- ظهورها فى حفل عيد الفن وتكريم الرئيس لها أزال الوحشة بينها وبين جمهورها.. وأجمل هدايا عيد ميلادها مكالمة سنوية من جيهان السادات -عبدالرحمن كتب لها سيناريو خاص بها.. ويسرى الفخرانى وضعها فى مسلسل مع يسرا -كادت تصبح أشطر مهندسة ديكور فى مصر قبل أن تقع فى غرام الفن - فكرت فى العودة للفن بمسلسل تاريخى وتعثر المشروع إنتاجياً هى كما قالوا عنها: «فاتن وبس» سيدة الشاشة العربية لأجيال سبقت وأجيال لحقت.. قل عنها ما شئت.. فى فنها: ذكاء.. شطارة.. تميز.. اختلاف.. وفى جمالها: هدوء.. رقة.. خفة.. وقار.. وفى حياتها: نظام.. رقى.. التزام.. احترام. لم تغير السنوات فيها شيئا.. هى كما هى.. ربما زادتها خبرة وصقلا متراكما.. وربما تركت آثارها جسدا وملامح.. لكن من داخلها لا زالت طفلة جميلة بريئة كما بدأت مشوارها وهى طفلة فى عمر ال8 سنوات، الرقم الذى زاد صفرا ليصبح الآن فى عمر ال80 سنة وفوقهما ثلاث سنوات، حيث تحتفل بعيد ميلادها قريبا فى 27 مايو. هى فرصة لنحتفل بها على طريقتنا وبشكل مختلف عن كل ما سبق وكتب عنها.. سنكون عن قرب من فاتن حمامة كإنسانة: زوجة وأم وصديقة وأشياء أخرى كثيرة عن حياتها وأسلوبها فى الحياة بعيدا عن الشهرة والأضواء. كانت فى حيرة من أمرها «تحضر ولا متحضرش» حفل «عيد الفن» وتكريم رئيس الجمهورية عدلى منصور لها بعد ضغوط وإلحاح ورجاء من حولها الجهة المنظمة للحفل. حسمت موقفها وقررت أن تذهب بنفسها هذه المرة، وهى التى تعتذر دوما عن حضور تلك المناسبات، لأنها اعتبرت هذه المرة مختلفة، وبالفعل ذهبت وظهرت بطلة بعد طول غياب عن الأنظار، سببت حالة وحشة بينها وبين محبيها.. بل بين عدد كبير من الفنانين أسعدهم كثيرا وجودها. لقد رأى الكثيرون أن عودة ظهور «الست فاتن» من جديد مؤشر لاحتمالية عودتها للبلاتوهات والوقوف أمام الكاميرات بعد غياب أكثر من عشر سنوات منذ تقديمها لدور «ابتسام البستانى» ضمن أحداث مسلسل وجه القمر سنة 2000. ورغم عشرات السيناريوهات السينمائة والتليفزيونية حتى الإذاعية التى عرضت عليها غبر هذه السنوات.. ورغم الحماس والحنين اللذين يأخذانها للعودة.. ورغم أنها تشعر بأن جمهورها «واحشها جدا»، قررت سيدة الشاشة العربية بشكل نهائى أن تعتزل -ولو بشكل غير معلن- الفن وأن تكتفى بما قدمت. نعم فاتن حمامة لن تمثل من جديد. 1 على التليفون.. جاءنى صوت الفنانة فاتن حمامة الذى لا تخطئه أذن.. وبعد أسئلة الود والمحبة أبديت لها استغرابى من عدم تقديمها لعمل جديد رغم أعمال كثيرة عرضت عليها لكنها فاجأتنى بالقول: «مش هشتغل تانى. كفاية كده» وأوضحت أنها تعمل منذ كانت فى سن الثامنة من عمرها وحاليا تكتفى بأن تعيش حياتها بهدوء وسكينة مع عائلتها التى تعتبر كل حياتها، وقبل أن أنهى المكالمة سألتها عن عيد ميلادها وطريقة الاحتفال به؟! فأكدت أنه يكون عائليا وعلى «القد»، مع تلقى مكالمات للتهنئة من أصدقائها والمقربين، ولعل المكالمة التى تسعدها كثيرا هى مكالمة السيدة جيهان السادات لها.. وبدورى أنهيت المكالمة بتهنئتها بعيد ميلادها مع تمنيات بدوام الصحة والعافية. لقد عرض على الست فاتن الكثير من الأعمال، أصحابها يرونها هى الأنسب للدور ولا أحد سواها.. وبالتالى «يا فاتن يا بلاش» هذا حقيقى وليس دعابة، مثلا الكاتب محفوظ عبدالرحمن منذ سنوات، وبالتحديد سنة 2008 عرض عليها كتابة عمل للإذاعة، لكنها رأت أن تقدم نفس الفكرة، ولكن بشكل سينمائى قائلة «أريد أن أمثل الفيلم ده قبل ما أموت» وبالفعل بدأ محفوظ فى كتابة القصة والسيناريو والحوار للفيلم ووضع له عنوانا هو «دولت الأناضولى» وأرسل لها الملخص فى شكل 3 ورقات، حيث تدور الأحداث حول سيدة ثرية تركها أبناؤها وهاجروا إلى الخارج.. بينما هى تعانى الوحدة فى عيشتها وكل أمنياتها أن تلتقى بهم ولو مرة واحدة وأن تجمعهم سويا صورة تذكارية، وفى يوم تعلن فى الصحف عن حاجتها لسائق خاص، وبالفعل يتقدم الكثيرون وتختار هى من بينهم أحد الشباب. وبمرور الوقت يحاول هذا الشاب التقرب من تلك السيدة ومعرفة مشاكلها محاولا إخراجها من تلك العزلة التى وضعت نفسها بها.. وبالفعل ينجح فى إخراجها من تلك الحالة واصطحابها إلى عدد من الأماكن تعيدها للحياة. قرأت فاتن الملخص وظلت فترة لم تبد فيها ردا سواء بالسلب أو الإيجاب.. وفجأة بعد سنوات أعلنتها لمحفوظ -بحكم صداقة وقرب- أنها لن تقوم بتنفيذ العمل «لا هو.. ولا غيره». فما كان منه إلا أن احترم رغبتها، وأعلن صراحة أن الدور لا يليق إلا بفاتن حمامة.. «وبناء عليه فإن العمل لن يرى النور أبدا». أيضا الكاتب الصحفى يسرى الفخرانى كان له سيناريو مسلسل بعنوان «ودارت الأيام»، مكون من 13 حلقة فقط.. تدور قصته حول ثلاث من الصحفيات بإحدى المؤسسات القومية الكبرى.. كل تمثل جيلها: القديم والوسط والجديد.. كانت فاتن مرشحة لدور صحفية الجيل القديم، ويسرا لدور صحفية الجيل الوسط، ومنة شلبى لدور صحفية الجيل الجديد، وضع الفخرانى تصوراته على ألا يتعدى عدد مجمل مشاهد فاتن 50 دقيقة فقط، وبدوره أرسل لها الملخص وانتظر الرد وجاء الاعتذار بلباقة وشياكة.. وبالتالى.. انتهى العمل قبل البدء فيه لأنه فى رأى الفخرانى «بدون فاتن.. فلن يكون هناك مشروع». كذلك الكاتب والسيناريست هانى فوزى.. الذى قدم لفاتن آخر أفلامها السينمائية سنة 1993 وهو فيلم «أرض الأحلام» أرسل لها ملخص سيناريو فيلم يكتبه.. وباعترافه أبدت موافقتها المبدئية على الفكرة، لكنها بعد فترة اعتذرت له، فتوقف عن استكمال الكتابة، لأن فى رأيه «لا يصلح الدور إلا لها»، وهكذا الحال بالنسبة لكثير من أعمال أخرى عرضت على فاتن، تأتيها بين الحين والآخر. إلا أنه من بين كل السيناريوهات لفت نظرها عملان تمنت فعلا أن تنفذهما، لكن الأمر هنا لم يكن بيدها، العملان أحدهما تليفزيونى والآخر سينمائى، المسلسل كان عبارة عن حلقات منفصلة متصلة عن تاريخ مصر.. بمعنى أن تقدم فى كل حلقة حكاية مختلفة من التاريخ الفرعونى والإسلامى وصولا إلى الحديث والمعاصر.. وفكرت أن يكتب حلقاته مجموعة من المؤرخين مثل الدكتور يونان لبيب رزق.. ومع حماسها الشديد للعمل فوجئت بالجهة الإنتاجية تصدمها «المشروع ده ما بيجبش فلوس» وتحول الحماس إلى إحباط، هذا عن المسلسل، أما الفيلم فكان عبارة عن رواية ترصد أحوال الفلسطينيين من النازحين والمهاجرين من عرب 48.. أرسلتها لها إحدى السيدات الفلسطينيات لكنها لم تترك ما يستدل به على عنوان أو شىء تستطيع الوصول إليها من خلاله.. وانتهى الموضوع. هذا عن التليفزيون والسينما، أما المفاجأة، فكانت بالنسبة للمسرح.. لقد تمنت فاتن أن تقدم عملا مسرحيا ولو لمرة واحدة، تمنت منذ سنوات أن تقدم شخصية «غادة الكاميليا» وهى إحدى روايات ألكسندر دوماس وسبق أن قدمتها للمسرح العالمى فنانات مثل: سارة برنارد وليليان جليش وأليانورا يديوس ومارجريت أنجلين.. أرادت تقديمها هى ولكن بشكل مختلف.. إلا أن المشروع توقف لأسباب غير معروفة. 2- فاتن حاليا تعيش حياتها بهدوء فى فيلتها بمنتجع «القطامية هايتس» لأنها تكره الزحام وبشدة، لقد هربت.. إذا جاز التعبير.. من زحام القاهرة «ودوشتها» وعلى حد قولها «مش ناقصة خوتة دماغ» وهى التى عاشت لسنوات فى الشقة رقم 18 من الدور الخامس من عمارة الليبون المطلة على نيل الزمالك بإيجار شهرى قيمته 39 جنيها و44 قرشا، وكان من أهم جيرانها رشدى أباظة وسامية جمال ومحرم فؤاد وشيريهان لكنها كانت قريبة جدا من الكاتب الصحفى على أمين وزوجته خيرية خيرى التى تعتبرها من أعز صديقاتها، فى نفس الوقت كانت تمتلك فاتن عمارة فى حى مصر الجديدة بنتها سنة 1957 وكان أمامها محطة أتوبيس لا زالت تحمل اسمها، رغم أنها باعتها وكانت دينا من أحد البنوك. فاتن لم تقم بزيارة بيتها القديم فى المنصورة منذ عشرات السنوات، وهو البيت الذى ولدت ونشأت فيه، وهو مكون من أربعة أدوار ثم أصبح دورا واحدا وأخيرا تم هدمه تماما.. وحينما تقرر تكريمها فى المنصورة اعتذرت عن الحضور وأرسلت صديقتها الفنانة سميرة عبدالعزيز نيابة عنها، فألقت كلمتها وتسلمت تكريمها. كانت كثيرة السفر، وفى البداية كانت تستأجر سنويا شاليه كل صيف بالعجمى حتى قررت فى بداية السبعينيات أن تشترى أرضا تبنى عليها شاليه وبالفعل حدث ذلك، لكنها منذ فترة لم تعد تذهب هناك والسبب كما أوضحته: «إسكندرية بقت عبارة عن أسوار وأسمنت»..فى حين أنها ذهبت مرة أو اثنتين إلى الساحل الشمالى ولم ترتح أيضا، فذهبت إلى الغردقة، وهناك نزلت فى قرية «مجاويش»، ثم أخيرا استقرت فى الجونة التى تذهب إليها باستمرار سواء فى أحد الشاليهات أو تستأجر غرفة فى واحد من أقدم وأصغر فنادقها.. وإن لم يكن فتسافر إلى العاصمة البريطانية لندن.. وتقيم فى شقة فى شارع أسلون القريب من محلات «هارديز» فى أرقى أحياء العاصمة للتمتع بالجو هناك.. ومنها لمتابعة الحالة الصحية لها عند أطبائها حيث سبق لها أن قامت بالتأمين على صحتها هناك.. أيضا تذهب إلى باريس وتقيم بشقة إيجار فى شارع هيجوا القريب من بولونيا. 3- تستغل فاتن أيامها هذه وتقضيها كما يحلو لها، فهى تخلد للنوم مبكرا لأنه فى رأيها ينعكس ذلك على ملامح وجهها ونبرات صوتها.. فى الصباح على الساعة 10 أو 11 تبدأ فى استقبال المكالمات الهاتفية والتى تسمح بها حتى الساعة الثامنة مساء.. بعد ذلك استحالة أن ترد على أى تليفون.. تبدأ يومها بشرب القهوة «باردة» بملعقة إلا ربع سكر فى تمام الساعة 12 ظهرا لأنها كما تقول «بتدينى طاقة» ثم تقرأ مانشتات الصحف، فى المساء وقبل النوم تقرأ أهم الأعمدة، حريصة فى أكلها على كل ما هو صحى، فى البداية كانت تأكل اللحم والخضراوات بدون أرز أو مكرونة، كى تحافظ على وزن جسمها ذى ال55 كيلوجراما. تتابع أغلب برامج «التوك شو» التى تذاع مساء على الفضائيات لكن أكثر ما يجذبها على الشاشات أفلام نجيب الريحانى وأغانى ليلى مراد.. وقتها تكون فى قمة سعادتها بخلاف ذلك تدير مؤشر الراديو فى اتجاه إذاعة «الشرق الأوسط» تحديدا، فهى ترى أن البرامج فيها سريعة وخفيفة «زى بره» فى لندن.. طول ما أنت ماشى بالعربية وفاتح الراديو برامج مسلية لمدة دقيقتين أو ثلاث على الأكثر.. أما عن رياضتها المفضلة فهى الفروسية والكروكييه والتنس، وإن توقفت قليلا عن ممارستهم وأصبحت الآن تمارس رياضة المشى بجانب أنها محترفة «صيد»، وترى أن الملل دائما يدفعها إلى الصيد فى الغردقة، وفى رأيها «مش المهم السنارة تصطاد المهم الجو».. أيضا تهوى تربية الكلاب لذكائها الشديد. المفاجأة أن هوايتها المحببة لها على الإطلاق هى تصميم وترتيب ديكورات بيتها بنفسها، ربما لا يعرف الكثيرون أن أمنية فاتن كانت أن تصبح مهندسة ديكور تختار اللون الأبيض والأصفر الكنارى ليكون الغالب على ألوان جدران بيتها، فى حين تحب الكراسى التى تجلس عليها «واطية» أسيوطى.. أما الأباجورات فتكون على شكل قدرة، والنجف أشبه بقناديل زيت صغيرة كانوا يخزنون فيها الزيت.. أما الزرع فتضعه فى «الزير» وليس «أسريات» عادية، والسبب أنه كله مسام فتضمن أن الزرع لا يتعطن.
من أجل ذلك تستحوذ مجلات الديكور على كثير من وقت فاتن حاليا، وهى تؤكد أنها كانت ستكون مهندسة ديكور شاطرة جدا لأنها تتابع كل ما هو جديد فى هذا المجال، حتى إنها من الممكن أن تظل بالأيام تشغل تفكيرها بكيفية توضيب ركن معين من أركان بيتها بالشكل المناسب.