حلم السيطرة على العالم أصاب الولاياتالمتحدةالأمريكية بالجنون، ومحاولاتها طوال السنوات الماضية أن تكون هى الأولى فى كل شىء سواء فى القوة الاقتصادية أو تطوير القدرات التكنولوجية أو التأثير السياسى وغيرها، جعلها تبيح التنصت على كثير من دول العالم، حيث قامت بنشر برامج التجسس التى يمكنها جمع مختلف المعلومات الشخصية والبيانات عن جميع كبار المسئولين على مستوى العالم. سهم التنصت الذى أصاب ألمانيا وفرنسا والبرازيل أصاب مصر أيضا، وهذا ما جعل جهات سيادية عليا تقوم بتمشيط الوزارات خوفا من وجود أجهزة تجسس أمريكية. الوزارة الإباحية! وفى تصريحات لوزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر، قال إن التنصت بدأ منذ فترة ومن مصدر غير أمريكى، عندما حاولت إسرائيل اختراق موقع الوزارة قبل بداية موسم الحج، حيث كانت تسعى للاستيلاء على قاعدة البيانات الكاملة بداخله لكنهم فشلوا فى اختراق موقع الوزارة. لكن «الصباح» علمت من مصادرها داخل وزارة التربية والتعليم أن كلام الوزير غير دقيق، وأن موقع الوزارة قد اخترق بالفعل، حيث ترددت شكاوى عديدة من أولياء الأمور تفيد أنهم اكتشفوا روابط إلكترونية للدخول على أفلام جنسية ودردشة إباحية ومواقع للبحث عن زوجات على الموقع الإلكترونى الرسمى للوزارة، وذلك داخل منهج مادة الفيزياء للمرحلة الثانوية الموجود على بوابة المناهج التعليمية بموقع الوزارة- قسم الأسطوانات المدمجة. ذلك ما أكده أحد المصادر المتخصصة فى تكنولوجيا الاتصالات، والذى أوضح أن معظم برامج التجسس التى تخترق المواقع الإلكترونية للوزارات تدخل ضمن هذه المواقع الإباحية، خاصة أن تحميلها من على شبكات الإنترنت يكون مجانا وبمنتهى السهولة، لافتا إلى أن أغلب الوزارات لا تعتمد على برامج حماية من الفيروسات أو مواقع الهاكرز، للوقاية من تلك البرامج التى تصيب المواقع الرسمية للوزارات، وهذا ما يسهل عملية التجسس على كافة البيانات والإحصاءات التى يحويها أى موقع، بل إنه إذا قام أى شخص من العاملين بالوزارة بإيصال كاميرا اتصال لأجهزة الكمبيوتر تستطيع برامج التجسس أن تنقل كافة اجتماعات الوزير، وما يحدث فى الوزارة بث مباشر. السبب فى الإخوان من جانب آخر، أكدت مصادر بوزارة القوى العاملة والهجرة ل«الصباح» أن عمليات التجسس والاختراق على الوزارت حدثت أثناء تولى جماعة الإخوان الحكم، لأن وقتها تم الاتفاق على مشروع الربط الإلكترونى بين الدول العربية من أجل توفير العمالة، حيث يتم الربط بين وزارة القوى العاملة المصرية مع وزارات عربية أخرى من خلال قاعدة البيانات لكى تعرف كل بلد الفرص المتاحة للعمل فى البلاد الأخرى، بحيث إذا ما طلبوا عمالة مصرية فى مهن معينة تتم مخاطبة الوزارة إلكترونيا، وقد علقت المصادر على ذلك المشروع، مؤكدة أن ذلك يتيح الفرصة للجهات الخارجية المتفوقة إلكترونيا فى اختراق قاعدة بيانات القوى العاملة والتجسس عليها بالكامل، والاستفادة من كم المعلومات الكبير الموضوع عليها. المهندس مصطفى الزواوى، مدير إدارة مركز سنترالات «نورتل» بوزارة الاتصالات، أكد فى تصريح خاص ل«الصباح» أن عملية التجسس الأمريكية تفوقت حتى على برامج الحماية لدى الدول المتقدمة تكنولوجيا، مثل «ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والصين»، واخترفت كل تلك الأجهزة، وبالتالى لم يكن من الصعب التجسس على مصر، خاصة أن ما نستعمله من أجهزة إلكترونية هم مصدرها ويعرفون أسرارها، واعتبر أن من الطبيعى أن تحاول الولاياتالمتحدة اختراق الأجهزة الأمنية فى مصر للتعرف بشكل أكبر على ما يحدث فى الشارع، حتى لا تفاجأ بمواقف جديدة كما حدث فى 30 يونيو، خاصة فى ظل الأزمة السياسية التى تمر بها الآن وموقف القاهرة من واشنطون. الزواوى أكد أن تمشيط الأجهزة التى تستخدمها القيادات الأمنية، فهى خطة دورية من المفترض أن تتم كل شهر فى مختلف الوزارات والأماكن الحساسة بالدولة، وهناك بشكل دورى اجتماعات بين وزارة الاتصالات والجهات الأمنية، والجهاز القومى للاتصالات، للتعرف على كل ما يحدث من جديد على الساحة التكنولوجية، مؤكدا أن المهندس عاطف حلمى، وزير الاتصالات، أعلن أن هناك لجنة وزارية معنية بضبط عمل بعض برامج الاتصالات عبر الإنترنت، مثل «ڤايبر»، واتس اب» لبحث مدى قانونيتها، والتى تمثل مخاطر أمنية على الأمن القومى المصرى حال استخدامها من جانب بعض الجماعات الإرهابية فى إجراء مكالماتهم. كسل فى التحديث المهندس رمضان ماضى على، الباحث فى تكنولوجيا الاتصالات والإلكترونيات قال ل«الصباح»: إن معظم أجهزة الكمبيوتر الموجودة بالوزارات وخارجها تمت صناعتها على نظام «دوس»، وهذا هو نظام التشغيل قبل التوصل إلى نظام «الوندوز»، وكان التعامل مع هذا النظام صعبا للغاية، ومن هنا يبدأ الاختراق لأنه رغم تطوير الوندوز فإن معظم برامج التجسس والهاكرز يقومون باختراق نظام الدوس والاختباء به، وتتم نقل كافة الملفات دون أن يرى المستخدم ما يحدث بشاشة الدوس. وأضاف ماضى أن معظم الوزارات المصرية تستخدم برامج تم تنزيلها من شبكات الإنترنت ولم يتم تحديثها ولا حمايتها، بل بعضها يسكنها الهاكرز، أو برامج التجسس بدخلها، مؤكدا وجود برامج حماية معروفة تشتريها مقابل الأموال، ولكن تلك البرامج أيضا يجب أن يتم تحديثها شهريا، ومن أحدث برامج الحماية للأجهزة برنامج «هوت سبوك»، حيث يمكنها التصدرى للمخترق، وتمنعه من السيطرة على الأجهزة، ومن الضرورى أن يقوم فنيين بمسح الأجهزة الموجودة بالوزارات شهريا، وتنظيفها حتى لا يتسنى لأحد اختراقها، وذلك لأن القائمين على الاختراق هم أنفسهم الشركات التى تنتج برامج الحماية، أى أن لديها المرض والدواء فى وقت واحد، مشيراً إلى أن برامج «ڤايبر»، و«واتس آب» و«سكاى بى» من أخطر برامج التجسس، حيث تستخدم للتجسس على الأمن القومى المصرى، لأنه يعتبرها من صنع أجهزة المخابرات العالمية وعلى رأسها الموساد الإسرائيلى.