صحيح أن «خارطة الطريق» التى أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى عقب الإطاحة الشعبية بالرئيس المعزول محمد مرسى لا تزال فى بدايات تطبيقها مع انعقاد أولى جلسات «لجنة الخمسين» المنوط بها تعديل فجوات وخطايا دستور الإخوان، إلا أن مؤشرات عديدة تقول إن معركة اختيار «رئيس مصر القادم» قد بدأت فى الظهور بقوة.. من ناحية لأن منصب الرئيس يتطلب فى الإقدام على الترشح له وفى الحملة الانتخابية فترة أطول واستعدادات أكبر وأعقد من انتخابات البرلمان، فضلا عن عمل عدد من التحالفات السياسية تمهد الطريق لانتخابات يتطلع لها المصريون بحماس وترقب عوضا عن خيبة فشل أول رئيس منتخب بعد 25 يناير اتضح بعد أسابيع من حكمه كونه «إرهابيا لا أكثر».. من ناحية أخرى لأن هناك أسماء شاركت فى انتخابات 2012 وكونت قاعدة شعبية كبيرة وأسماء أخرى وجدت بقوة «المطالب الشعبية» بنزولها الانتخابات.. ووسط هذا المشهد ترصد «الصباح» الأسماء وتكشف التفاصيل والكواليس حمدين صباحى.. أول إعلان رسمى بأعضاء حملة 2012 والأزمة.. رحلة البحث عن «حليف» . صفحة حمدين تجتذب 70 ألف مؤيد فى أيام وعبد الحكيم عبد الناصر «يبتعد» وكود الحملة فى المحافظات «الفقراء» صباح 5 سبتمبر الماضى سبق حمدين صباحى كل من يفكر فى الترشح فى الانتخابات القادمة وقام بتدشين حملته الانتخابية فى نفس المقر الذى أدار منه حملته فى انتخابات 2012. وقيل فى هذا إن أعضاء الحملة هم من بادروا بهذا تحمسا ومبادرة. مصادر مقربة من حمدين قالت ل «الصباح» إن أعضاء الحملة لا يمكن أن يبادروا بهذا دون التنسيق معه بالفعل، والبداية كانت مناقشات مستفيضة على مدار الأسابيع الماضية كان محورها تحديد موقف حمدين وأنصاره من الترشح فى حال تقدم الفريق عبد الفتاح السيسى بناء على المطالب الشعبية المتزايدة بتقدمه للمنصب.. وانتهت هذه النقاشات إلى ضرورة أن يعلن حمدين الترشح ومن خلال مؤتمر صحفى للإعلان بصورة شبه رسمية لكن مع التأكيد على ما تقتنع به الحملة ويقتنع به حمدين شخصيا من أن السيسى يتمتع بشعبية لا تقارن بعد موقفه فى 30 يونيو. ربما لهذا وفى أثناء هذه المناقشات تباينت مواقف حمدين حيث صرح أولا بضرورة وجود «رئيس مدنى» ثم قال تاليا تصريحا آخر عن شعبية السيسى التى تكونت بناء على قناعة راسخة لدى غالبية المصريين بأنه الأصلح لهذه المرحلة بكل تناقضاتها ومخاوفها الأمنية والإستراتيجية. يعتمد حمدين على نقاط قوة فى حملته التى تعتمد على عدة محاور.. أولها تقديم نفسه للرأى العام باعتباره «رجل دولة من طراز رفيع» ونقل مستوى لقاءاته السياسية إلى مستوى آخر ولهذا التقى وأرسل رسائل إلى «رؤساء دول» واختار عددا من دول أمريكا اللاتينية التى ترتبط تاريخيا بفكرة العداء لأمريكا والمشروع الغربى مثل فنزويلا، كما التقى عددا من سفراء أمريكا اللاتينية متجاوزا فكرة «المرشح السابق» إلى «الرئيس المحتمل».. ثانى نقاط القوة التى يعتمد عليها حمدين أربعة ملايين ونصف المليون صوت انتخابى حصل عليها فى انتخابات 2012، وإن كان مقربون منه قد أكدوا أن حمدين يدرك جيدا تغير المزاج الانتخابى للمصريين والظروف التى أدت لمنحه هذه الأصوات فى ظل وجود مرشحين عن الإخوان «محمد مرسى» والنظام القديم «أحمد شفيق» فى الانتخابات الماضية وإن كان الاعتقاد السائد لدى أعضاء الحملة أن الأرضية التى يتحرك عليها حمدين لا تزال موجودة وقوية وترتبط بفكرة «العدالة الاجتماعية» التى لم يتحقق منها شىء منذ 25 يناير 2011. يعتمد حمدين على نفس فريق حملته فى الانتخابات الماضية وقوامها من شباب حزب الكرامة والناصريين وعدد من الشخصيات العامة بين فنانين ومثقفين أبرزهم خالد يوسف والمهندس ممدوح حمزة لكن تبقى مشكلته فى اكتساب أرض جديدة.. مصادر من داخل الحملة قالت إن بحث حمدين عن أرضية جديدة هو الشغل الشاغل فى الشهور المقبلة فى ظل تفتت أصوات كثيرة منحت له رصيدا فى الانتخابات السابقة.. عبد الحكيم عبد الناصر مثلا نجل الزعيم الراحل الذى كانت زياراته مع حمدين للقرى والأحياء الفقيرة تحدث تأثير السحر بالنسبة لشرائح كبيرة تعتبر أن ثقة نجل عبد الناصر وصوته بمثابة ضمانة لاهتمام هذا المرشح لو صعد لمنصب الرئيس بملايين الفقراء والمهمشين الذين لا يجدون من يهتم به أو يطور أحوالهم المعيشية.. يبدو أنه لن يكون جزءا من حملة داعمى حمدين، حيث أعلن عبد الحكيم افتتانه بوطنية السيسى وتأييده له فى حال ترشحه. أيضا نسبة كبيرة من أصوات الأقباط تقول مؤشرات عديدة أنها سوف تذهب إلى أى مرشح ذى خلفية عسكرية نظرا لحالة العنف المهدد بها الأقباط ربما لشهور قادمة كعمليات انتقام من دور الأقباط فى 30 يونيو، خاصة أن الإخوان لم يفهموا حتى هذه اللحظة أن المشاركة كانت لدوافع وطنية وليست «عندا فى المشروع الإسلامى» كما يتوهمون.. أيضا هناك نسبة كبيرة من القوى الثورية ربما تتخلى عن حمدين فى إطار عملية البحث عن وجه جديد يتوافق مع دولة المؤسسات أكثر من فكرة «الزعامة» التى يركز عليها حمدين باستمرار.
اللواء مراد موافى.. شائعات وحقائق حول «مرشح الدولة العميقة»! . موافى فكر فى الأمر جديا نتيجة إلحاح قطاعات كانت مؤيدة ل«عمر سليمان».. والقرار النهائى خلال أسابيع. لم يترك الإخوان وفلولهم أى مصطلح إلا وشوهوه وحاولوا إبعاده عن معناه الأصلى. ومن هذه المصطلحات «الدولة العميقة» وهو مصطلح يعنى فى الأصل «الدولة القوية التى تستطيع الحفاظ على الشعب والمقومات الأساسية للوطن رغم أى تقلبات سياسية» وبمجرد طرح اسم اللواء مراد موافى مدير المخابرات العامة الأسبق كمرشح محتمل للرئاسة وميليشيات الجماعة الإلكترونية تتحدث عن «ظهور مرشح الدولة العميقة».. الحقيقة أن الرجل لم يسع إلى طرح اسمه لكن العديد من القوى داخل المجتمع هى التى طرحت هذا الاسم وبعضهم التقاه فى الإسكندرية لحثه على الترشح. كانت فكرة هؤلاء أن اللواء الذى تخرج من الكلية الحربية عام 1970 وشغل العديد من المناصب العسكرية حتى عين رئيسا لأركان الجيش الثانى ثم محافظا لشمال سيناء ثم مديرا للمخابرات العامة فى عهد محمد مرسى حتى إقالته من منصبه بعد حادث رفح، والطريقة التى تعامل بها مع الأزمة حين خرج ليقول فى إحدى وكالات الأنباء: «كنا نملك معلومات عن حادث رفح وأبلغنا السلطات المسئولة لأننا جهة معلومات فقط» وما حظى به هذا التصريح من إعجاب شعبى بيقظة مؤسسات الدولة فى مواجهة تراكم غضب شعبى ضد حكم مرسى الداعم فى جوهره للإرهاب. كل هذا جعل شرائح سياسية ومجتمعية تعتبر الرجل مناسبا للغاية لإدارة مصر فى المرحلة المقبلة بكل حساسياتها. لكن الإخوان من ناحيتهم اخترعوا قصة عن لقاء بين موافى وعدد من رجال الأعمال للإيحاء بأن ترتيبات تتم لعودة دولة مبارك.. من ناحية أخرى فإن الذين ألحوا على اللواء من أجل الترشح كانت منهم مجموعات ترى فى الرجل صورة من «عمر سليمان» رجل المخابرات القوى القادر على كبح جماح جماعات العنف المسلح خاصة وأن نفس هؤلاء يرون رأيا له وجاهته حول ظلم فادح تعرض له الجنرال الراحل على أيدى الإخوان وتيارات الإسلام السياسى، ومن ثم فإن وجود جنرال آخر لا يقل عنه قوة ولا إلماما بكل الملفات الحساسة. اللواء موافى من ناحيته تعمد ألا يرد أو يصرح بأى كلمة حول موقفه من النزول كمرشح رئاسى فى انتخابات قادمة عاصفة.. لكن الصفحة الداعمة له على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تدشن له وبجدية. وتختلف صفحة «اللواء مراد موافى رئيسا» عن أى صفحات أخرى لأى مرشح حتى ولو كان محتملا.. فاللغة الغالبة بين كل مشتركى الصفحة هى الحديث عن «المؤامرة .. بين الإخوان والأمريكان» وضرورة وجود «رجل مخابرات سابق قوى على رأس الدولة». أدمن الصفحة كتب «المؤامرة هى مخطط واقعى لا نظرى تديره نخبة قليلة العدد وذات سلطة قوية ومتخفية ومنها الإعلام الموجه لجموع المشاهدين السلبيين لجرهم بوسائل الخداع إلى الاقتناع بأهداف هذه النخبة ويجب على كل عقل واع محب لوطنه أن ينوع مصادر معرفته ويستنتج ويفكر. أعمل عقلك ولا تجعله عرضة للصدأ فسيأتيك اليوم الذى تصبح فيه منيعا ضد الاختراق أى اختراق.. فقط اجتهد» وتتعدد مثل هذه العبارات الكاشفة لطبيعة مؤيدى اللواء «بلغ عددهم منذ تأسيس الصفحة قبل أسبوعين 16 ألفا» أيضا فمن العبارات المتداولة على الصفحة «أغلب وسائل السيطرة تتمحور حول سحر الكلمات البراقة وارتباطها بالمشاكل التى تعانيها الشعوب ومن هنا يكون الاختراق سهلا وله مستقبل داخل النفوس فاحترس» إلى غير ذلك من الكلمات المؤكدة لوجود مؤامرة ضد مصر تستفيض الصفحة فى شرحها وهى مؤامرة إخوانية أمريكية لا تزال ممتدة حتى بعد سقوط الإخوان. مصادر وثيقة الصلة بمدير المخابرات الاسبق قالت إن اللواء موافى سيحسم موقفه خلال الأسابيع القادمة طبقا لعدة مؤشرات أهمها وجود اسم الفريق شفيق من عدمه وإمكانية تحول حمل دعم السيسى رئيسا إلى واقع ملموس يتجاوب معه الفريق. الكل فى انتظار «كلمة السيسى»! . مصادر: الفريق مشغول فقط فى «خارطة الطريق» وأمن مصر القومى ولم يفكر «لحظة» فى موضوع الرئاسة وتقارير تتوقع: انفجار شعبى قريب لمطالبته بالترشح
معلومة: الفريق أول عبد الفتاح السيسى لا يسمح بأى نقاش إلا حول أمن مصر القومى والدور الذى يمكن أن يقدمه كوزير للدفاع فى إنجاح «خارطة الطريق» ودفع العملية السياسية فى اتجاهات آمنة ومستقرة تؤسس لنظام ديمقراطى يحقق مطالب المصريين فى دولة ديمقراطية حديثة.. وبالطبع مناقشة كل ما يتعلق بأمن مصر القومى والحرب على الإرهاب.. لم يفكر ولم يتحدث «لحظة» فى هذا الموضوع.. هكذا قال مصدر وثيق الصلة، مؤكدا أن الفريق السيسى «شديد التركيز لدرجة متعبة لمن حوله فى كل التفاصيل.. ودءوب إلى أقصى حد.. ويعرف بدقة كيف يضع أولويات العمل طبقا لمحددات الأمن القومى للبلاد».. على الجانب الآخر.. فى غضون أقل من أسبوع وصل عدد مؤيدى «حملة ترشيح الفريق السيسى رئيسا للجمهورية» إلى أكثر من مليون مشترك. وطبقا لتقارير جهات عليا فى الدولة ترصد الشارع واتجاهاته فإن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية سيصاحبه «طوفان شعبى غير مسبوق فى تأييد الضغط عليه لإقناعه بالترشح». ما بين هذا وذلك تبقى «كلمة السيسى» نفسه هى التى ينتظرها الجميع.. صحيح أنه قال فى حوار ل«واشنطن بوست» إنه لا يفكر فى هذا وهو ما قاله فى اجتماع أذيع بينه وبين قيادات المؤسسة العسكرية وفى حضور وزير الداخلية وقيادات الشرطة من أن «حماية إرادة الناس أعز وأشرف من حكم مصر» إلا أن تطورات الأسابيع المقبلة ربما تشهد «التحول الأكبر والأخطر منذ 25 يناير بترشحه على منصب رئيس الجمهورية حيث حاز الفريق السيسى «محبة خالصة» من جموع المصريين تتجاوز أى تحليل سياسى ولم تنجح حملات «معاتيه محمد مرسى من فلول الإخوان وعناصر الإرهاب المحاصر المؤيدة لعودته». وفى حال ترشح السيسى فإن المؤسسة العسكرية وطبقا لتقاليد صارمة فإنها ستنتقل إلى قيادة جديدة ربما يكون الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان أو اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية، كما أن معضلة «الحكم العسكرى» ستكون مجرد وهم فى أذهان فلول نظام مرسى، حيث يمتلك الرجل مؤهلات شخصية وقيادية أكبر من كل الموجودين على الساحة إضافة إلى قبول شعبى لم يحظ به أحد فى مصر منذ أيام الزعيم الفذ نظيف اليد البسيط المكافح المصرى.. «جمال عبد الناصر «
. أحمد شفيق: أزمة العودة من «الإمارات».. والعودة للسياسة فى مشهد «مختلف» . أنصار شفيق يدفعون فى اتجاه عودته سريعا وخبراء ينصحونه: الرئاسة أصبحت «حلما بعيدا»
تماما مثل عبد المنعم أبو الفتوح يواجه المرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق أزمة اختلاف المشهد السياسى بصورة كاملة عن انتخابات 2012 الرئاسية. لكن شفيق يواجه مشكلة قضائية فى قضايا بعضا كان كيديا من نظام مرسى وبعضها قيد التحقيق إلا أن المعضلة الحقيقية فى تراجع صورة «رجل مبارك القوى» القادر على ضبط الأمور من جمهور واسع كان يرى فى شفيق هذه الصورة. البعد عن مصر لأكثر من عام والوجود فقط من خلال الإعلام باعد بين شفيق وبين وجود فرصة قوية له فى الانتخابات القادمة وربما لهذا نصحه فريق من الخبراء فى مقر إقامته بدبى بالتريث قبل الحديث عن ترشحه وتقديم نفسه فى صورة جديدة ربما تكون «رئيس حزب كبير ينقل خبراته لأجيال أخرى» وهذا هو المتوقع بنسبة كبيرة أو «رئيس وزراء عرف عنه الإنجاز عندما كان وزيرا للطيران فى عصر مبارك».
