مقتل شاب يتسبب فى حصار قرية «حمرا دوم» بالكامل.. والداخلية خارج نطاق الخدمة على غرار أحداث أسوان التى وقعت بين عائلتى الهلالية والدبودية، والتى يعلم القريبون من المشهد أنها لم تنته رغم كل مظاهر الود والحب التى رأها الجميع أما الكاميرات بين كبار العائلتين، إلا أن الواقع يقول غير ذلك. الأمر نفسه تشهده محافظة قنا الآن، وتحديدًا بقرية (حمرا دوم ) التابعة لمركز نجع حمادى ، والتى شهدت عدة أحداث بداية من ارتكاب جرائم القتل، مرورًا بحصار بعض الأهالى، وانتهاء بنيران تحت الرماد تنتظر الوقت المناسب للعودة للسطح مرة أخرى. الصراع الحالى دائر بين عائلتى (الهنادوة ) من هوارة الصعيد، و( القنادلة ) من الفلاحين أو العرب كما يطلق عليهم ، كل هذا تحت مرأى ومسمع من جهات الأمن التى لم تتحرك لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها، حيث يشغلها الآن تجار الأسلحة وتجارة المخدرات فقط، التى رغم تعدد الحملات إلا أنها لا تزال تنتشر بشكل كبير داخل القرية، وتعتبر المصدر الأساسى لدخل قطاع عريض من الخارجين على القانون هناك.
وتعود أحداث الأزمة لشهر مارس الماضى، عندما قام شخص يدعى «نشأت عيضة» والمنتمى لعائلة الهنادوة، وأحد تجار السلاح والمخدرات هناك، بقتل «على محمد الطيب»، أحد أفراد عائلة القنادلة، بعد خلافات بينهما ثم فر هاربًا، إلى هنا يبدو الأمر وكأنه خلاف عادى يمكن أن يحدث فى أى وقت، ولكن ردود أفعال العائلتين هى التى فاقت التوقعات، فقد قررت عائلة القنادلة حصار القرية بالكامل، والقضاء على جميع أفراد الهنادوة، وبدأوا فى سبيل تحقيق ذلك، بمراقبة السيارات المترددة على القرية لاقتناص أفراد عائلة الهنادوة، وهو ما أثار غضب الهنادوة فقرروا مبادرة القنادلة بهجوم مباغت على المنطقة التى يقيمون فيها والمعروفة بنجع الشيخ نور الدين، إلا أن تدخل كبار القرية حال دون ذلك، فى حين ظلت ممارسات عائلة القنادلة كما هى، فالطريق ظل مراقبًا بشكل مستمر، فيما يقوم أفراد القنادلة باستيقاف السيارات وتفتيشها بحثًا عن المنتمين لعائلة الهنادوة.
أهالى القرية يؤكدون أنه فى حال أخذ القنادلة بالثأر، فإن الأمر سيتحول لمعركة بين الهوارة والفلاحين، حيث إن كلا الطرفين يتربص بالآخر منذ فترة.
يقول حجازى هنداوى، أحد شباب القرية والمنتمى لعائلة الهنادوة، أن بداية النزاع كانت مع رفض على الطيب مرور نشأت عيضة من الشارع القريب من منزله، حيث قام بالتعرض له والتطاول عليه، ووصل به الأمر لأن يحذره قائلاً له: « لو عديت من هنا تانى هضربك بالنار زى ما ابويا ضرب أبوك بالنار»، حيث إن والد الطيب كان قد قتل والد نشأت منذ أكثر من ثلاين عامًا، الأمر الذى دفع نشأت للثأر لكرامته والأخذ بثأر أبيه.
ويضيف حجازى، إن عائلة القنادلة قطعت الطريق على الهنادوة، وقام شخص يدعى سعد.م.ع وآخر يدعى رأفت. س. م، بإيواء مجموعة من المسجلين خطر والمحكوم عليهم بالإعدام فى منازلهم، طلبًا لمساعدتهم فى مراقبة الطريق باستمرار واصطياد المنتمين للهنادوة.
ويقول «م. ك» أحد أهالى القرية، إن قريتهم والقرى المحيطة بها تعيش فى حالة رعب مستمر، خوفًا من الاقتتال بين الهوارة والفلاحين، خاصة أن نشأت لا يزال هاربًا بعد أن أقام سرادق لتلقى العزاء فى والده، داعيا كبار القرية للحضور، وهو ما أثار غضب القنادلة، وأصبح شغلهم الشاغل الانتقام من الهنادوة، مشيرًا إلى أن بيوت الهنادوة أصبحت ترسانة أسلحة استعدادًا للمعركة الكبرى.
وفيما يخص التواجد الأمنى، تقول «ر. ش» إحدى فتيات القرية، أن وزارة الداخلية ليس لها وجود فى قريتهم، وأنها لا تهتم سوى بالسلاح والمخدرات، لافتة إلى أن حملات حملات الشرطة فشلت فى القضاء على ظاهرة تجارة السلاح والمخدرات، مضيفة بأن هناك نقطة شرطة داخل القرية، تم إحراقها أثناء الثورة على يد نشأت عيضة، وأن الأهالى لا يمكنهم مغادرة القرية خوفًا على حياتهم، فيما يرى الأهالى أن الاستعانة بالأمن «عار».
ويؤكد أحد شباب القرية، أن استمرار قطع القنادلة للطريق لن يمر مرور الكرام وأنهم مجبرون «أى شباب الهنادوة» على استخدام طرق بديلة للخروج والدخول إلى القرية.
من ناحية أخرى، حاولنا التواصل مع عائلة القنادلة ولكنهم رفضوا الادلاء بأى تصريحات صحفية أو التعامل مع أى جهة إعلامية.