بعد صدمة الخروج السريع من الحكم فى 3 يوليو العام الماضى، قفزت فكرة التنظيم النسائى فى رأس جماعة «الإخوان» من نصيحة «دريد بن الصمة» أحد دهاة العرب فى الجاهلية الذى قاتل المسلمين حتى قُتِلَ فى غزوة حنين، وقبل مقتله نصح «قريش» بأن يجعلوا النساء فى المعارك مع المسلمين فى المقدمة، وقد نفذ الإخوان هذه «الوصية الجاهلية» فى كل مشاهد الاحتجاج التى أعقبت سقوطهم من سدة الحكم فى محاولة ل«غزو» مصر. وحركة «نساء ضد الانقلاب» هى إحدى الحملات النسائية الإخوانية التى ذاع صيتها، منذ دعت النساء للتظاهر و«النزول السلمى إلى الشوارع» منذ بداية اعتصام «رابعة العدوية» الذى فضه الأمن 14 أغسطس العام الماضى، وحتى الآن، ونشرت عبر صفحتها على موقع التواصل «فيسبوك» البيان الخاص بما يسمى «تحالف دعم الشرعية» الإخوانى بشأن الأحداث الأخيرة، داعية إلى إطلاق ما سمته «الموجة الثورية الثانية»، تحت شعار «الشارع لنا.. معا للخلاص». ووجهت «نساء ضد الانقلاب» التحية إلى «أسر الشهداء والمعتقلين والمصابين والثوار والثائرات الصامدين والصامدات فى الميادين والسجون والجامعات، والغاضبين فى كل أرجاء الوطن المفدى»، وبدأت الحركة بدعوة «شباب ضد الانقلاب» للقيام بموجة ثورية ثانية لمدة 11 يومًا متتابعة بداية من 19 مارس الجارى تحت شعار «الشارع لنا.. معًا للخلاص»، برؤية منطلقة من شعار التحالف الثورى «ثورة واحدة دم واحد قاتل واحد»، وأعلنوا عبر صفحتهم الخاصة على موقع التواصل «فيسبوك» أنهم يؤيدون ما وصل إليه التحالف كالتالى: «لقد تم دراسة الملاحظات الثورية العديدة على الموجة الثورية الأولى التى دشنت فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، ووعى الإيجابيات والسلبيات، ويدشن التحالف هذه الموجة فى ضوء دراسة ميدانية تستجيب للملاحظات وتتقدم بالثورة، وأضافوا أنه فى 19 مارس 2011، كانت الدعوة الأولى للاستفتاء الشعبى التى خطفها المجلس العسكرى السابق، وأفسد بها مسار الثورة المجيدة، ومزق صفها، واستولى على نتائجها التى أعلنت فى 30 مارس 2011 . ويسعى التحالف الوطنى فى عام 2014 لجعل هذه الفترة إحدى المحطات الإيجابية البارزة فى صناعة وتهيئة مناخ الحسم والتمهيد لاستكمال الثورة بوحدة صف ثورى وتجرد وطنى، كذلك استكمال تطبيق الرؤية الثورية التى أصدرها التحالف الوطنى فى 23 يناير 2014، استنادًا للرؤية الاستراتيجية وأهدافها جمعاء والتطورات الميدانية المتلاحقة والتأكيد على مطالب القصاص واسترداد الثورة وتمكين الشرعية الدستورية وتفعيل المسار الديمقراطى بما يحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وأضافوا أن التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب يرصد أزمة الانقلابيين العميقة، ليدعو كل الغاضبين فى مصر إلى الاستنفار والاستعداد، وإعداد الأرض للثورة بإبداع وإنهاك الباطل، بما يسعد الشهداء ويكسر قيد المعتقلين وينصف المظلومين ويجبر كسر المستضعفين والمتضررين والفقراء.
وقد تقدمت الحركة بالتهديد والوعيد والتحريض لنساء مصر بأكملهن تحرضهن على مقاومة ما أطلقوا عليه انقلاب قائلين فى رسالة واضحة للحركة: «فى هذه الأوقات: ميادين الثورة منازلكن، وإسقاط عديمى الرجولة هدفكن، وإعادة الحقوق لأصحابها دربكن، وأنتن أيقونة الثورة وتاج عفتها وشرفها الذى لن يطاله دنس الانقلاب مهما حاولوا، وأن القصاص لقريب».
كذلك نددت حركة «نساء ضد الانقلاب» بمنع السلطة الحالية 58 ناشطة أبرزهن المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد» و«مايريد ماغواير» الحاصلة على جائزة نوبل للسلام من دخول غزة للتضامن مع المرأة الفلسطينية فى يوم المرأة العالمى، هذه جريمة تضاف إلى جرائم الانقلاب، كما أعربت الحركة بترحيب كل نسائها بوفود المناضلات. بنات ثورجية انطلقت عدة مسيرات لحركة «بنات ثورجية» الإخوانية بالتعاون مع نساء كثيرات فى عدد كبير من محافظات كان آخرها فى منطقة البدرشين التابعة لمحافظة الجيزة حيث قاموا بفعالية تحت شعار «لن يحكمنا الفسدة» وذلك بالتعاون مع «تحالف دعم الشرعية» بالبدرشين، وألتراس نهضاوى وألتراس ربعاوى و«نساء ضد الانقلاب» وقد انطلقوا من مسجد «المجمع الإسلامى» وانتهت المسيرة فى شارع «صيدناوى» بالبدرشين، رفعوا خلالها علامة «رابعة»، وطالبوا بعودة مرسى وضرورة القصاص العاجل لقتلاهم والإفراج عن معتقليهم، وذلك وفقًا لما قالته أمنية حسن أحد سكان المنطقة.
حركة حرائر وهذه الحركة لديها عدة أهداف أهمها الدعوة إلى مقاومة الانتهاكات التى تتعرض إليها الفتيات العفيفات فى سجون العسكر - على حد تعبيرهم -، فهن يرين أن هناك وحشية فى التعامل مع هؤلاء الفتيات، وهددوا أنه لن يكفى الحرائر البيانات ولا التنديد بما يحدث، ولن تعوضهم تلك الكلمات ما مروا به فى السجون، متوعدين بأن الظلم لن يدوم، وأن نهاية الظالمين حتما ستكون ولو بعد حين - على حد تعبيرهم - هذا بخلاف حرائر الإسكندرية اللواتى رفعن شعارات فى بداية اليوم الأول من الفصل الدراسى الثانى مناهضة للسلطة الحالية.
نشاط نساء الإخوان جدير بالذكر أن هناك دراسة أجراها المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة والتى أعدها الباحث أحمد بان خبير الحركات الإسلامية، فى دورية «حالة مصر» التى يصدرها المركز شهريًا، والتى أوضح خلالها أن دور الأخوات ظل خافتًا، ولم يظهر للعلن حتى عام 2005، حيث انتبهت الجماعة إلى أن لديها فائضًا بشريّا كبيرًا من النساء، تغلب عليهن العاطفة والطاعة لأزواجهن، ومن ثم فمن السهل أن تنتقل تلك الطاعة للتنظيم. وكشفت الدراسة، أن النساء يشكلن نحو 60% من قوة التنظيم الإخوانى عدديًا وواقعيًا وميدانيًا فى المظاهرات التى يقوم بها التنظيم حاليًا بعد خروجهم من الحكم أو فى أى استحقاق انتخابى بالتعبئة والحشد. ولذلك كما توضح الدراسة فإنه وسط التضييق الأمنى فى العقود الثلاثة السابقة على ثورة 25 يناير 2011، بدأ توظيفهن فى معركة التنظيم السياسية، خاصة فيما يتعلق بالدور التعليمى فى المدارس الحكومية والخاصة، لاستقطاب الأطفال، حيث نشأ فى أحضان الأخوات تنظيم جديد هو « تنظيم الزهرات « وهو تنظيم يضم أطفال البنات اللاتى يتم تربيتهم فى وقت مبكر على الولاء والطاعة للجماعة ومن يتولى تربيتهم هم قسم الأخوات على مستوى التنظيم بأكمله . وقد لجأ الإخوان إلى تحريك الأخوات فى الشارع لتعويض انصراف كثير من الرجال عن الخروج للتظاهر فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وخروجهم من الحكم، بفعل غضب كثير من قواعد الجماعة من المآل الذى قادت الجماعة إليه تلك القيادات القطبية، ودفعتهم إلى محرقة تلو أخرى. كذلك فإن نساء الإخوان أكثر من يدفعن ثمن المغامرة السياسية التى بدأها حسن البنا فى عام 1938 حين قرر أن ينتقل من مربع الدعوة إلى مربع الصراع السياسى، ورغم أنهن يستبعدن من الحوار أو المناقشة أو إبداء الرأى أو المشاركة فى صناعة القرار؛ إلا أنهن يلتزمن مقولة حسن البنا: «كن كالجندى فى الثكنة ينتظر الإشارة»، فيتقدمن الصفوف، ويقدمن التضحيات، ويعملن فى البيت والشارع، وحتى فى اكتساب الرزق من أجل تعويض غياب الزوج، فى لعبة جهنمية اعتدن عليها طوال عقود فى صبر ودأب وتجرد وتضحية وطاعة عمياء دون أن يحفلن بأن التنظيم قد رتب عضويته فى فئات ثلاث (أ، ب، ج) بينما اختصهن بالمرتبة (د)، وذلك كما أوضح «أحمد بان» الباحث فى الحركات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أن : « التنظيم ينظر للمرأة نظرة دونية، فبالرغم من أنه يستخدمها وتسانده فى كثير من الأمور مثل مشاركتها فى التعبئة الانتخابية إلا أنه لا يعطيها حقها بالقدر الكافى، لا يترك لها فرصة اختيار او الاستشارة الداخلية فيما بينهم، فيعطيها ترتيب رقم ( د ) برغم حيوية الدور الذى تقوم به معهم .