كانت الاتهامات التى تسببت فى إحالة مجلس إدارة الزمالك السابق إلى نيابة الأموال العامة مثيرة للتساؤل، إذ إنها توحى وكأن النادى العريق كان يدار بطريقة لا تصلح لتسيير أعمال دكاكين صغيرة فى مناطق عشوائية، وليس كيانا كبيرا بقدر وقيمة أحد أكبر أندية مصر والشرق الأوسط! تتضمن المخالفات اختلاس خزينة النادى كما جاء فى تقرير لجنة التفتيش المالى والإدارى، ووجود مخالفات فى عقود الإيجار المبرمة بين النادى والغير، بالإضافة إلى مخالفات مصيف النادى بمرسى مطروح، والتخاذل عن تحصيل إيجارات 70% من المحلات المقامة داخل سور النادى منذ أكثر من سنة كاملة، وسوء إدارة المحفظة المالية، بشكل قانونى.. بمعنى أن كل أوجه الصرف المادية لا تتم وفقاً لشيكات توضح خط سير المال العام. لكن كل هذه الاتهامات تهون أمام الورطة الكبرى التى كشفتها لجنة التفتيش المالى، بشأن التعاقد مع شركة أديداس الألمانية للملابس الرياضية بالأمر المباشر دون الرجوع للجهة الإدارية، رغم أن نفس هذه الشركة تسعى منذ أكثر من عامين للتعاقد مع اتحاد الكرة على توريد ملابس للمنتخبات الوطنية، ولم يجرؤ أى مسئول على البت بالموافقة على قرار التعاقد، رغم أن العقد يوفر لاتحاد الكرة مبلغا يقرب من 17 مليون يورو لمدة 7 سنوات، نظير ارتداء لاعبى المنتخبات الوطنية ملابس الشركة، لكن قرار وزراء الشباب والرياضة العرب بمنع التعامل مع الشركة الألمانية، أدى لتجميد موقف الصفقة، ولم ينجح عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة السابق، ولا العامرى فاروق وزير الرياضة السابق، ولا طاهر أبوزيد وزير الرياضة الحالى، فى إبرام التعاقد، بسبب قرار وزراء الشباب والرياضة العرب، الذى يرجع إلى تورط «أديداس» فى رعاية مهرجان رياضى لتهويد القدس، وتبنى مخطط الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل! ورغم كل المحاولات التى بذلتها الشركة مع مسئولى اتحاد الكرة من أجل التعجيل بإتمام الصفقة، إلا أن الموقف المتأزم، وعدم إنهاء الأزمة، أدى لارتداء المنتخبات الوطنية قميص أديداس بشكل مؤقت، دون إبرام أى عقد، لحين فض النزاع حول تورط «أديداس» فى رعاية تهويد القدس عبر ماراثون للدراجات! ورغم أن خلفيات هذه القضية معروفة لأعضاء مجلس الزمالك، إلا أن أحدا لم يحذر ممدوح عباس من التعاقد مع الشركة الألمانية بالأمر المباشر، لاسيما وأن مجلس الزمالك خلال الأشهر القليلة الماضية تفكك، برحيل الغزال الأسمر إبراهيم يوسف، واستقالة رءوف جاسر نائب رئيس النادى السابق، وعمرو الجناينى عضو المجلس السابق بالتعيين، وابتعاد هانى العتال بحكم ظروف سفره للخارج، ونفض حازم إمام نجم الكرة الشهير يده من كل المشكلات.. ليتبقى من مجلس الزمالك المحول للنيابة رئيسه السابق واللواء صبرى سراج ومريم عصمت، وعلى استحياء اللواء مدحت بهجت وهو الوحيد من ضمن المجلس السابق الذى تم اختياره ليكمل المهمة.