استطاعت الفنانة ياسمين عبدالعزيز بموهبتها وتلقائيتها وبساطتها ورقتها جذب انتباه المشاهدين منذ ظهورها على الشاشة لأول مرة منذ سنوات طويلة وحتى الآن، وهو الأمر الذى خلق لها قاعدة جماهيرية عريضة بين أطياف الجمهور المختلفة، وجعلها نجمة تتصدر شباك التذاكر لحظة طرح أى فيلم سينمائى لها، وبالتالى فأصبحت نجمة من طراز فريد بعد أن استطاعت أن تصل إلى عقول الصغار قبل الكبار من خلال سلسلة الأفلام التى قدمتها، منها «الدادة دودى»، «الآنسة مامى»، «الثلاثة يشتغلونها». وقد اقتصرت ياسمين على تقديم عمل سينمائى واحد كل عام، تستطيع من خلاله الحفاظ على نجوميتها، وتعزيز مكانتها كأبرز رموز البطولة النسائية فى مصر، وعلى غرار ذلك تم طرح فيلمها السينمائى الجديد«جوازة ميرى» خلال موسم عيد الفطر السينمائى الذى شهد طرح عدد آخر من الأفلام المتنوعة منها «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز وخالد الصاوى، «الحرب العالمية الثالثة» لشيكو وأحمد فهمى وهشام ماجد، «عنتر وبيسة» لأمينة ومحمد لطفى ،«صنع فى مصر» لأحمد حلمى. إلا أن رياح الإيرادات جاءت بما لا تشتهيه سفن ياسمين عبد العزيز، فتربع فيلم «الحرب العالمية الثالثة» على عرش الإيرادات ويليه الفيل الأزرق، بينما تذيل أحمد حلمى وياسمين عبدالعزيز قائمة الإيرادات هذا الموسم، بل ورفع منذ أيام فيلم «جوازة ميرى» من سينما طيبة بمدينة نصر ووضع بدلاً منه فيلم «الحرب العالمية الثالثة» وهو الأمر الذى جعل ياسمين ترفض عمل لقاءات صحفية أو إعلامية. لكن لماذا وصلت ياسمين عبدالعزيز إلى مرحلة عدم قدرتها على الحفاظ على ما وصلت إليه من نجاح؟ حملنا هذا السؤال إلى عدد من النقاد السينمائيين ، فكان رأيهم أن أول الأسباب هو أنها لم تقدم جديدًا فى هذا الفيلم، ولم «تشتغل» على نفسها لتقديم زاوية مختلفة تجذب الجمهور، كما أن السبب الثانى هو توقيت عرض الفيلم الذى لم يكن موفقًا مع نزوله وسط تلك الخلطة السينمائية الموفقة من الأفلام المتميزة، أيضا كون الفيلم مقتبسًا من فيلم «This Means War» جعل الجمهور لا يهتم كثير بمشاهدته وهو السبب الثالث. أيضا كان السبب الرابع ضمن أسباب عدم تحقيق الفيلم للنجاح المتوقع له ارتكانه على تيمة الأفلام الخفيفة الكوميدية و السطحية، وقد مل المشاهد من تلك النوعية، وكان الأولى بياسمين التنويع إلى فئة أخرى من الأعمال الهادفة، بتيمة مختلفة تعرض ياسمين عبدالعزيز الفنانة بشكل جديد تمامًا، بينما جاء السبب الخامس والأخير خاص بسيناريو الفيلم الذى جاء ركيكًا واعتمد على الارتجال فى أكثر من مشهد. لكن بالتأكيد لايوجد من يظل فى نجاح مستمر طوال تاريخه الفنى، والتعلم من الفشل يخلق النجاح الأكبر، وياسمين لا تحتاج سوى فقط لبعض الوقت للتفكير والعمل على نفسها خلال الفترة المقبلة من حيث اختيار أفكار ومواضيع جديدة وأدوار جديدة أيضًا عليها بإنتاج مميز وفريق عمل يرغب هو الآخر فى عمل شىء جديد للسينما المصرية ويبعد عن السطحية، كما أن تاريخها الفنى الذى يحتوى على العديد من الأعمال المهمة التى تعلق بها جمهورها فيها مثل «امرأة من زمن الحب»، «الرقص على سلالم متحركة»، وأفلام «الرهينة»، «قلب جرىء»، وغيرها من الأعمال التى تحتاج الى عمل دءوب للوصول لمستواها، لأن الوصول إلى القمة سهل لكن الحفاظ عليها صعب جدًا. يذكر أن فيلم «جوازة ميرى» يشارك ياسمين عبد العزيز بطولته كريم محمود عبدالعزيز وحسن الرداد، وهو من تأليف خالد جلال وإخراج وائل إحسان.