وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    جامعة المنيا تفوز بثلاثة مراكز متقدمة على مستوى الجامعات المصرية    انخفاض سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم في الأسواق ومحال الصاغة    خبير: يجب وقف قرار رفع سعر الخبز لهذا السبب    الخارجية العراقية: نحث الفلسطينيين على التعامل الإيجابي مع المبادرات المطروحة بما يحفظ حقوقهم    حزب الله: استهدفنا رادار القبة الحديدية في ثكنة يردن الإسرائيلية وأوقعنا الضباط والجنود    للمرة الثانية.. كوريا الشمالية تطلق بالونات قمامة تجاه جارتها الجنوبية    أوكرانيا: تدمير 24 طائرة روسية بدون طيار من طراز «شاهد» خلال يوم    مواعيد مباريات اليوم الأحد 2-6 - 2024 والقنوات الناقلة لها    «الأرصاد»: اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليج السويس    نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة قنا 2024.. تظهر خلال الأسبوع الحالي    122 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 30 ألف طالب بالتعليم الفنى لأداء الامتحانات    إحالة تشكيل عصابي للمحاكمة بتهمة سرقة الدراجات النارية بالقطامية    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    بدء تشغيل قطار 1935/1936 ثالثة مكيفة «مرسى مطروح - القاهرة»    رئيس جامعة القاهرة: استحداث جائزة «الرواد» لأول مرة لإبراز نخبة العلماء المؤثرين أكاديميًا ومجتمعيًا    وسام أبوعلي: معظم عائلتي استشهدت    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    تكدس مروري بالطريق الزراعي بسبب انقلاب سيارة في القليوبية    «أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    سيناتور أمريكي: نتنياهو مجرم حرب ولا ينبغي دعوته أمام الكونجرس    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 2يونيو 2024    الفنان أحمد جلال عبدالقوي يقدم استئناف على حكم حبسه بقضية المخدرات    أسعار الخضار في الموجة الحارة.. جولة بسوق العبور اليوم 2 يونيو    عبير صبري: وثائقي «أم الدنيا» ممتع ومليء بالتفاصيل الساحرة    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    توقيف يوتيوبر عالمي شهير نشر مقاطع مع العصابات حول العالم (فيديو)    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    نبيل فهمي: نتنياهو يعمل من أجل مصلحته وفقد اتزانه لتحالفه مع اليمين المتطرف    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصندوق الأسود .. عمر سليمان والإخوان «الإخوان» اتفقت مع واشنطن للإطاحة بعمر سليمان بعد ثورة 25 يناير
نشر في الصباح يوم 14 - 03 - 2014

قرر الرئيس الأسبق «محمد حسنى السيد مبارك» تخليه عن مهامه الرئاسية وفوض نائبه اللواء «عمر محمود حسين سليمان الفحام» فى اختصاصاته التى باشرها لمدة ثلاثة عشر يوما كانت الأصعب فى حياة «سيد الجواسيس».
خططت جماعة الإخوان المسلمين المصرية للإطاحة بسليمان والقضاء عليه واعتبرته العقبة الأخيرة فى طريقها إلى حكم مصر، واتفقت مع الولايات المتحدة الأمريكية على إزاحته من المشهد السياسى، وأصرت على تنحيه مع مبارك وخروجه من مصر.
رفض سليمان الانصياع لطلبات الجماعة التى هددت بالنيل منه، وأكد أنه لن يترك مصر وتوعدها بكشف صندوق الأسرار الأسود، لكن لم يمهله القدر فرحل كما عاش فى هدوء.
وثقت مكاتبات عالية التصنيف حررتها مجموعة من ضباط عمليات فرع مصر لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA إبان ثورة 25 يناير 2011 حقيقة تربص جماعة الإخوان باللواء عمر سليمان.
أكشف منها برقيات حصرية تميط اللثام عن خفايا كواليس صراع الأيام الأخيرة بين سليمان والجماعة مع معلومات مواجهة عسكرية كادت أن تنشب بين الجيش المصرى وجيش الدفاع الإسرائيلى - تأسس فى 26 مايو 1948 - أثناء الثورة بسبب الإخوان.

====================

وضعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بتاريخ 13 إبريل 2011 تقريرا صنفته تحت بند «منتهى السرية»، وثقت فى صفحاته السبع عشرة معلومات وردت فى برقيات خاصة جمعها ضباط وعملاء الوكالة من مصادر موثوقة عملت إبان ثورة 25 يناير المصرية بين موسكو وبيجين وبيروت وبروكسل وتل أبيب وعمان والقاهرة.
تضمن تقرير CIA معلومات ميدانية عالية التصنيف وبرقيات مكاتبات يومية «منتهى السرية» وثقت حقيقة المواجهة بين اللواء عمر سليمان والإخوان مع مجريات الأحداث السياسية المصرية الملتهبة فى الفترة من 1 يناير 2011 حتى نهاية فبراير 2011.
بدأ التقرير بديباجة معلوماتية أكدت رفض اللواء عمر سليمان لأسلوب تعامل الرئيس الأسبق مبارك مع الجماعة، ثم أجاب فى مضمونه عن خمسة أسئلة رئيسية هى:
«من هى جماعة الإخوان المسلمين؟».
ما هو وضع الجماعة فى مصر فى الأول من يناير 2011؟
مستقبل وضع الجماعة فى مصر الثورة؟
هل يوجد ما يطلق عليه التنظيم الدولى للإخوان؟
واجبات السياسة الأمريكية تجاه جماعة الإخوان المسلمين المصرية؟
وردت الإجابات بترتيب أنها جماعة دينية اخترقت كافة طبقات المجتمع المصرى وتعد من أقوى التنظيمات الإسلامية فى العالم العربى تهديدا للأنظمة الحاكمة تعتنق فى معتقداتها أفكار تقويض أركان الدولة المدنية متخذة من الديمقراطية غطاء لكافة أنشطتها.
وهى جماعة فشل النظام العسكرى الناصرى فى القضاء عليها داخل مصر فتسللت إلى العالم حيث تعيش كجماعة دينية متشددة لديها خطة للسيطرة على الأنظمة الحاكمة فى مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والكويت.
بعدها عرج التقرير على وضع الجماعة فى يناير 2011 مؤكدا ملكيتها لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس ذراع الجماعة العسكرية التى تأسست فى المنطقة بتاريخ 14 ديسمبر 1987 وأنها منظمة مسلحة يحركها الإخوان كلما شعروا بالتهديد المصيرى.
وفجر التقرير مفاجأة امتلاك الجماعة فى مصر والكويت والأردن وليبيا لمخازن سلاح سرية تستخدم كحل نهائى قبل الفناء، وانتماء عدة أحزاب فى منطقة الشرق الأوسط إليها أبرزها الحزب الإسلامى العراقى الذى تأسس عام 1960 وأعيد تنظيمه فى العاصمة البريطانية لندن عام 1991 وعاد إلى العراق عام 2003.
وأن الجماعة المصرية تتحكم من القاهرة فى تنظيمات جماعات الإخوان المسلمين الليبية والتونسية والأردنية والكويتية التى اضطرت لفتح مخازن سلاحها السرى لمهاجمة الغزو العراقى للكويت فى 2 أغسطس 1990 بينما عملت قياداتها أثناء عملية الغزو كمرشدين عسكريين وعملاء معلومات لصالح قوات التحالف الدولية.
وكشف التقرير لأول مرة رفض اللواء عمر سليمان نظرية السياسة الناعمة التى انتهجها الرئيس الأسبق مبارك مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية لدرجة عقده صلحا سريا شفويا من بند واحد مع الجماعة فى أوائل أغسطس عام 1990 وافقت فيه جماعة الإخوان المصرية على تكليف إخوان الكويت والعراق بمساعدة مبارك فى معركة تطهير الكويت من فلول الغزو العراقى، مقابل مزايا سياسية ضمنها نظامه لهم فى مصر من بينها عدم المساس بالمرشد العام للجماعة مهما كانت الظروف.
واستعرض التقرير واقعة لحوار مثير بين «محمد حامد أبو النصر» المرشد العام الرابع للجماعة فى الفترة من 10 سبتمبر 1986 حتى وفاته فى 20 يناير 1996
ومبارك فى حضور الفريق «يوسف صبرى أبو طالب» وزير الدفاع فى الفترة من 11 مارس 1989 حتى 20 مايو 1991.
حيث علق أبو النصر خلال جلسة الاتفاق على مبادرة مبارك للتخفيف الأمنى على جماعة الإخوان مع الإفراج عن قياداتهم المعتقلة وقتها فى السجون موجها حديثه إلى الرئيس قائلا:
«سيادتك تعرض علينا عظمة ونحن نتطلع إلى كتف».
فما كان من مبارك حتى رد على مرشد الإخوان محمد حامد أبو النصر قائلا:
«فى بعض الأحيان تنسون أنفسكم أمام هيبة الدولة، وهذه العظمة التى لا تعجبك ربما لن تجدوها فى المستقبل، خذوا نصيحتى وتوقفوا عن ممارسة لعبة الفأر والقطة مع أجهزة الدولة وفكروا فى المصلحة العامة».
فأجابه أبو النصر قائلا:
«على العموم سيادتك لا مانع من الاستمرار فى اللعبة طالما أن القط له تسعة أرواح والفأرة الأم ولادة فلا القطة ستموت ولا الفأر سينقطع نسله».
بعدها وافق أبو النصر على عرض الرئيس، وهنا أعود إلى ديباجة التقرير التى أكدت أن اتفاق مبارك مع مرشد جماعة الإخوان المسلمين المصرية إبان الغزو العراقى للكويت منحهم قبلة الحياة، فأعادوا تنظيم جماعتهم من الداخل وبلغوا فى عهد مبارك أوج قوتهم.
فى التفاصيل وثقت معلومات التقرير الحصرية وجود جهاز استخبارات ومعلومات خاص بجماعة الإخوان عمل موازيا لجهاز أمن الدولة، أقلق اللواء عمر سليمان الذى كشف امتلاك الجماعة نسخة من قاعدة البيانات المصرية الإلكترونية تُحدّث روتينيا وتديرها كوادر فنية بالجماعة من لندن ونيويورك وبروكسل.
كما اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى ديباجة التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية تعد حليفا استراتيجيا مهما لأمريكا فى مصر والشرق الأوسط لاعتناقها وتبنيها الفكر المضاد للشيوعية.
وأن أقوى تنظيمات جماعة الإخوان المسلمين المصرية الخارجية طبقا لمعلومات وكالة الاستخبارات الأمريكية فى يناير عام 2011 تتواجد فى العاصمة السويدية أوسلو وفى العاصمة البريطانية لندن، والأمريكية واشنطن، ثم فى مدينة تل أبيب بإسرائيل وفى جاكارتا بإندونيسيا، والكويت فى الخليج العربى وبغداد فى العراق.
لا تنتهى المعلومات والأسرار الحصرية فى ملف «سيد الجواسيس» وأنتقل مباشرة إلى توثيق غير مسبوق سجلته مكاتبات برقيات معلومات عالية التصنيف سجل فيها عملاء وضباط فرع مصر فى وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA.
معلومات قشعت سحاب غموض صراع جماعة الإخوان المسلمين مع اللواء عمر سليمان إبان ثورة 25 يناير 2011 واستمرار المواجهة بينهما حتى بعد تنحى مبارك وخروج سليمان للتقاعد وتولى المؤسسة العسكرية المصرية زمام الأمور.
أسماء ضباط العمليات الأمريكية مشفرة فى البرقيات بالأحرف الأولى، وسوف استهل ملف البرقيات المصنفة تحت بند «منتهى السرية» من البرقية رقم 1930173 الصادرة فى تمام الساعة الواحدة صباحا بتوقيت القاهرة بتاريخ الأول من يناير 2011 حررها المدعو «بى إس» ضابط عمليات فرع مصر فى CIA إلى قيادته فى واشنطن أنقل من نص متنها التالى دون تدخل:
«كلفت جماعة الإخوان المسلمين المصرية شركة أمريكية تعمل فى مجال العلاقات العامة الدولية - تم محو الاسم من البرقية لدواعى السرية - لتلميع صورتها دعائيا كما أوكلت إلى عناصر صحفية وحقوقية مصرية وأجنبية تابعة للتنظيم الدولى للجماعة فى أوروبا وأمريكا مهمة البدء فى شن حملة إعلامية منهجية لنقد وتشويه صورة اللواء عمر سليمان المدير القوى لمؤسسة الاستخبارات العامة المصرية، ولم تحدد مصادرنا السر وراء ذلك حتى توقيت تحرير البرقية».
وفى ذات التوقيت الواحدة صباحا بتاريخ 1 يناير 2011 تصدر برقية مماثلة تقريبا برقم 68105 حررتها ضابطة معلومات فرع مصر فى CIA المدعوة «آر بهالا» سجلت فيها أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت حملة دعائية داخلية هادئة هدفها تهيئة الشارع المصرى لقبول فكرة تولى الجماعة سدة الحكم بعد مبارك.
نفذت الجماعة عملية منهجية قادتها إلى حكم البلاد والعباد، وللتوثيق انتقل إلى برقية «إم دبليو» ضابط فرع مصر بالاستخبارات الأمريكية CIA أصدرها فى تمام الساعة الثالثة صباحا و17 دقيقة و17 ثانية بتوقيت القاهرة بتاريخ 31 يناير 2011 برقم 1117871
أنقل من متنها التالى دون تدخل:
«قررت جماعة الإخوان المسلمين المصرية تخطى صلاحيات اللواء عمر سليمان بهدف زعزعة شرعيته والاتصال مباشرة بالمؤسسة العسكرية للتباحث معها والاتفاق والاستعداد للترتيبات السياسية الداخلية والخارجية فى مرحلة ما بعد مبارك».
أتنقل بين صفحات البرقيات «منتهى السرية» وأنقل دون تدخل من البرقية رقم 2772625 التى حررتها الضابطة «آر بى» فى تمام الساعة الثالثة صباحا وثلاث دقائق و31 ثانية فجر 31 يناير 2011 التالى:
«كلفت جماعة الإخوان المسلمين المصرية القيادى محمد مرسى لفتح حوار سياسى عاجل مع المؤسسة العسكرية كما أوكلت الجماعة إلى القيادى عصام العريان ملف الاتصال غير المباشر مع دولة إسرائيل».
التهبت أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وفى الأول من فبراير 2011 دعا اللواء عمر سليمان قيادة جماعة الإخوان المسلمين إلى مائدة الحوار الذى رفضته الجماعة بشدة.
توثيق الأحداث يقودنا إلى الأسرار الخفية فى متن البرقية رقم 210959 التى حررتها فى تمام الساعة الواحدة صباحا بتاريخ الأول من فبراير 2011 الضابطة «آر بى» إلى زميلها «بى بى» ضابط عمليات الاستخبارات الأمريكية CIA وأنقل من متنها التالى:
«بدأت جماعة الإخوان المسلمين المصرية خطة للسيطرة على أجهزة الاستخبارات والمعلومات المصرية هدفها الأول جهاز الاستخبارات العامة والاستخبارات الحربية».
وفى ذات البرقية نفاجأ بمعلومة عالية التصنيف وردت خارج السياق فى جملة اعتراضية بين السطور سجلت فيها محررة البرقية التالى:
«بدأ جيش الدفاع الإسرائيلى عملية عسكرية «منتهى السرية» يحرك فيها الآن عناصر قوته الضاربة فى اتجاه الحدود الإسرائيلية - المصرية».
ونفاجأ للمرة الثانية على التوالى بمعلومات البرقية رقم 1665016 التى حررها «كيه كيه» ضابط عمليات CIA فى تمام الساعة الرابعة و46 دقيقة و44 ثانية عصر الأربعاء الموافق 2 فبراير 2011 أنقل من متنها التالى:
«كلفت جماعة الإخوان المسلمين المصرية القيادى عصام العريان بملف الاتصال السياسى السرى مع حكومة دولة إسرائيل شريطة أن يباشر اتصالاته مع تل أبيب من خلال قناة وساطة جهاز الاستخبارات التركية MIT».
توثيق تولى عصام العريان ملف اتصالات جماعة الإخوان المسلمين المصرية مع إسرائيل مثبت فى مجموعة برقيات حررها ضباط عمليات فرع مصر فى CIA بتاريخ الثالث من فبراير 2011.
فى الإطار ذاته أصل إلى البرقية رقم 2791468 التى حررتها «كيه بى» ضابطة عمليات CIA فى تمام الساعة التاسعة و44 دقيقة و28 ثانية مساء بتوقيت القاهرة بتاريخ 3 فبراير 2011.
ويبدو أنها برقية معلومات استكمالية تضمنت حافظة صور ملونة التقطها حديثا يومها ضباط الاستخبارات الأمريكية أثناء تقابلهم مع الدكتور عصام العريان فى القاهرة.
اللافت أن نفس الضابطة الأمريكية أبرقت فى تمام الساعة الحادية عشرة مساء برقية أخرى برقم 2766616 بتاريخ 3 فبراير 2011 تضمنت معلومات كاملة عن شخصية الدكتور عصام العريان مع بيانات وتفاصيل واقعة اتصاله الأول مع التليفزيون الإسرائيلى.
مع ملحوظة سجلت فيها «كيه بى» أن خلافا حادا نشب بين عصام العريان الذى يعد من أخطر عناصر الجماعة تشددا على حد وصفها وبين اللواء عمر سليمان إثر تصريح أدلى به العريان إلى القناة الثانية - بدأت بثها فى صباح 4 نوفمبر 1993 - التابعة للتليفزيون الإسرائيلى هاجم خلاله النظام المصرى وهدد فيه باسم الجماعة والشعب معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية.
ما زلنا مع المعلومات المثيرة الواردة فى متن برقية «كيه بى» ضابطة عمليات فرع مصر لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA سجلت بها حصريا بروتوكول محادثة هاتفية سرية للغاية دارت بين «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى الثابت شغله منصبه منذ 31 مارس 2009 حتى كتابة تلك السطور، و«باراك أوباما» الرئيس الأمريكى الديمقراطى الرابع والأربعين القائم بمهام منصبه منذ 20 يناير 2009 طالب فيها نتنياهو الرئيس أوباما بسرعة التدخل لمساندة مبارك مهددا أن تل أبيب تفكر - ساعتها - جديا فى التدخل لصالحه فى مصر.
أخذت الإدارة الأمريكية تهديد نتنياهو على محمل الجد ما تؤكده البرقية رقم 2766649 التى حررها ضابط الاستخبارات «بى بى» فى تمام الساعة الثانية عشرة و39 دقيقة و23 ثانية منتصف ليلة الجمعة 4 فبراير 2011.
تكشف حصريا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA دفعت إلى القاهرة فى ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة الموافق 4 فبراير 2011 - يوم موقعة الجمل - مجموعة من ضباطها حملوا هويات مؤسسة الصحافة الأمريكية.
مع تصاريح إعلامية دولية مكنت هؤلاء ساعتها من تغطية الأحداث الجارية على الأرض والاتصال بجماعة الإخوان المسلمين مباشرة لمراقبة نشاطها وتحركاتها ضد نظام مبارك.
المتابع لملف برقيات ضباط فرع مصر فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA سيفاجأ بالبرقية رقم 1720012 بتاريخ 4 فبراير 2011 حررتها ضابطة العمليات «آر بى» إلى قيادتها فى واشنطن سجلت فى طياتها معلومة شديدة الأهمية أوردتها بصيغة الخبر اليقين كالتالى:
«أعلنت حالة الطوارئ فى إسرائيل واستكمل جيش الدفاع الإسرائيلى اليوم مراحل تمركز وحداته الضاربة على خطوط الحدود الأمامية مع مصر والاستعدادات تجرى حاليا على قدم وساق والهدف مبهم ومقلق».
فى التفاصيل الحصرية ثار اللواء عمر سليمان فى ذلك اليوم بقوة على تصرفات جماعة الإخوان المسلمين وحذر عصام العريان شخصيا من الاستمرار فى منح وسائل الإعلام الإسرائيلية المزيد من تصريحات جماعته العنترية.
وأكد سليمان فى حواره الهاتفى مع العريان استنادا إلى خبراته الطويلة أن إسرائيل لن تفهم لغة تهديد جماعة الإخوان المسلمين الجوفاء لبنود معاهدة السلام، وستشن حربا إجهاضية طبقا لأدبياتها العسكرية على مصر بسببهم.
الغريب أن تحذير سليمان الجاد لم يقلق الجماعة فى مصر وقام عصام العريان للمرة الثانية فى ذات اليوم بالاتصال مع القناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى وهو ما تؤكده برقية «سى إن» ضابط عمليات فرع مصر فى CIA رقم 1659486 التى حررها فى تمام الساعة الرابعة عصرا و4 دقائق و11 ثانية بتوقيت القاهرة بتاريخ 4 فبراير 2011.
الغريب أن «سى إن» نقل فى تلك البرقية إلى قيادته فى واشنطن معلومات دقيقة أكد فيها أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية عقدت اتفاقا سريا مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، كى تقوم نيابة عن الجماعة بمهاجمة الحدود الإسرائيلية.
وأن اللواء عمر سليمان فى قمة ثورته وغضبه على الجماعة، ولم يحدد بعد طريقة ردعها بسبب توقف عقل مبارك تقريبا عن التقرير والتفكير السليم وتعرضه بسبب ثورة الشعب عليه لهزة نفسية عميقة لم يفق منها بعد.
شعرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بالخطر من تصريحات جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وخروج مبارك من الصورة وأبرق ضابط العمليات «بى بى» ببرقيته رقم 1147521 بتاريخ 4 فبراير 2011 أورد بها فى تمام الساعة الرابعة صباحا و44 دقيقة و4 ثوانٍ بتوقيت القاهرة معلومات أكدت نية الإخوان طرح معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية للاستفتاء كما نقل «بى بى» رسالة من القيادى عصام العريان إلى واشنطن جاء فيها:
«نحن لسنا مجموعة من المجانين أو المتطرفين الإسلاميين، لكن يمكن أن يتغير كل شىء إذا حاول طفلكم المدلل بيبى - قصد بنيامين نتنياهو - اللعب مع جماعة الإخوان المسلمين والشعب المصرى».
وتأكيدا على معلومات «بى بى» الدقيقة أبرقت ضابطة العمليات الأمريكية «كيه بى» برقيتها رقم 1663561 بتاريخ 4 فبراير 2011 سجلت فيها تصريحا سياسيا على لسان عصام العريان وجهه مباشرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية قال فيه:
«جماعة الإخوان المسلمين لا تعتبر جماعة إرهابية أو عنيفة، ومع ذلك إذا شنت إسرائيل حربا ضد مصر فإن الموقف سيتبدل وأنتم الآن تتحدثون إلى الشعب المصرى كله، ويمكننا عند الضرورة طرح معاهدة السلام مستقبلا للاستفتاء الشعبى ولا يجب على إسرائيل أن تخشى على أمنها من الحدود المصرية، لكن عليها القلق مما اقترفته يدها ضد الشعوب العربية على مر تاريخها الدموى».
على خلفية تداعيات تصريحات عصام العريان كشفت البرقية الأمريكية «منتهى السرية» رقم 2791556 التى حررتها «كيه بى» فى تمام الساعة الثالثة صباحا و48 دقيقة و43 ثانية بتوقيت القاهرة من تاريخ 4 فبراير 2011 أن اللواء عمر سليمان هدد وقتها عصام العريان وتوعده بالاعتقال إذا عمد ثانية تهديد معاهدة السلام دون علم السلطات المصرية المعنية، حتى لا تنشب حرب بسبب كلمات عرجاء تطلقها الجماعة من القاهرة دون أدنى مسئولية أو التزامات سياسية.
بينما كلفت الجماعة للرد على تهديدات سليمان ممثلا رسميا من التنظيم الدولى للإخوان لم تذكر البرقية اسمه، طار من العاصمة البريطانية لندن مباشرة إلى واشنطن بطلب أصرت عليه الجماعة المصرية أن توافق الإدارة الأمريكية فورا على تنحى مبارك وعمر سليمان.
بعدها أبرق ضابط العمليات الأمريكية «بى بى» فى تمام الساعة الثالثة صباحا و12 دقيقة و4 ثوانٍ طبقا لتوقيت القاهرة بتاريخ 4 فبراير 2011 برقيته رقم 1761697 نقل فيها موافقة جماعة الإخوان المسلمين المصرية على الشروط الأمريكية دون أدنى إشارة إلى بنودها مع التزام الإخوان بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة عقب تنحى مبارك شريطة عدم تمكين عمر سليمان من الترشح.
اللافت أن «كيه بى» أبرقت بذات التاريخ فى تمام الساعة الخامسة صباحا و19 دقيقة و39 ثانية برقيتها المثيرة رقم 1116021 سجلت بها دون تفاصيل قرار جماعة الإخوان المسلمين المصرية فى ذلك اليوم تأسيس قوة عسكرية خاصة لحماية مصالحها.
تطورت وربما تدهورت الأمور فى مصر وقررت الإدارة الأمريكية قبول شرط خروج «سيد الجواسيس» من المشهد الدرامى بعدما أممت جماعة الإخوان المسلمين أوراق اللعبة السياسية المصرية.
تؤكد ذلك البرقية رقم 2870802 المحررة بتاريخ 4 فبراير 2011 فى تمام الساعة الثالثة صباحا و56 دقيقة وثمانى ثوانٍ بتوقيت القاهرة بواسطة «بى بى» ضابط عمليات فرع مصر فى CIA سجل بها معلومات وردت إليه من الجماعة كشفت تلقيهم موافقة الإدارة الأمريكية على شروطهم وموافقتهم فى المقابل على الجلوس مع سليمان الذى دعاهم إلى الحوار وفى جعبتهم مطالبته بالتنحى الفورى غير المشروط مع مبارك.
تنحى الرئيس مبارك ومعه نائبه اللواء عمر سليمان الذى دخل التاريخ المصرى الحديث كأقصر مدة خدمة قضاها مسئول فى ذلك المنصب بداية من 29 يناير حتى 11 فبراير 2011 .

فى الحلقة الأخيرة:
الأسرار الحصرية لوفاة اللواء عمر سليمان فى الولايات المتحدة الأمريكية
تحقيقات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى ظروف الوفاة غير الطبيعية
سر طبيب مستشفى كليفلاند المسلم المتهم بقتل اللواء عمر سليمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.