السينما الفلسطينية تسرق الكاميرا وتحصد الجوائز! · «زنديق».. فيلم نشعر فيه بهمس الكفاح الفلسطيني.. وينتهي بحفل نساء يشارك فيه ناظر يهودي يؤمن بالتعايش لاشك أن السينما الفلسطينية في هذه الدورة في المهرجان كانت هي العنوان المميز.. محمود درويش الشاعر الفلسطيني الكبير له فيلمان تسجيليان عن حياته كما قال الشاعر «وأغاني تضرب الجدران» ثم «غزة مباشر». كما أقيمت ندوة رئيسية عنوانها الجسر الثقافي، حيث سبقها الفيلم التسجيلي «بدرس» عن تلك القرية التي واجهت إسرائيل واجبرتها علي أن تغير مسار بناء الجدار العازل وداخل التسابق علي الأفلام الروائية العربية عرض فيلمان «زنديق» لميشيل خليفي و«أمريكا» لشرين دعبس والذي سبق وأن عرض في مهرجان كان في قسم أسبوعي المخرجين ثم عرض بعد ذلك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كان من الواضح أن لجنة التحكيم التي رأسها الفنان يحيي الفخراني لم تجد أي صعوبة في أن تمنح الجوائز لفيلم «أمريكا» من بين 11 فيلما عربيا حصل الفيلم ولأول مرة في تاريخ هذه المسابقة العربية علي جائزتين جائزة السيناريو وجائزة أفضل فيلم وتصل قيمة الجائزتين إلي 35 ألف دولار.. رغم أن هذه المسابقة تنافس فيها عدد لا بأس به من الأفلام الهامة التي مثلت 9 دول عربية ولكن كان للفيلم الفلسطيني كل هذا الاجماع أتصور أن هذا ما سوف يحدث أيضا في مهرجان دبي. نشعر في هذا الفيلم بهمس الكفاح والنضال والمقاومة وليس مظاهرها ولا حتي صوتها.. امرأة مكافحة هي العنوان الذي استندت إليه المخرجة من خلال الممثلة الفلسطينية «نسرين فاعور». حلم الهجرة إلي أمريكا يدفع الشعوب الفقيرة للاستسلام لهذا الوهم الجميل حيث يصبح الأمل في الثراء هو الصورة الثابتة التي لاتتغير مهما أثبت الواقع أن الأحلام تتبدل إلي كوابيس.. وعندما نتحدث عن شعب بلا وطن فإن طريق الهجرة إلي أمريكا يتحول إلي وطن.. لأن الغني في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة كما قال علي بن أبي طالب ودائما لايفارق المغترب خاصة في البداية الإحساس بأنه يستطيع أن يقفز فوق قدراته المحدودة وأن يصبح ثريا بين يوم وليلة حتي ولو لم تكن لديه أي إمكانيات!! المخرجة «شرين دعبس» ذات الأصل الفلسطيني بفيلمها أمريكا تقدم تفاصيل الحياة القاسية لعائلة فلسطينية تعيش داخل أراض تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.. أنها أم مطلقة تؤدي دورها «نسرين فاعور» وهي موظفة بأحد البنوك لديها سيارة صغيرة تعيش مع ابنها.. يقدمها لنا الفيلم وهي تعاني آلام العيش منفردة علي المستويين الاقتصادي والنفسي.. كما نري التعنت الإسرائيلي عندما يجبر جنود الاحتلال ابنها علي أن يقف أمامهم عاريا وهم يفتشونه عبر الحدود منذ البداية وهي تسعي للهجرة للهروب من تلك المعاناة اليومية ولكنها تبدو وكأنها تستجير بالرمضاء من السعير.. تهاجر إلي أمريكا لتلحق بشقيقتها التي تؤدي دورها الممثلة الفلسطينية الشهيرة «هيام عباس» ومنذ الوصول إلي المطار ولا أحد يعترف في أمريكا بالهوية الفلسطينية لايعتقدون أنها دولة ذات سيادة تصادر علبة البسكويت التي تخبئ بداخلها تحويشة العمر من الدولارات القليلة التي جمعتها طوال حياتها.. عندما يكتشفون أنهم عرب يعاملونهم كمتهمين ومتطرفين وتلك النظرة يبدو أن «شيرين دعبس» كاتبة ومخرجة الفيلم أمسكت بها لأنها عايشتها من خلال هجرتها الواقعية إلي أمريكا.. أول عائق يواجهها هو اللغة فهي غير قادرة علي التواصل بالإنجليزية فلا تملك إلا مفردات قليلة.. العائق الثاني أن التحويشة التي جاءت بها إلي أمريكا بتلك الدولارات القليلة تضيع منها في المطار وكأن المخرجة تريد أن تضعنا مع البطلة في هذا المأزق، ولكنها تخرج منه كعادتها بابتسامة تؤكد علي معني واحد وهو أن البطلة تريد بالفعل مواصلة الحياة مهما بلغت قسوة الحياة .. الفيلم يقدم علاقة الفلسطينيين من مختلف الأجيال والثقافات لأن بنات شقيقتها اللاتي يقمن في أمريكا اندمجن مع المجتمع بينما ابن بطلة الفيلم «نسرين فاعور» كان دائم الشجار مع اطفال المدرسة الذين يسخرون منه ويصفونه بأنه «بن لادن» مما يؤدي بالطبع إلي تناحر وشجار لايهدأ بين الطفل وزملائه.. لم يكن اختيار الأسرة الفلسطينية بأنها تدين بالمسيحية عبثا في الفيلم لأن المخرجة أرادت أن تقول في حوار مباشر أنهم في فلسطين كانوا يعيشون بمشاعر الأقلية بين أغلبية مسلمة.. كما أنها أرادت أيضا أن تقدم علي الجانب الآخر ناظر المدرسة التي يدرس بها ابنها- يهودي الديانة من بولندا- فهو يشعر أيضا أنه من الأقلية التي هاجرت إلي أمريكا.. تتجاوز المخرجة الأديان لتصل إلي عمق الرسالة التي تبناها الفيلم وهي أن التعايش ممكن للناظر اليهودي- وهو ليس إسرائيليا- ولكن ديانته فقط يهودي وهذا بالطبع مقصود.. يقف بجوار ابنها ويخرجه من السجن ويتعهد أمام الضباط بمسئوليته عنه وأكد أن الشجار الذي حدث بين الطفل والطلبة في المدرسة لم يكن لخطأ يتحمله فقط الطفل.. من الملامح التي تقدمها المخرجة بخفة ظل اضطرار البطلة للعمل كعاملة نظافة في أحد المحلات الملاصقة لبنك ولأنها بمفهومها الشرقي تعتقد أن هذه المهنة تهينها أمام شقيقتها فإنها تخدعها كل مرة وكأنها تذهب للبنك الملاحق للمطعم وبعد أن تدخل من الباب وتغادر شقتقتها المكان بعد أن توصلها تذهب هي مسرعة إلي المطعم.. وينتهي الفيلم بأن الجميع يذهبون إلي مطعم عربي ومعهم الناظر اليهودي الذي أصبح صديقا ويرقصون علي أنغام شرقية.. المخرجة لا تقول أيا من هذه الأفكار بأي قدر من المباشرة لا علي مستوي الدراما أو الصورة أو أداء الممثلين وتترك دائما للمتلقي أن يكمل هو المشهد وأن يضيف الإحساس.. كانت أيضا المخرجة «شيرين دعبس» حريصة علي أن يظل الخط التليفوني علي تواصل بالأراضي الفلسطينية، حيث تعيش أم البطلة لينتقل إلي ملعب الأحداث الرئيسية في أمريكا.. الحنين للعودة للوطن دائما يعيش داخلهم ولهذا فإن كل تفاصيل الحياة حتي العادي منها والمعتاد يصبح بالنسبة لها هو أوكسجين الحياة من خلال تلك الحكايات تتنفس بروح الوطن.. هم يهاجرون نعم إلا أن في داخلهم رغبة عارمة لكي يعودوا..ورغم ذلك فلا مفر أمامهم سوي التعايش والتحايل من أجل البقاءحتي لو مات في داخلهم حلم الثراء الكاذب.. أدت بطلة الفيلم «نسرين فاعور» دورها بخفة ظل وتلقائية في تعايش والتصاق بالشخصية، ومن العناصر المميزة بالفيلم موسيقي «كريم رستم» ومونتاج «كيث ريمار».. استطاعت المخرجة شيرين دعبس أن تضبط إيقاع الفيلم، وكانت تعتمد في أغلب لقطاتها علي حركة الكاميرا في توصيل التعبير.. الفيلم عرض في قسم «أسبوعي المخرجين» بمهرجان كان الأخيروتنافست المخرجة علي جائزة الكاميرا دور - الكاميرا الذهبية- كأفضل عمل أول، ولم تحصل عليها لكنها أخذت جائزة النقاد العالميين «الفيبرسي» للعمل الأول.. وبعيدا عن كل ذلك فإننا بصدد فيلم يحمل الروح الفلسطينية شاركت دولة عربية في إنتاجه وهي الكويت وتناول قضية عربية بنعومة وهدوء وقدمته وكتبته مخرجة عربية فلسطينية الجذور «شيرين دعبس» استحق عن جدارة جائزة افضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة.. يحمل الفيلم نفسا إبداعيا متفردا يؤكد أن الوطن يسكن الفلسطينيين حتي لو سكنوا أمريكا. لقد تشككت بعض الكتابات في هوية انتاج الفيلم علي اعتبار أنه ليس عربيا فكيف يشارك في المهرجانات والمسابقات ذات التوجه العربي ثم يحصل أيضا علي جوائز لأن جنسية الفيلم تستند إلي جهة الانتاج ونسي أو تناسي هؤلاء أن الكويت وهي بالتأكيد دولة عربية تشارك في انتاج الفيلم فهو ينطبق عليه التعريف العلمي باعتباره فيلما عربيا ليس فقط في اللهجة والتعبير والقضية ولكن أيضا بالأنتاج!! أكثر من تظاهرة حرصت عليها ردارة مهرجان دبي ومن بينها تظاهرة للسينما الفرنسية.. العديد من الأفلام الهامة عرضت في هذه الدورة من المهرجان ولكني اختار لكم واحدا منها لأنه من المنتظر أن يعرض أيضا تجاربا بالقاهرة في مطلع العام الجديد وهو من الافلام النادرة غير الأمريكية التي تعرض للجمهور دافع التذكرة. ******** أشواك «القنفذ» تقتل وتحضن! · البوابة «بلاسكو» لاتري في نفسها سوي عجوز قبيحة ولا تعلم بأي شيء خارج غرفتها هل الإنسان قنفذ له أشواك تمنع الآخرين من الاقتراب.. القنفذ حيوان كسول كما يبدو من الخارجا بعض البشر بالفعل كذلك يضعون دائما حائلا بينهم وبين الناس وكأنهم يرفعون لافتة مكتوبا عليها ممنوع الاقتراب، إلا أن هذا لايعني أنهم بالفعل يرفضون الآخر.. بطلة الفيلم الفرنسي «القنفذ» الذي أخرجته مني عشاش والحاصل علي العديد من جوائز مهرجان القاهرة، جائزة النقاد العالميين الفيبرسي، جائزة الهرم الفضي، جائزة أحسن إخراج ولو كانت لوائح المهرجان تتيح له جوائز أخري لكانت بالتأكيد من نصيبه، لأن الحد الأقصي طبقا للائحة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لا يسمح بأكثر من جائزتين لنفس الفيلم.. بطلة الفيلم «بالوما» طفلة في الحادية عشرة من عمرها أدت دورها «جارانس لو جوليومييك » تقرر الانتحار يوم عيد ميلادها الثاني عشر الذي يحل بعد 156 يوما ولكنها تمسك بكاميرا تريد أن تسجل كل اللحظات التي تمر في حياتها.. التصوير هو فن تثبيت الحياة وتوثيقها، كان هذا هو هدفها وفي نفس التوقيت تضع الخطة للتنفيذ وهي أن تحصل كل يوم علي حبة من تلك المهدئات التي تتعاطاها والدتها وأن تأخذ في نهاية الفترة المحددة وقبل عيد الميلاد الجرعة كاملة وهكذا تغادر الحياة بإرادتها.. الموت أحد الأسئلة التي تراودنا في كل سنوات عمرنا ونحن أطفال يبدو سؤالا ملحا.. نستهين عادة بالموت ولا نخشاه لا يرعبنا حدوثه لكننا دائما نريد أن نتعرف عليه ولهذا يقدم السيناريو مشهدا مبكرا يموت أحد الجيران في بداية الفيلم وتريد أن تتعرف علي مشاعر الميت، وتعتقد أنها مجرد إغفاءة فتغفو مع نفسها وتلعب دور الميت.. «بالوما» مثل «القنفذ» طفلة قليلة الكلام تميل للتخفي خلف صمتها الدائم بتلك الكاميرا التي تبدو فيها وكأنها تتجسس علي حياة الناس والحقيقة أنها تريد أن تمسك بالحقيقة ولهذا نراها وهي تضع أحيانا كأسا فارغة وتصور بالكاميرا ثم تضع في الكأس ماء ومن خلال تغير المنظور الذي تشاهده لأن أي مؤثر خارجي يلعب دوره في تغيير ملامح الصورة هذا بالطبع ما تؤكده العلوم الطبيعية ولكن أيضا كل شئ يتغير عندما تضيف إليه إطاراخارجيا.. المخرجة ذات الأصول العربية «مني عشاش» تستهويها الحياة والموت والإطار الخارجي وهكذا تدخل إلي أصول اللعبة شخصيتين البوابة التي أدته «جوسينا بلاسكو» والياباني الذي أدي دوره «توجو أجاوا».. الياباني هو الذي يلتقط الطفلة عندما يعرف أنها كانت تتعلم اليابانية ويبدأ في تصحيح بعض كلمات لها، وفي نفس الوقت يحرص علي أن يصنع معها جسرا من التواصل وهي القليلة الكلام تبدو في حالة توافق معه ربما جنسيته المختلفة عنها تصنع لديها تلك الحالة من الرغبة في المعرفة.. أبطال الفيلم يقطنون في عمارة تجمع عددا من أفراد الطبقة الغنية.. الطفلة «بالوما» أبوها وزير.. أمها وتتعاطي حبوبا مضادة لهذه الحالة ونري أيضا والدها الذي يخشي أن يفقد منصبه الوزاري في أي لحظة.. الشخصية المحورية هي البوابة التي أدت دورها «جوسينا بلاسكو» لاتري هذه السيدة التي ترملت قبل 10 سنوات في نفسها سوي أنها قبيحة وعجوز وقصيرة وسمينة وفي نفس الوقت لا تحلم بأي شئ خارج نطاق تلك الغرفة.. تتفتح حياتها قليلا من خلال هذا الغريب الياباني.. هو يري فيها ما لا تستطيع هي أن تراه في نفسها ولهذا يوجه لها دعوة يوم عيد ميلاده فهو لايطيق الوحدة وتشاهد كيف أن الياباني يحيل شقته إلي وطن صغير. مرة أخري بحضور الطفلة التي تصور البوابة وتبدأ بينهماحالة من الاكتشاف حتي أننا نري كيف أن هذه السيدة تحتاج إلي حضن الطفل وتشعر الطفلة بأنها من الممكن أن تعطي وتمنح مشاعرها تجاه هذه البوابة وكأنها تمنحها رحيق الحياة تجعلها تتمني أن تصبح مثلها تقول لأبويها أنها عندما تكبر تتمني أن تختار أن تصبح بوابة في حين أنها أرادت الإنسان الذي عليه هذه المرأة وليست مهنتها.. يطلب الياباني من البوابة الخروج معه تتردد وترفض تم تترك له رسالة بأنها توافق وتستعد لهذا اليوم وتخرج معه وتلتقي بوالدة «بالوما» لا تعرفها ويقول لها «توجو ايجاوا» لم تعرفك لأنها لأول مرة تراك.. نعم تغيرت عندما بدأت تعيش الحياة وتخرج للشارع تحاول إنقاذ سكيرا من الموت فهو يقف مخمورا في عرض الشارع وأثناء محاولة إنقاذه تلقي هي حتفها. ******* فاتن حمامة وقصة 4 دقائق في دبي سيدة الشاشة لن تظهر أمام الكاميرا أبداً لأول مرة في تاريخ المهرجانات يتم تكريم الفنان في منزله بدلا من الحضور للمهرجان.. وهكذا قررت إدارة مهرجان «دبي» أن يذهب رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة إلي فاتن حمامة في منزلها لمنحها درع التكريم.. المعروف أن فاتن تعتذر دائما عن عدم حضور حفلات التكريم لكنها قالت أنها حبا لدبي وأبوظبي والإمارات وكل دول الخليج تعتز بهذا التكريم بل إنها أيضا وهذا يحدث لأول مرة منذ أعوام توافق أن تسجل أربع دقائق يتم عرضها في افتتاح المهرجان علي أن يشرف علي التصوير «د. رمسيس مرزوق» فاتن اعتبرت أن هذه الدقائق الاستثناء الوحيد الذي وافقت عليه فهي ترفض التصوير أمام الكاميرا مهما كانت المغريات الأدبية والمادية .. لا أذيع لكم سرا إذا قلت أن «فاتن» لن تعود للوقوف أمام الكاميرا هي لم تعتزل رسميا التمثيل السينمائي ولا التليفزيوني ولكن كل الدلائل تؤكد ذلك.. آخر تواجد لها أمام كاميرات التليفزيون في مسلسل «وجه القمر» إخراج «عادل الأعصر» وكان أيضا مدير التصوير هو «رمسيس مرزوق» وذلك قبل أكثر من 9سنوات وآخر فيلم« أرض الأحلام» داود عبدالسيد قبل نحو 16 عاما ولا تنتظر «فاتن» العودة مرة أخري رغم كل الإغراءات المادية والأدبية.. أنا أعرف أن «فاتن تتلقي حتي الآن عشرات من الأعمال الفنية لكنها ترفضها تباعا. فلا يزال اسم «فاتن» له جاذبية وسعر غال عند منتجي وموزعي الأفلام والمسلسلات لكن كل الدلائل تؤكد أن العودة الوحيدة الممكنة هي أمام الميكروفون.. إن آخر مرة استمعنا فيها إلي صوت «فاتن حمامة» كانت في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال قبل عامين. كان من المفروض أن تأتي «فاتن حمامة» لحضور تكريمها باعتبارها أشهر طفلة عرفتها الشاشة العربية منذ أول ظهور لها في فيلم «يوم سعيد» أمام «محمد عبدالوهاب» عام 1940 ولكن «فاتن» قالت أنها سوف تكتفي بإلقاء كلمة تقدم من خلالها عددا من الفنانين الذين بدءوا اطفالا كنوع من التحية لهم واعتذرت عن عدم المجئ في عيد ميلادها الأخير في شهر مايو حاول أكثر من برنامج تليفزيوني التسجيل معها ورفضت حتي البرامج الإذاعية اعتذرت عنها ورغم ذلك فإنها لم تغلق الباب تماما أمام ميكروفون الإذاعة علي شرط أن تقتنع بالعمل الدرامي الذي تتحمس له. قبل عامين عرض عليها د. رفيق الصبان مسلسلا لكي تلعب بطولته لإذاعة الشرق الأوسط المصرية قال لها سوف أرسل لك السيناريو قالت له قبل أن تكلف نفسك بذلك قل في كلمتين الفكرة والشخصية التي امثلها أجابها امرأة تنجب طفلا في المستشفي ويتم استبداله بآخر.. قالت له «فاتن حمامة» هل أنا الآن من الممكن أن أنجب طفلا؟ قال لها نحن أمام الميكروفون ولا نصور مشهدا سينمائيا اجابته قائلة الناس تعرف «فاتن حمامة» وتدرك تماما عمرها وبأنني لا يمكن أن أنجب الآن إلا بمعجزة ولسنا الآن في زمن المعجزات يا«د. رفيق» واعتذرت عن الدور وأعطت درسا لكل الأجيال.. والغريب أن نجمة أخري من جيل «فاتن» وافقت علي أداء نفس هذا الدور بدون حتي أن تتأكد إذا كان هناك معجزة تجعلها تنجب أم لا!! هل تفتح تلك الدقائق شهية فاتن حمامة للتصوير مجددا سواء في أعمال درامية أو أفلام؟ أقول لكم مع الأسف لا.. فلقد كانت تلك الدقائق المصورة هي الاستثناء غير القابل للاستثناء!!