غامضة مهيبة أسرار «سيد الجواسيس» Spy Master - لقب مهنى يطلق فى عالم الاستخبارات على مديرى الأجهزة القوية - اللواء «عمر محمود حسين سليمان الفحام» الذى لازم فى مسيرته المهنية رموزًا عسكرية مصرية تاريخية. منهم المشير «كمال حسن على» قائده القديم فى حرب اليمن الذى ضم سليمان فى مايو 1979 إلى طاقم معاونيه فى ملف تطبيق بنود معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية. كما شارك سليمان المشير «محمد عبد الحليم أبو غزالة» شحن الأسلحة سرًا إلى المقاومة الأفغانية تنفيذًا لقرار الرئيس السادات بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى تلك العملية. استمرت العلاقة بين عمر سليمان وأبو غزالة حتى حرب العراق - إيران وتولى سليمان خلال مسيرته المهنية مناصب قيادية غير التى عرفناها منها قائد لواء وقائد فرقة ثم رئيسًا لفرع التخطيط العام التابع لهيئة العمليات ثم رئيسًا لأركان منطقة عسكرية فرعية ثم مديرًا للملف الأمريكى فى الاستخبارات الحربية بداية من عام 1983 حتى عام 1986. استثمر عمر سليمان فى نفسه العلوم فنال عام 1991 ماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة ثم درجة ماجستير الآداب من جامعة عين شمس وبعدها ماجستير العلوم العسكرية من أكاديمية ناصر المصرية. عاصر سليمان مولد ملف التعاون المصرى - الأمريكى الدفاعى وشهد فى واشنطن بتاريخ 26 مارس 1979 مراسم التوقيع التاريخية على معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية. فى أسراره تولى المشير كمال حسن على قائده فى حرب اليمن وزارة الدفاع والإنتاج الحربى بداية من 5 يونيو 1978 حتى 14 مايو 1980، عندما كلف بمنصب رئيس الوزراء الذى شغله فى الفترة من 5 يونيو 1984 حتى 4 سبتمبر 1985. حمل ملف عمر سليمان توصيات تاريخية مبكرة رشحته إلى جهاز الاستخبارات زينتها توصية شخصية سجلها العقيد كمال حسن على فى حرب اليمن أوصى فيها بنقل النقيب سليمان إلى الاستخبارات الحربية بالقاهرة. احتك كمال حسن على بحكم مهامه وزيرًا للدفاع ثم رئيسًا لوزراء مصر فى عهد الرئيس السادات يوميًا بالإسرائيليين عاونه رجال فوق العادة سبكتها تصاريف الدهور برز بينهم ضابطه المتألق عمر سليمان. تعامل سليمان فى تلك الفترة لأول مرة وجها لوجه مع الإسرائيليين فى تنفيذ الملحق الأمنى فى معاهدة السلام فبوأه المشير كمال حسن على منصب سكرتيره الشخصى وكاتم أسراره، فظهر سليمان مرافقًا له فى زيارات حسن على السرية إلى إسرائيل. رشح عمر سليمان بعدها للدراسات العليا فى أكاديمية «فورت براج» - Fort Bragg العسكرية - تأسست عام 1918 - التابعة لسلاح المدفعية الأمريكية فى كمبرلاند ولاية نورث كارولينا. توهج عمر سليمان فى صفوف فورت براج شافيا شغفه من العلوم الحديثة ساعيا لتقوية علاقاته الأمريكية والدولية حتى نال دبلوم الأكاديمية مع مرتبة الشرف العسكرية ووسام المدفعية الأمريكية بدرجة «رجل المدفع». استفاد سليمان مما حققه فى فورت براج من علاقات، واستحق منحة إضافية لعمل دراسات عسكرية متخصصة فى كلية الحرب ورئاسة الأركان العامة فورت ليفنورث ولاية كنساس التى تأسست عام 1881. صادق سليمان طلبة الدفعة الأصلية فى فورت ليفنورث عام 1983 خاصة «دافيد هويل بيترايوس» الذى أصبح بعدها قائدا للقوات المركزية الأمريكية فى الفترة من 31 أكتوبر 2008 حتى 30 يونيو 2010. وقائدًا لقوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن - تشكلت فى ديسمبر 2010 - فى أفغانستان خلال الفترة من 23 يونيو 2010 حتى 18 يوليو 2011. ثم مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA - تأسست بتاريخ 18 سبتمبر 1948 - فى الفترة من 6 سبتمبر 2011 حتى 9 نوفمبر 2012. وكان بيترايوس قد سجل فى يومياته الدراسية أمام اسم زميله المصرى عمر سليمان تألقه فى الذكاء مشيرًا إلى تنافسهما أثناء البحث على لقبى «شهاب قومه الساطع» و«نجم الدفعة الثاقب» حيث نالهما سليمان وحرم منهما بيترايوس. اللطيف أن دافيد بيترايوس لقب صديقه المصرى فى واحدة من يومياته فى أكاديمية فورت ليفنورث ب«إمام العسكرية»، وقد حكى أن سليمان كان مسلمًا مواظبًا على صلوات المسلمين الخمس، لكنه كان معتدلًا احترف التعامل مع جميع الأجناس والأديان ما أكسبه احترام قادة الأكاديمية الأمريكية. انتهت الدراسة التكميلية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعاد سليمان إلى مصر مدججا بالشهادات الدولية الرفيعة حيث ترقى إلى رتبة اللواء بتاريخ الأول من يناير عام 1984 ثم عين مباشرة نائبًا لإدارة سلاح الاستخبارات الحربية من عام 1986 حتى عام 1991. ثم مديرًا للسلاح الكلاسيكى نفسه إلى حين اختياره بتاريخ 22 يناير 1993 مديرًا لجهاز الاستخبارات العامة المصرية، وهو المنصب الذى توهج ولمع فيه حتى 29 يناير 2011، عندما كلف بمنصب نائب رئيس الجمهورية والقائم بأعمال الرئيس بالتفويض لمدة ثلاثة عشر يومًا. وثق الرئيس الأسبق مبارك فى سليمان حتى ناداه بلقب «بئر الأسرار العميقة» ووصفه أمام الرئيس الأمريكى «بيل كلينتون» صبيحة زيارته الرسمية إلى البيت الأبيض بتاريخ الأول من يوليو 1999 بأنه «مراوغ الثعالب» فى النظام المصرى. وبسبب الإشارة تولى الرئيس الأمريكى الثانى والأربعين الديمقراطى بيل جيفرسون بلايث كلينتون مهام رئاسته فى الفترة من 20 يناير 1993، وذلك حتى 20 يناير 2001. حصريًا أنقذ سليمان مبارك من مخاطر عدة بينها عملية لم يسمع بها أحد من قبل خططت فيها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لزرع أجهزة تنصت دقيقة داخل اليخت الرئاسى المصرى الشهير «المحروسة». للتوثيق شيدت شركة «ساموت» البحرية البريطانية يخت المحروسة عام 1863 بتكليف خاص من الخديو «إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي» الذى جلس على عرش مصر خلال الفترة من 18 يناير 1863 حتى 26 يونيو 1879. وأبحر اليخت فى أول رحلة دولية له إلى ميناء الإسكندرية المصرى فى منتصف شهر أغسطس 1865. هتك السر تقرير معلومات خاص صدر عن مكتب التعاون الأمنى الأمريكى بتوقيع «دافيد كيه ستينسى» نائب المراقب الفيدرالى العام للحسابات بتاريخ 27 يونيو 2003. طبقًا للمعلومات تلقى الخط الساخن الخاص ببرنامج المساعدات العسكرية الأمريكية وفضلت حجبه لسريته طلبًا مصريًا لإجراء تصليحات على اليخت الرئاسى المحروسة الذى ما زال فى الخدمة حتى يومنا هذا. فوجدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فرصة لزرع أجهزة تنصت على اليخت بعد أن بلغها نية مبارك عقد لقاءات عالية السرية مع حلفاء شرقيين على المحروسة. فى تلك الأثناء أثارت اللواء عمر سليمان معلومة استغراق الإصلاحات الأمريكية على اليخت الرئاسى 8100 ساعة بشكل مبالغ فيه فى الفترة من مايو حتى ديسمبر 1999. فى حين أن فاتورة الإصلاحات الفيدرالية استحقت مبلغ 645.480 دولار أمريكى لقاء إحلال وتجديد عدد 5 غلايات فى غرفة محركات يخت المحروسة. فى الإطار نفسه تلقت وزارة الدفاع الأمريكية شكوى مجهولة المصدر ادعت وجود فساد فى الإنفاق الحكومى فى عملية يخت المحروسة بالمخالفة للقانون الأمريكى رقم 629-90 وبند التصدير الائتمانى الفيدرالى رقم 23، فطلب عمر سليمان إجراء فحص روتينى لليخت المحروسة مع التدقيق فى بيان - كتالوج - الشراء المصرى كود 5105.38M- فكشفت أجهزة التنصت، وألغى مبارك فكرة استخدام المحروسة. رقى اللواء عمر سليمان إلى قمة المناصب بالولاء وتوطدت علاقته الخاصة بالمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة مدير سلاح الاستخبارات الحربية خلال الفترة من عام 1979 حتى عام 1980. الثابت شغله لمنصب وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى الفترة من 2 مارس 1981 حتى إقالته المفاجأة المثيرة للجدل بتاريخ 15 إبريل 1989. تولى عمر سليمان تحت إدارة أبو غزالة مسئولية فرع الملف الأمريكى، بينما دارت فى خلفية المشهد الحرب الأفغانية - السوفيتية فى الفترة من 24 ديسمبر 1979 وحتى 15 فبراير 1989. وفى نفس التوقيت نشبت الحرب العراقية - الإيرانية فى الفترة من 22 سبتمبر 1980 حتى 20 أغسطس 1988. تورطت إدارة الرئيس - الأربعين - الأمريكى الجمهورى «رونالد ويلسون ريجان» الثابت شغله المنصب فى الفترة من 20 يناير 1981 حتى 20 يناير 1989 فى عملية مساندة المقاومة الأفغانية سرًا دون علم الكونجرس، وطلب ريجان المساندة من الرئيس المصرى. قبل الرئيس السادات الطلب وقرر مساندة أفغانستانوالعراق لدواعى المصالح المصرية العليا وكلَّفَ أبو غزالة ونائبه مبارك بالملف مع آخرين كانوا الأحنك خبرة كل فى مجاله توجههم باختيار سليمان. تفجرت القضية فى واشنطن واستمع الكونجرس فى جلسات استماع مغلقة إلى عشرات الإفادات أكدت جميعها ضلوع المشير أبو غزالة ورجاله بالتعاون مع CIA فى عملية توريد السلاح سرًا إلى المقاومة الأفغانية، وذكر اسم عمر سليمان ثلاث مرات. برزت بين الإفادات للتوثيق شهادة ضابط الاستخبارات «جوستاف لاسكاريس أفراكوتوس» شريك أبو غزالة ضابط العملية - Case Officer - المعين من قبل وكالة الاستخبارات المركزية CIA الملقب فى تحقيقات الكونجرس بلقب «الرجل الرابع» فى محطة الجهاز الأمريكى بالعاصمة اليونانية أثينا. حيث اعترف أفراكوتوس المولود فى 14 يناير 1938 والمتوفى فى 1 ديسمبر 2005 بالتعاون مع المشير أبو غزالة وبعض رجاله لتوريد الأسلحة الأمريكية سرًا إلى المقاومة الأفغانية وتذكر أفراكوتوس منهم عمر سليمان بالاسم مؤكدًا أن العملية هدفت فى الأساس إلى تقويض نظام الاتحاد السوفيتى الفاسد. حدد أفراكوتوس أن العملية «الإعصار» بدأت فى 24 ديسمبر 1979، واستمرت حتى 15 فبراير 1989 بتوصية مباشرة من الرئيس الأمريكى التاسع والثلاثين الديمقراطى «جيمس إيرل كارتر» الذى شغل منصبه فى الفترة من 20 يناير 1977 حتى 20 يناير 1981. وأنها استأنفت من بعده بعلم الرئيس رونالد ريجان والرئيس المصرى السادات بل تعاون فيها مع المجموعة الأمريكية نائبه مبارك الذى تولى حكم مصر عقب اغتيال السادات فى السادس من أكتوبر 1981. كما كشف أفراكوتوس فى إفادته أن شريكه الثالث فى «عملية الإعصار» بعد أبو غزالة كان «تشارلز نيسبيت ويلسون» عضو الكونجرس الأمريكى عن ولاية تكساس فى الفترة من 3 يناير 1973 حتى 8 أكتوبر 1996. وقدم جوستاف لاسكاريس أفراكوتوس مع شهادته مستندات تورط وكالة الاستخبارات المركزية CIA فى فترة مديرها «ستانسفيلد تيرنر» الذى شغل منصبه فى الفترة من 9 مارس 1977 حتى 20 يناير 1981. مؤكدًا أن «عملية الإعصار» استمرت بنفس طاقمها فى عهد «ويليام جوزيف كايسى» مدير الوكالة الذى جاء بعد ستانسفيلد فى الفترة من 28 يناير 1981 حتى 29 يناير 1987. لا غرابة فى مشاركة عمر سليمان فى «العملية الإعصار» مع قائده أبو غزالة لكن ما سجلته وثائق الاستخبارات الأمريكية من معلومات عن عمله فى مشروع الصاروخ المصرى - الأرجنتينى - العراقى المثير للجدل «كوندور2» جاءت غريبة للغاية. فى الواقع أجفلت تحقيقات الكونجرس حول «كوندور2» ليل القضية لكن الحقيقة تنفست فى وثائقها «منتهى السرية» التى أزيح الستار عنها لأول مرة كشفت أن المشير أبو غزالة قرر وقتها «التنحى طواعية» عن منصبه كوزير للدفاع، وليس كما سجل أن مبارك أقاله فى 15 إبريل 1989. فى التفاصيل لقب مشروع «كوندور2» باسم العملية T من الاختصار Tri - National لاتفاق الدول الثلاث على إنتاج صاروخ استراتيجى مداه 900 كيلو متر اعتمد تصميمه على النموذج الهندسى للصاروخ الروسى الصنع أرض - أرض «SCUD-B» - دخل الخدمة السوفيتية لأول مرة عام 1957 - القادر على حمل رءوس غير تقليدية. بدأ مشروع «كوندور2» فى الأرجنتين عام 1970 داخل مصنع شيد سرًا فى مدينة «فالدا ديل كارمن» التى تبعد 30 كم عن مقاطعة كوردوبا - سانت ماريا الوسط الشمالى الغربى للأرجنتين بتكلفة قدرها 400 مليون دولار أمريكى وعمل به 800 فنى ومهندس وخبير. وساهمت فى المشروع شركةMBB الألمانية الغربية Messershmitt-Bolkow-Blohm بناء على عقد خاص بينها وبين الحكومة الأرجنتينية لإنتاج تصميم المهندس الأرجنتينى «ميجويل فيسنت جويريرو». بسبب الضغوط السياسية الأمريكية على بلاده ألغى المشروع عام 1991 بناء على قرار الرئيس الأرجنتينى السورى الأصل السابع والأربعين «كارلوس شاول منعم» الذى شغل مهامه فى الفترة من 8 يوليو 1989 حتى 10 أكتوبر 1999. أبلغ سلاح الطيران الأرجنتينى - تأسس بتاريخ 4 يناير 1945 - فى يناير عام 1997 وزارة الدفاع الأمريكية أن بوينس أيرس ما زالت تحتفظ بصاروخين «كوندور2» أتفق وقتها على تدميرهما فى حضور خبراء سلاح أمريكيين. طبقًا للأسرار الأمريكية غير المسبوقة يعتبر الرئيس الأسبق «محمد حسنى السيد مبارك» صاحب قرار المشاركة فى إنتاج «كوندور2» كسلاح إقليمى استراتيجى رادع، وقد تبادل التفاصيل مع وزير دفاعه أبو غزالة. فى الوقائع الحصرية عرض مبارك المشروع على أبو غزالة فتحمس المشير مؤكدًا أنه حلم مصرى طالما حلم به الزعيم «جمال عبد الناصر» فى حياته وهدف قومى يعد تحقيقه تاريخًا عسكريًا فى حد ذاته. وفى اللقاء المغلق بينهما سلم مبارك إلى أبو غزالة ملفًا شمل جميع التفاصيل والاتفاقات الرئاسية التى عقدها سرًا مع رئيس دولة الأرجنتين السادس والأربعين «راؤول ريكاردو ألفونسين» الذى شغل منصبه فى الفترة من 10 ديسمبر 1983 حتى 8 يوليو 1989. وأبلغ مبارك أبو غزالة أن الرئيس العراقى «صدام حسين عبد المجيد التكريتى» الذى شغل منصبه فى الفترة من 16 يوليو 1979 حتى 9 إبريل 2003 وافق دون شروط على دعم المشروع باعتماد عراقى مفتوح. شدد مبارك على وزير دفاعه ضرورة حماية أسرار المشروع، وأنه سيتحمل المسئولية إذا كشفت العملية فلم يعترض المشير أبو غزالة على الأمر، وقبل المهمة لكنه نال وعد الرئيس بالحفاظ على رجاله فى العملية إذا ساءت الأمور وفى الحقيقة لم يف مبارك له طلبه. بعدها بادر مبارك المشير مؤكدًا أن أقل خطأ سيحتم عليه كرئيس نفى الأمر برمته، وفى حال تسربت المعلومات لأجهزة الاستخبارات الأمريكية سيجبر على قرار صعب تاركا الأمر إلى أبو غزالة كى يفكر فوافق المشير بشجاعة على قبول التحدى. توصل ضابط عراقى عمل جاسوسًا لحساب CIA فى وزارة الدفاع العراقية فى فبراير 1989 إلى معلومات عالية التصنيف أماطت الحجب عن مشروع الصاروخ «كوندور2». وقادت معلوماته وزارة الدفاع الأمريكية إلى أكواد قطع غيار إليكترونية تدخل فى صناعة موجهات الصواريخ بعيدة المدى شحنت عبر شركات أرجنتينية خاصة وفرت قطع إنتاج «كوندور2» فهتكت خفايا المشروع، وكشف دور المشير أبو غزالة وطاقمه. أسرار حصرية غير مسبوقة أهمها أن مصر وقعت قبيل الكشف عن معلومات «كوندور2» على أول اتفاقية مصرية - أمريكية فى مجال البحوث العسكرية التزمت فيها القاهرة بفترة تعاون مع واشنطن لمدة عشرة أعوام قابلة للتجديد بداية من 23 مارس 1988 حتى 23 مارس 1998. ضعضعت القضية مصداقية مبارك أمام الإدارة الأمريكية ولم تهدأ آثارها إلا باتفاقية تبادل العلماء والمهندسين التى وقعها الفريق «بيلى إم توماس» فى واشنطن عن الجانب الأمريكى بتاريخ 3 مايو 1991. وعن الجانب المصرى بالقاهرة اللواء «محمد الغمراوى داود» بتاريخ 15 مايو 1991 مع اللواء «عبد المنعم الطويل» نائب رئيس هيئة التسليح وقتها واللواء «سمير عبد الوهاب» رئيس فرع المهمات ساعتها. أما سياديا فقد وقعها «فرانك تشارلز كارلوتشى» بتاريخ 23 مارس 1988 بصفته وزيرًا للدفاع الأمريكى - ال16 فى تاريخ تسلسل وزراء الدفاع - الثابت شغله المنصب خلال الفترة من 23 نوفمبر 1978 حتى 20 يناير 1989. المعروف أنه كان صديقا حميما للواء عمر سليمان بسبب شغله منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA خلال الفترة من 5 فبراير 1978 حتى 4 فبراير 1981. وقد وقع بالسيادة فى ذات التاريخ عن الجانب المصرى المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع والانتاج الحربى. تداعيات الكشف عن قضية «كوندور2» ألزمت المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة بناء على اتفاقه الخاص مع مبارك على تحمل المسئولية كاملة والتنحى طواعية مقابل حفاظ مبارك على رجاله فى أماكنهم. بعدها تملص مبارك من الضغوط السياسية، وتجنب المواجهة المباشرة مع الإدارة الأمريكية أن أنكر علمه كلية بالمشروع وصولًا إلى قراره الاضطرارى بقبول تنحى وزير دفاعه أبو غزالة، وترك الأمر دون تفسير مقنع لإقناع واشنطن أنه أقال المشير عقابًا له. الحقيقة أغلق الملف مؤقتًا مع واشنطن وتم الزج بروايات غير حقيقية عن المشير لإلهاء الرأى العام داخليًا وخارجيًا وفى السر أعاض الرئيس مبارك المشير أبو غزالة فكرمه وعينه رسميًا فى منصب المستشار الدفاعى الخاص به، وإن كان منصبًا شرفيًا. جاد المشير أبو غزالة بجسارة الأبطال بمنصبه الرفيع دفاعًا عن حلمه وطمن فى صدره طيلة الوقت وكنات «كوندور2» الحقيقية وقد زاد عن رجاله كما وعد وعلى رأسهم تلميذه عمر سليمان. الذى أمسك عام 1983 بمسئولية فرع الملف الأمريكى فى ظل اتفاقية تبادل المعلومات التى وقعت فى القاهرة بين جمهورية مصر العربية والولاياتالمتحدةالأمريكية بتاريخ 10 فبراير 1982. بعدها وصل عمر سليمان عمله بالجد وبذل وسعه وصرف فى تطوير الملف الأمريكى عنايته، عس ليل جهازه وحرس نهار وطنه وساهم فى تقوية أواصر العلاقات المصرية - الأمريكية فى شتى المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية ما رفع شأن اسمه وخلد عمله وأفاد بلاده وشعبه.
فى الحلقة القادمة: • عمر سليمان رفض خطة مبارك وإسحاق رابين للحرب على التطرف الإسلامى • مبارك ورابين هما المسئولان عن توريط الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما سمى الحرب على الإرهاب • أول تقرير حرره عمر سليمان عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية • سليمان يكشف أسرار الإخوان فى البيت الأبيض