحول من التحليلات الإعلامية إلى جهاز مخابرات إخوانى، يحصل على وثائق سرية من البيت الأبيض ويحلل محتواها ليتخذ التنظيم الدولى القرار فى ضوء تلك التحليلات». وثائق المركز وفى سياق متصل بالدور البارز الذى لعبه المركز كواجهة للإخوان بواشنطن، حصلت «الصباح» على نص التقارير السرية، والتى بدأت منتصف العام 2010 واستمرت إلى 2011، وجاء التكليف الأول من الرئيس الأمريكى شخصيا، حيث طلب إعادة تقييم لجماعات الإسلام السياسى كالإخوان وحزب العدالة والتنمية التركى، وكان أول التقارير بعنوان «دراسة توجيه رئاسية» وأسفر هذا التقرير عن تغيير جذرى وتحول الدعم التاريخى للأنظمة المستبدة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى دعم حركات الإسلام السياسى المعتدلة ومساندتها حتى تصل إلى الحكم.
وقد أكد تلك المعلومات القيادى السابق بتنظيم الإخوان مختار نوح، والذى أقر بالدور المخابراتى الذى يلعبة المركز ضد الإدارة الأمريكية لإحراجها وإجبارها على الاستمرار فى دعمه، وتابع المحامى مختار نوح قائلاً: «هناك آلاف الوثائق بحوزة المركز ضد أوباما وإدارته، ومن ضمنها وثيقة خاصة بالتعاون الأمريكى مع إخوان ليبيا، وكذلك اللقاء الذى جمع بين قيادى إخوانى ليبيى والسفير الأمريكى الراحل كريستوفر ستيفنز داخل مقر البعثة الأمريكية فى بنغازى فى يوليو 2012، علاوة على وثيقة أخرى تحدثت عن لقاء جمع بين وليام برنز الدبلوماسى الأمريكى، وبين محمد صوان القيادى الإخوانى الليبى بحزب العدالة والبناء لبحث إمكانية دعم ليبيا بكل الطرق، بشرط وضع الحزب خطة ترسم ملامح العلاقة بينهم وبين أمريكا وأوروبا».
وفى سياق الوثائق التى أفرجت عنها جماعة الإخوان لإحراج الإدارة الأمريكية، أكد السفير محمد العرابى، أن محاولات الإخوان اليائسة لا تصب إلا فى مصلحة الجمهوريين، أضف إلى ذلك أن الإخوان لا تمتلك فقط عيونا داخل البيت الأبيض وهم من يساندونهم، ولكن لديهم قاعدة عريضة متعاطفة معهم وتستخدمهم فى تنفيذ أجندات داخل المنطقة، كونهم الفصيل الوحيد المنظم القادر على تنفيذ ما يصب فى النهاية فى مصلحة الأمريكان، خاصة وأن الولاياتالمتحدة بات لها ثأر مع مصر كون ثورة 30 يونيو قد أفسدت كل مخططاتها.
وعلى الجانب الآخر، يحوز مركز دراسات الحوار بواشنطن مجموعة أخرى من الوثائق لم يعلن عنها حتى الآن، رصدت «الصباح» ملامحها من خلال مصدر أكد أن نائبى المرشد خيرت الشاطر ومحمود غزلان والدكتور سعد الكتاتنى سافروا إلى ليبيا، وحضروا لقاءً مطولاً مع رئيس حزب العدالة والبناء الليبى واجهة الإخوان هناك، وحضر اللقاء سفراء دولة إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا، للتعرف على خطط الجماعة هناك، حيث كان مقررا أن يعقد اللقاء بمقر مكتب الإرشاد بمصر، إلا أن العلاقة بين المجلس العسكرى وقتها وجماعة الإخوان لم تكن جيدة، ففضلوا أن يكون اللقاء بمدينة بنى غازى.
كما كشفت وثيقة حملت رقم 11 سرى للغاية، كواليس المؤتمر الذى تم تنظيمه منتصف عام 2012 تحت عنوان «الإسلاميون وتحدى السلطة»، الذى نظمته ابنة حسن البنا مؤسس الجماعة، وذكر التقرير اللقاء الذى دار بين مسئول أمريكى على هامش المؤتمر مع الشيخ عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة التونسية، والدكتور محمد طلابى من المغرب عضو المكتب التنفيذى لحركة التوحيد والإصلاح، والدكتور عصام العريان القيادى الإخوانى، والدكتور حلمى الجزار، وتناول التقرير تفاصيل مهمة تتعلق بالترتيبات النهائية للانتخابات الرئاسية التى فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، وسبل دعمه قبل وبعد الفوز، وآليات تنفيذ ذلك المخطط، فى مقابل أن يحصل الأمريكان على دعم الإخوان على قرار بتجنيس أهالى غزة بالجنسية المصرية وتسكينهم فى سيناء لحل الأزمة الفلسطينية.
حيث انتهى كاتب التقرير، بعبارات تأكيدية على موقف الإخوان الإيجابى، وتقبل الشعب المصرى لهم كفصيل سياسى بديل للأحزاب الكرتونية، وتقبلة أيضا لمرسى رئيساً بدلاً من الفريق أحمد شفيق مرشح النظام السابق.
ويستكمل المصدر قائلاً: «هناك وثيقة أخرى تحدثت عن حرص إدارتين أمريكيتين متعاقبتين على استمرار العلاقة الطيبة مع جماعة الإخوان؛ لسهولة السيطرة عليهم، واستخدامهم فى أعمال مخابراتية فهم مهندسون وأطباء وأفراد جيش ويمكن الاستعانة بهم فى جمع المعلومات، إلا أن نظام مبارك حال دون استغلالهم لفترات طويلة، حيث عقد معهم صفقات سياسية حتى لا يستعينوا بالأمريكان ضده.
كما ذكرت تلك الوثيقة التى كتبت بتاريخ 1 يناير 2009، علاقة مسئول بالسفارة الأمريكية بالدكتور عصام العريان، والتى مهدت لتوطيد علاقته بالسفارة بعد عام 2007 حينما طلب منه ذلك من قبل مكتب الإرشاد.
وبسؤال المصدر عن جدوى تلك الوثائق التى يستخدمها الإخوان ومركزهم بواشنطن، أجاب قائلاً: «فى الماضى وقت أن كان الإخوان فى السلطة لم يكن لهذه الوثائق أهمية، فالولاياتالمتحدة لا تتعامل مع أفراد أو جماعات بل تتعامل مع أنظمة، وحينها كانت إدارة أوباما ستخرج لتقول بإنها تعاونت مع الإخوان من أجل تحقيق استقرار المنطقة، أما الآن وبعد أن أثبتت التجارب مدى تطرف جماعة الإخوان وأعضائها، فلا يوجد نظام يتمنى أن تربطة أية علاقة لا من قريب أو من بعيد بالإخوان».