-شيخ سلفى يصرخ فى سوريا «نحن نحارب تحت راية السفيانى.. الذى سيفرون منه»! -الشيعة ادعوا أن صدام هو السفيانى والسُنة يقولون إنه «بشار» والإخوان يقولون «خروجنا من الحكم علامة على قرب ظهوره» فى الوقت الذى تضع مراكز الاستخبارات الغربية ومراكز الأبحاث التابعة لدوائر صنع القرار خططًا وآليات لاقتناص اللحظة الراهنة وتحقيق المزيد من تمزيق العالم العربى ونهب ثرواته بما يخدم سياسات هذه الدول لسنوات عديدة مقبلة، يرى قطاع كبير من دوائر الإسلام السياسى أن «الفتنة الراهنة» هى مقدمة لفتن أكبر ستنتهى حتما بانتصار الإسلام وتمزيق خصومه وعودة الخلافة الراشدة. ويرى هذا القطاع أن المساهمة - ربما - فى هذه الفتن إيذانًا بقرب الخلاص من طواغيت الأرض، ومن ثم فإن «داعش» و«الإخوان» و«جبهة النصرة» وغيرها من جماعات الدم مطالبة من وجهة النظر هذه بأن تتوغل أكثر فى هذه الفتنة وتحمل - معًا - «الرايات السود» من أجل نصرة الدين. وتحفل كتابات هذه الجماعات على مواقع التواصل الاجتماعى بما يجعل ما يفعله الغرب بنا معقولًا للغاية، إذ كيف يمكن تصور أن تعيش هذه العقول فى هذا العصر. و إذا كان الناس قد سمعوا بالتأكيد عشرات الفتاوى الغريبة والضالة المجافية للدين والمنطق من هذه الجماعات إلا أن غرائب التطرف لا تتوقف وأحدث هذه الغرائب الانتشار السريع والمدوى هذه الأيام لنجم جديد من نجوم التطرف والخبل العقلى.. وهى شخصية مستقاة من «التاريخ» يتردد الحديث عنها بإستفاضة وإجلال وترقب بإعتبار أن قرب ظهور هذه الشخصية بداية لإنتهاء الفتن وبداية العصر السعيد الذى ينتهى فيه العالم تماما! نتحدث عن «السفيانى» الذى من فرط الحديث عنه على مواقع التواصل الاجتماعى تتزايد شعبيته وتنهال الأسئلة على شيوخ الفتنة من أجل معرفة حقيقته وميعاد ظهوره وما الذى يمكن للمسلم أن يفعله فى حال أطل على العالم بوجهه الكريه. ووصل الاهتمام به إلى حد تدشين منتدى خاص على الإنترنت اسمه «منتدى الفتنة» يناقش فقط كل ما يتعلق بالسفيانى المرتقب. والسفيانى باختصار شخص سيظهر قبل ظهور «المهدى» الذى سيأخذ العالم من الظلمة إلى النور ويقطع دابر الكفر وأعداء الدين، وهو أكثر شخصية نالت اهتمامًا من باقى الشخصيات التى تسبق ظهور المهدى «فى جعبة جماعات الجهل والتخلف شخص آخر يدعى الشيصبان لا يزال الحديث عنه فى بداياته !». وعلى الرغم من أن هذه الشخصية يأتى ذكرها فى أحاديث الشيعة أكثر من أهل السُنة إلا أن المتطرفين من الإخوان وتابعيهم يركزون على أن ما يحدث لهم ليس «هزيمة سياسية» فى مصر ولا «انكشاف لمشروعهم» فى ليبيا ولا «تحجيم لشرورهم» فى تونس بل هو جزء من فتن نهاية الزمان. بدأ الحديث عن «السفيانى» على يد الشيعة بكثافة مع صدام حسين وقالوا عنه إنه هو السفيانى لأنه عادى «أهل البيت» وأجرى لهم مذابح متعددة، ذلك أن السفيانى بحسب الروايات الشيعية «منحدر من أصل أموى، وبالتحديد من أولاد أبو سفيان ويخرج من أرض الشام من أرض سميت فى الروايات «الوادى اليابس»، وتكون ملامحه كالتالى «رجل لا طويل ولا قصير ردىء الشكل قبيح المنظر، تبدو عليه علامات الوحشية والقسوة، وبوجهه أثر الجدرى ومن صفاته أيضا أن بإحدى عينيه خللا بحيث إن من يشاهده يحسبه أعور العينين، أما اسمه فهو عثمان بن عنبسه»، وغالت روايات الشيعة فى تأكيد أن صدام هو السفيانى حتى خرجت العديد من الكتابات والفتاوى تؤكد ذلك من بينها ما زعمه الشيعة بوجود نبوءة فى مدونات عن آل البيت تصف صدام حرفيًا، وهذه المدونة عمرها أكثر من ألف عام وتقول: «وفى عراق الشام رجل متجبر وسفيانى.. فى إحدى عينيه كسل قليل واسمه من الصدام وهو صدام لمن عارضه، الدنيا جمعت له فى كوت صغير دخلها، ولا خير فى السفيانى إلا بالإسلام وهو خير وشر». ولما تم إعدام صدام على يد الأمريكان اتضح صعوبة أن تنتهى حياة السفيانى بهذه الطريقة الدرامية، وتوارى الموضوع قليلًا قبل أن يعود بقوة مع أحداث الربيع العربى. «منتدى الفتنة» الذى تم تأسيسه كمركز أبحاث متخصص فى تتبع نشاط السفيانى وتحديد ميعاد ظهوره، منتدى يحرر موضوعاته عدد من المتطرفين من بلدان عربية متنوعة، وقد قدم وصفًا أدق لهذه الشخصية وقال «يكون فى بداية أمره مشغولًا فى حروب طاحنة لأجل السيطرة على الكور الخمس «دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسارية»، ويكون من بداية ظهوره إلى مدة شهر أو شهرين مشغولًا عن أتباع أهل البيت فيقتل فى سبيل الحكم خلقًا كثيرًا من غير الشيعة، ولكن ما أن يستقر حكمه حتى يتوجه إلى الشيعة بالإبادة والاستئصال حتى لا يكون له هم إلا قتل آل البيت، ويواصل المنتدى شرح حقيقة السفيانى بأنه «صاحب جيش الخسف الذى يخسف به بين مكة والمدينة ويحدث فتنة عظيمة فى الأمة». أى أن السفيانى سيظهر بالتزامن مع «المهدى» وسيذهب ليحاربه فى الحجاز لكن الأرض ستنخسف به، وتجددت محاولات الربط بين الأحداث السياسية وبين السفيانى لكن هذه المرة مع بشار الأسد ويقول أحد مشايخ المنتدى ردًا على سؤال مواطن عربى تافه «أعتقد أيها الإخوة أن فتنة الشام الحالية والتى بدأت فى سوريا ستتطور إلى حرب وإذا تدخلت فيها تركيا وأمريكا فهى إحدى علامات خروج السفيانى». ورد شيخ آخر يضع على صفحته علامة القاعدة «الرايات السود» على سؤال آخر قائلًا: «سيسقط بشار النصيرى خلال أيام إن شاء الله وسيحكم بعده السفيانى المتجبر، وسيكون هذا بداية ظهور المهدى عليه السلام». تطور الأمر والهوس لدى جمهور التطرف بالسفيانى خلال الأيام الماضية بعد أن تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر الشيخ السلفى عدنان العرعور يقول: «نتمنى أن نكون تحت راية الجيش السفيانى الذى سيفرون منه»، ورغم أن علماء الحديث الثقاة قالوا بوضوح «لا يصح فى ذكر السفيانى حديث مرفوع ولا موقوف» أى أن أى الشخصية المسماة بهذا الإسم ابتدعها الشيعة فى مرحلة معينة إلا أن صعود نجم السفيانى وترقبه والحديث عنه لم يتوقف مطلقًا بعد أن ركب الإخوان الموضوع وأقنعوا عددًا كبيرًا من أنصارهم بأن ما حدث لهم هو من علامات نهاية الزمان. هل شاهدتم تخلفًا وغيبوبة أكثر من هذا.. لا أظن وإن كنت متأكدًا أن وجود مثل هذه العقول كفيل بتدمير قارة وليس فقط عالمًا عظيمًا، وكان كبيرًا اسمه «العالم العربى» وقع فريسة للطغيان والجهل ولم يخرج منهما حتى الآن!