البحث عن ذهب الفراعنة، حلم يراود الآلاف الذين يبحثون يومياً عن آثار المصريين القدماء بلا كلل أو ملل، فى محاولة لتحقيق حلم الثراء السريع، «الصباح»، تبحر فى عالم البحث عن الآثار الغريب والممتع والقاتل أيضاً، فكبار مهربى الآثار لا يرحمون، لنكشف عن أبرز الأماكن التى يتم التنقيب فيها، فضلا عن أشهر تجار الآثار، وأهم الخدع التى تمارس على أثرياء العرب لبيع الوهم لهم باسم «الزئبق الأحمر». «محمود.س»، أحد المتخصصين فى التنقيب عن الآثار أكد ل«الصباح» أن أبرز الأماكن التى يتم التنقيب فيها عن الآثار هى: بنى حسن والأشمونين بالمنيا، ومنطقة سقارة وميت رهينة ونزلة السمان وقرية وادى العقرب بجنوبالجيزة، وعدة قرى بمحافظة الفيوم، ومناطق طره وعين شمس بالقاهرة، فضلاً عن عدة مناطق بالصعيد، مشيراً إلى أن قرى مركزى الصف وأطفيح بالجيزة تستخدم من قبل بعض المهربين كمخازن للآثار. الشواف.. كبير اللصوص وكشف محمود أن الشواف عبدالرحيم، المقيم بمحافظة المنيا، هو أكبر تجار الآثار فى الصعيد كله، والذى بدأ حياته كخفير لأحد المباني، قبل أن يتاجر فى الآثار، حتى أصبح أهم من يبيع الآثار، وتحول بين ليلة وضحاها إلى رجل أعمال يمتلك العديد من المشاريع التجارية مثل الحضانات والمزارع الخاصة بالدجاج، التى استوردها من ألمانيا، فضلا عن امتلاكه العديد من الأراضى الزراعية بالمنيا، ومعالف المواشى، وتوج هذه الاستثمارات بتدعيم علاقته بجمال مبارك، إلا أنه الآن مطارد من قبل قوات الأمن، حيث يتنقل بين المحافظات المختلفة هرباً من اتهامات عديدة تطارده. انعدام ضمير من أشهر وقائع الفساد فى دنيا تجارة الآثار، عندما يتحول المثل الشعبى «حاميها حراميها»، إلى واقع، ففى قضية طريفة من نوعها، تم القبض على تاجر آثار بقرية طهطا فى محافظة سوهاج، عندما حاول أن يبيع بعض القطع الأثرية، لكن عند التحقيق معه، اكتشف المتهم، أنه تم استبدال القطع الأصلية بأخرى مزيفة، وهنا أصر على أنه تم القبض عليه وبحوزته القطع الأصلية، وبعد تحقيقات النيابة تبين أن مأمور القسم وضابط المباحث هما من استبدلا القطع الأصلية بأخرى مزيفة، للمتاجرة بها، لكن تاجر الآثار فضل السجن على أن ينفردا بالغنيمة وحدهما. أكذوبة الزئبق الأحمر يعد «الزئبق الأحمر»، من أشهر الخدع التى يروج لها تجار الآثار لخديعة الأثرياء العرب، بالحديث عن مادة فرعونية تدعى «الزئبق الأحمر»، لها قدرات جنسية خارقة، وتأثير سحرى فى إطالة العمر، ويتم بيعها إلى الثرى العربى بأموال كثيرة، إلا أن الخدعة تكمن فى أنه لا وجود للزئبق الأحمر فى العالم كله، وأن كل ما فى الأمر هو مجرد «سيلكون» تم وضع بعض الألوان الصناعية عليه، لإصباغه باللون الأحمر. البحث عن الكنوز ويؤكد المصدر أن البحث عن المقابر الفرعونية يختلف حسب المكان، فتختلف المقابر فى جنوب الوادى عن الشمال، وعلى طول نهر النيل تختلف من شرق النيل عن غربه، وأن جميع المقابر الفرعونية والدفائن لا تتواجد إلا فى وسط رملى، بمعنى أن الباحث عن كنز يجب أن يبحث فى الرمال وليس فى الطين أو الحجارة، ففى الجبال عموماً كما فى الجبل الشرقى أو الغربى على طول خط الصعيد على كل من يبحث عن الكنوز فى داخل المغارات الجبلية أن يختبر التربة فى المقام الأول، أما من يبحث عن كنز فى منطقة تربتها طينية يجب أن يعلم مكانه، حتى لا يهدر وقته فى البحث عن الوهم. بداية لعنة الفراعنة «لا تفتح التابوت فسيذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا»، هكذا قرأ عالم الآثار «هاورد كارتر»، مع زميله اللورد «كارنافون»، على مدخل مقبرة الفرعون «توت عنخ آمون» الشهيرة، عند اكتشافها عام 1922، ولم تمنع تلك الجملة التحذيرية «كارتر» من اكتشاف أعظم مقبرة فرعونية وجدت على حالتها الأصلية، فى واحدة من أهم اكتشافات القرن العشرين. المقبرة بحجمها الهائل كانت فى منتهى الفخامة، وتحتوى على تماثيل كبيرة الحجم للفرعون وحيوانات عدة كلها مصنوعة من الذهب الخالص، ومرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة، فضلاً عن جسد الفرعون المكفن بالذهب. لكن الفرحة بهذا الاكتشاف العالمي، لم تدم، ففى يوم الاحتفال الرسمى بافتتاح المقبرة أصيب اللورد «كارنافون»، بحمى غامضة، لم يجد لها الأطباء تفسيراً، وفى منتصف الليل توفى «كارنافون» فى القاهرة، وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمى ممن شاركوا فى اكتشاف المقبرة، لتبدأ أسطورة لعنة الفراعنة فى الشيوع عالمياً منذ ذلك الوقت.