بعد أن كانت تركيا هى قبلة اللاعبين المصريين فى أواخر التسعينيات، وأوائل الألفية الثالثة، باتت البرتغال فى الحقبة الثانية من القرن الحادى والعشرين هى أقرب المحطات لاحتراف نجوم الكرة المصرية على المستوى الأوروبى، بعد أن ضمت 4 لاعبين مميزين بين صفوف أنديتها، وهم أحمد حسن كوكا الذى يلعب بين صفوف نادى «ريو آفى»، وعلى غزال لاعب وسط مدافع نادى «ناسيونال ماديرا»، ولحق به منذ أسابيع قليلة صالح جمعة لاعب خط الوسط، وأخيرًا اكتمل مربع المحترفين المصريين بالبرتغال بالنجم الكبير محمود عبد الرازق «شيكابالا»، الذى نجح فى أن يفرض كلمته على مجلس الزمالك، وينضم إلى صفوف النادى الأشهر فى البرتغال «سبورتنج لشبونة»، بعد سيناريو درامى مذهل، تم حسمه فى آخر 7 ثوانٍ قبل غلق نظام TMS أو ما يعنى باللغة العربية «نظام الانتقالات الدولى»، وتم إرسال البطاقة الدولية لشيكابالا فى البرتغال، لينضم رسميًا إلى صفوف ناديه الجديد، فى صفقة من العيار لثقيل فنيًا، لكنها لا تبدو كذلك من الناحية الرقمية، إذ لم تكلف سبورتنج لشبونة أكثر من 250 ألف دولار، أى ما يقرب من 2 مليون جنيه مصرى. والأهم هو أن الفائدة الفنية للاعب الموهوب ستكون أفضل بكثير، لأنه لم يقدم شيئًا يذكر حتى الآن لمنتخب مصر، رغم أنه بلغ الثامن والعشرين من عمره، ويبدو الانتقال للفريق الذى يحتل المركز الثانى فى البرتغال بمثابة انقلاب فى حياة شيكابالا، بشكل ربما يغير مسار حياته الكروية بأكملها، وأفردت الصحف البرتغالية مساحات واسعة للنجم الموهوب، وقدمته على أنه «بالوتيللى» الإفريقى، كما وصفته بأنه «شيكالدينيو» نسبة للنجم الأسطورى البرازيلى الكبير «رونالدينيو». واحتراف شيكابالا فى البرتغال أنقذ مجلس الزمالك من مشكلات عديدة أبرزها أنه كان يتقاضى 5 ملايين جنيه سنويًا، وتنازل بالتبعية عن مبلغ 3 ملايين و800 ألف جنيه، وكان بمقدور اللاعب فسخ تعاقده والحصول على بطاقة دولية مؤقتة كما فعل أجوجو، وحسين ياسر المحمدى، وعبد الله سيسيه، ثم يعود ليشكو الزمالك إلى الفيفا، ليحصل على مستحقاته المتأخرة، لكن «شيكا» لم يفعل، ورفض حتى اللحظة الأخيرة التصعيد مع مجلس الزمالك، حتى انتهت ولادة انتقاله العسر بنجاح، وتحمل كثيرًا من أجل الرحيل، بعد أن تراكمت عليه الديون، وظل حتى قبيل رحيله، يقيم فى شقة بالإيجار، من دون أن يتزوج، رغم موهبته الكبيرة، التى جعلته أحد أفضل من داعبت قدماه الكرة فى تاريخ نادى الزمالك على مر التاريخ. واللافت أن من سبقوه إلى البرتغال كانوا أيضًا أشبه بالمطاريد.. فقد رحل «كوكا» مهاجم الأهلى الشاب، وهو دون العشرين عامًا، ليهرب من جحيم الأهلى، فى ظل عدم اعتراف الجهاز الفنى بأى لاعب صاعد، وصاحب انتقاله للبرتغال ضجة كبيرة . وانتقل على غزال من وادى دجلة إلى البرتغال، بعد أن عانى من كونه لاعبًا على الهامش فى نادى وادى دجلة، ليصبح لاعبًا أساسيًا فى الدورى البرتغالى، ويجبر برادلى على ضمه للمنتخب، ليكتشف الجميع أن هناك لاعبًا مصريًا بالدورى البرتغالى!! أما صالح جمعة، فقد ظل لأكثر من عامين فى متاهة بين أندية ألمانيا، وتشتت ذهنه بسبب تعنت الجهاز الفنى لنادى إنبى معه، وتأثر مستواه كثيرًا فى مونديال الشباب الأخير فى تركيا، لكنه وجد ضالته فى ماديرا إلى جوار على غزال . وربما يكون انتقال شيكابالا هو الأشهر بين اللاعبين المصريين، وربما يكون هناك أفرع جديدة، فى ظل الترشيحات العديدة للاعبين الآخرين أبرزهم أحمد رفعت لاعب نادى إنبى، ورامى ربيعة لاعب النادى الأهلى.