بعد اختفاء الفريق سامى عنان، رئيس أركان الجيش المصرى السابق، من الاحتفال الرسمى لانتصار 6 أكتوبر، وحضور المشير حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة السابق، تجددت التكهنات حول موقف المؤسسة العسكرية من فكرة ترشيح عنان فى الانتخابات الرئاسية، وربطت مصادر مطلعة بين دلالة عدم توجيه القوات المسلحة دعوة للفريق لحضور الاحتفال، وعدم رضاها عن فكرة ترشحه فى الانتخابات. ورصدت «الصباح» لقاء سريا جمع بين عنان وطنطاوى فى فندق «دار المدفعية» بعد حضورهم حفل زفاف أحد أبناء قادة القوات المسلحة قبل أيام من الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، إذ سريعا ما غادر الاثنان قاعة الفرح، واتجها إلى الطابق العلوى للفندق، واستمر اجتماعهما قرابة ال45 دقيقة، وهو ما فسرته مصادر مقربة من الفريق عنان بأن الأخير يحاول كسب تأييد المشير فى خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة، ودعمه دوليا، لوجود اتصالات بين المشير وقادة العالم الغربى والعربى، وخاصة بريطانيا والاتحاد الأوروبى، بالتزامن مع بدء أعضاء حملة الفريق فى الترويج والعمل للحملة الانتخابية، حيث يشارك بعض شباب الأحزاب المدنية بحملة الفريق عنان، وهو الأمر الذى تم تشكيله بعد جلوس الأخير مع بعض قيادات الأحزاب لرغبتهم فى تولى رجل عسكرى المرحلة المقبلة، إذا لم يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى لمنصب رئيس الجمهورية». عنان يبحث عن تأييد الجيش وقال مصدر قريب من الفريق سامى عنان إنه يسعى لأن يحظى بتأييد المؤسسة العسكرية فى الترشح للرئاسة، بوساطة من المشير طنطاوى، وأضاف أن عنان يخوض حربا نفسية ضد الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، بعد أن سرب شفيق خبر إعلان ترشح عنان للرئاسة بعد مؤتمر مطروح، وجاء تكذيب عنان للخبر ليؤكد صحة مصادر الجريدة التى أكدت أن الفريق شفيق وأعضاء حملته والمشاركين منهم فى مجال الإعلام هم أصحاب تسريب خبر إعلان عنان للرئاسة. وأكد محمد فرج، المتحدث الرسمى باسم حركة دعم الفريق عنان، أن مصر تمر بمرحلة صعبة من تاريخها وعلى رجال القوات المسلحة تحمل مسئوليتها فى الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الفريق عنان أحد أبناء المؤسسة العسكرية، وهو الأقرب إلى قيادة دفة مصر فى المرحلة المقبلة، خاصة بعد إعلان الفريق أول عبدالفتاح السيسى عدم رغبته فى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال فرج إن هناك حملات مضادة يقوم بها الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وأعضاء حملته وحزب الحركة الوطنية، بتشويه صورة الفريق عنان، مشيرا إلى أن بعض الصحفيين المنتمين لمؤسسات صحفية خاصة ومشاركين فى حملة دعم شفيق هم وراء تسريب خبر إعلان الفريق عنان ترشحه للانتخابات الرئاسية؛ بهدف حرقه فى وسائل الإعلام، مؤكدا أن الحملات المضادة لن تنجح فى الوصول لأهدافها، لأن الشعب المصرى يعى جيدا من هرب خارج مصر، ولم يكن يقدر على مواجهة النظام الفاشى للإخوان، على حد تعبيره. عنان والوفد ويكثف الفريق سامى عنان من لقاءاته ببعض القوى والأحزاب السياسية، وعلى رأسهم حزب الوفد، برئاسة الدكتور السيد البدوى، وبعض أحزاب جبهة الإنقاذ التى تسعى للبحث عن مرشح ذى خلفية عسكرية لقيادة مصر فى المرحلة المقبلة، وحسب مصادر مطلعة، يقوم ممدوح حمزة بدور الوسيط بين الفريق وبعض القيادات الحزبية، بعد معرفته بعدم موافقتهم على دعم حمدين صباحى فى الانتخابات المقبلة.