يثير الفريق الطامح لرئاسة مصر، سامى عنان، رئيس أركان الجيش السابق، الجدل فى الأوساط السياسية والعسكرية بالإعلان عن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة على الرغم من ترحيب المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رسمياً، بفكرة ترشح وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى لمنصب الرئيس، بعد بيان صدر الأسبوع الماضى اعتبره مراقبون بمثابة تفويض واضح من الجيش، مما يعنى أن إصرار عنان على خوض الانتخابات الرئاسية بمثابة تغريد خارج سرب «المؤسسة العسكرية». يأتى إعلان «عنان» عن استكمال أوراقه وبرنامجه الانتخابى لخوض المعركة الانتخابية لمغازلة انصار جماعه «الإخوان»، وكسب أصواتهم فى الانتخابات، وخطب ود كل من لا يوافق على ترشح المشير رئيسا، كما أطلق الرجل حملةإلكترونية للتواصل مع كل من يرغب فى دعمه عبر صفحات خاصه بحملته الانتخابية. يكثف عنان فى الأونة الأخيرة لقاءاته ببعض القوى والأحزاب السياسية لطلب الدعم، ومن ذلك لقاؤه مع محمد أنور السادات رئيس حزب «الاصلاح والتنمية» بتوجيهات من رجل الأعمال الهارب رامى لكح الذى أعلن عن «تضامنه الكامل» مع الفريق لدعمه فى الانتخابات الرئاسية القادمة. علمت «الصباح» أن «لكح» وضع كل مقاره القديمة الخاصة بحزب «مصرنا» تحت أمر حملة «عنان» من جهة، فيما يقوم لكح نفسه بالترويج كأحد أنصار الإخوان لرئيس الأركان السابق، ليكون الأخير هو أول عسكرى يقوم بمغازلة الجماعة لكسب أصوات مؤيدى التنظيم، وهو الأمر الذى سيتم بناء عليه الترويج للفريق «عنان» خلال الأيام المقبلة. كما يحاول عنان كسب ود الأقباط بعد لقائه مع البابا تواضروس فى «عيد السعف» قبل أسبوعين لتهنئة الكنيسة بالعيد، وكسب ود وأصوات الاقباط فى الداخل والخارج، ولكنه خرج من اللقاء بخفى حنين بعد أن أكدت له مصادر قبطية أنها ستدعم المشير السيسى رئيسا. قال مصدر مقرب من عنان إنه يجتمع على مدار الأسابيع الماضية بالمشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق كنوع من «مباركة» طنطاوى له، وأنه طرح خلال اللقاءات فكرة دعمه دوليا فى الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال اتصالات المشير وعلاقاته مع قادة العالم الغربى والعربى وخاصة بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبى. أضاف المصدر أن الفريق بصدد القيام بجولة أوروبية من المقرر أن يلتقى خلالها رؤساء الجاليات المصرية فى أوروبا بعض الدول العربية، وعدد من الشخصيات العامة من أبناء الجاليات بناء على نصائح «طنطاوى»، وتضم قائمة الشخصيات التى سيلتقيها «عنان» كلا من مصطفى رجب رئيس «بيت العائلة المصرية» فى لندن، وعفاف على رئيس الجالية فى أيرلندا الشمالية والمهندس رشدى الشافعى رئيس «اتحاد المصريين» فى فرنسا ومختار كامل رئيس «تحالف المصريين» فى امريكا، فضلا عن جمعة العوا رئيس الجالية فى ميلانو بإيطاليا، وبكر توفيق رئيس الجالية فى أوتاوا بكندا وشيرين النجار ومها زغلول من الجالية فى نورث كارولينا بأمريكا، وأشرف الأنصارى فى فلوريدا، وعدوى السنوسى فى ليبيا وعلى بركات فى تونس وأمير بركات فى الامارات. كشف المصدر الذى رفض ذكر اسمه عن أن عددا كبيرا من أعضاء الحملة الانتخابية للواء الراحل عمر سليمان، نائب الرئيس الأسبق، انضموا إلى حملة عنان، للعمل على دعمه خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، ومن بين المنضمين صموئيل العشاي، وهو أحد الأعضاء النشطين في حملة سليمان. وبدأ هؤلاء فى العمل على الأرض للترويج للرجل فى الشارع والتحرك بشكل منظم على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». دشنت حملة دعم عنان صفحة «الحملة الشعبية لمطالبة الفريق سامى عنان بالترشح لرئاسة الجمهورية» التى بدأت بنشر بيانات وأحاديث عنان، إضافة إلى صفحة «جبهة الدفاع عن الفريق سامى عنان»، التى تروج صورا للفريق كُتب عليها «عنان رئيسًا لمصر 2014». يأتى ذلك فيما رفضت بعض القوى الثورية والشبابية إعلان عنان استمراره فى ماراثون الانتخابات رغم تفويض الجيش للمشير «السيسى» للترشح لمنصب الرئيس ووصفوه ب»العميل المخابراتى لأمريكا»، مشيرين إلى أن عنان يجدد الصراع العسكرى- العسكرى فى ماراثون الرئاسة. قالت إيمان المهدى عضو حركة «تمرد» إن عنان سيحدث انقساما فى الآراء داخل المؤسسة العسكرية حال تقديم أوراقه إلى اللجنة العليا للانتخابات المشرفة على الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى أن «عنان لا يصلح ليكون رئيسا بعد فشله فى إدارة المرحلة الانتقالية السابقه وبعد أن سلّم البلد للإخوان فى صفقة كان هو طرفا أساسيا فيها"