هل تتعنت الرقابة ويصر مقص الرقيب على التدخل العشوائى فى مجريات أحداث فيلم «أسرار عائلية» أم تتجاوز أحلام مخرج الفيلم فكرة تعرض الرقابة لفيلمه بالحذف أو الإضافة ليعرضه كما يشاء بالشكل الذى يحلو له ؟! ؛ السؤال السابق يمكن اعتباره الملخص النهائى للأزمة الدائرة حاليًا بين صناع فيلم «أسرار عائلية»، ويتصدرهم المخرج هانى فوزى من جهة؛ والرقابة على المصنفات الفنية ويتصدرها المخرج أحد عواض بصفته رئيسًا للرقابة من جهة أخرى.. بدأت الأزمة عندما بدأت لجنة المشاهدة فى الرقابة بمشاهدة النسخة الأخيرة من الفيلم بناءًا على طلب مخرجه لإجازة عرضه خلال الفترة المقبلة؛ وبعد انتهاء اللجنة من المشاهدة وضعت 13 ملحوظة، وليس 12 كما تردد خلال الأيام القليلة الماضية؛ وأكدت فى تقريرها على وجوب التزام المخرج بتلك الملاحظات، وحذف المشاهد والألفاظ التى جاءت فى التقرير ثم عرضه من جديد على اللجنة لإجازته؛ وهو الأمر الذى أغضب المخرج الذى يرى أن فيلمه خالٍ تمامًا من أية ملاحظات لأنه لا يحمل ألفاظًا خارجة أو مشاهد ساخنة رغم تعرضه لقضية الشذوذ الجنسى لدى الرجال.. «الصباح» تنفرد الآن بنشر عدد من الملاحظات التى أبدتها الرقابة لإجازة الفيلم، ومنها العديد من المشاهد التى تحمل ألفاظًا لا يصح وجودها فى عمل سينمائى، ومنها حوار بين بطل الفيلم وصديقه يقول له فيه « احنا زهقانين وطالع ...... أبونا » – نعتذر عن عدم نشر اللفظ حرفيًا احترامًا منا للقارئ - ، وجملة أخرى لطبيب يسأل بطل الفيلم حول علاقته بصديقه متعجبًا فيقول له « بتحب واحد زميلك وعايز «تنام معاه» .. ومن بين الملاحظات أيضًا لجملة أوجبت الرقابة حذفها لشخص يوجه كلامه لوالد البطل ويقول له «ابنك شاذ وبينام مع رجالة» .. تلك الجمل التى اعتبرتها الرقابة شديدة الصعوبة، ولا يمكن أن تظهر للمشاهد حتى وإن حمل الفيلم لافتة «للكبار فقط»، بينما رفضها مخرج الفيلم معللاً موقفه بوجودها فى أعمال تم تقديمها من قبل.. وأيضًا من بين المشاهد التى طلبت الرقابة حذفها مشهد لشخص يغتصب شقيقه الأصغر وهو نائم؛ كذلك مشهد آخر لطبيب «شاذ جنسيًا» يشتهى كل رجل يقوم بالكشف عليه، ويحاول أن يدخل فى علاقة جنسية مع بعض مرضاه.. ومشهد آخر يظهر فيه بطل الفيلم أثناء رؤيته لصديقه وهو يصلى، فيثار جنسيًا عند رؤيته وهو يركع ويسجد . المخرج أحمد عواض رئيس الرقابة قال لنا فى حديث خاص إنه يرى أن قرار لجنة المشاهدة ليس ظالمًا للفيلم، وأن المشاهد والألفاظ المطلوب حذفها جاءت خارجة عن الآداب العامة، ولا يمكن أن تندرج تحت بند حرية التعبير والإبداع لأن المشاهد المصرى لن يستطع تحمله.. وأضاف أن قرار اللجنة جاء بعد جلسة استمرت ثلاث ساعات وتم إبلاغ صناع الفيلم بخطاب رسمى. وعن إمكانية مرور تلك المشاهد خاصة أن الفيلم يحمل لافتة «للكبار فقط» أوضح عواض أنه بالفعل يقوم بتقييم الفيلم تحت هذا المسمى، وهو الأمر المعلوم منذ كتابة السيناريو؛ لكن وجود تلك العبارة لا يعفى صناع الفيلم من الالتزام بالآداب العامة . أما مخرج الفيلم هانى فوزى فأكد فى حديثه لنا أن ال 13 ملاحظة التى وضعتها الرقابة ما هى إلا ملاحظات على أشياء بسيطة تم تقديمها فى أفلام سابقة خاصة أن الفيلم يخلو من المشاهد الجنسية، ولا يوجد بها تلامس وحتى الإيحاءات الموجودة ليست بها مبالغة، لكن الرقابة تعطيها أكبر من حجمها، فهذه الأشياء كانت موجودة مثلًا فى فيلم «عمارة يعقوبيان». وأضاف فوزى أن الفيلم ليس ضد الآداب العامة، كما ذكرت الرقابة التى تصر على ذلك؛ لكننى لا أستطيع أن أحذف تلك المشاهد لأنها ستؤثر على السياق الدرامى للفيلم، فمن المفترض أننى أقدم الفيلم للجمهور الذى يريد معرفة معلومة جديدة، ويفهم أمورًا جديدة؛ ووظيفة السينما هى كشف الواقع مهما بلغت درجة مرارته. وأشار أنه قرر اللجوء للجنة التظلمات من أجل مشاهدة الفيلم من جديد، والحكم عليه فى ظل تعنت الرقابة وإصرارها على تقديم سلوك عدائى ناحية الفيلم رغم أنه عمل سيكولوجى، وكل ما به حديث نفسى علمى، ويدور حول رحلة علاج شاب من الشذوذ مع خمسة أطباء من أجل الخروج من تلك الحالة . «أسرار عائلية» بطولة الوجه الجديد محمد مهران، سلوى محمد على، طارق سليمان، ومن تأليف محمد عبدالقادر، وإخراج هانى فوزى .