الرئيس السابق أمضى 10 سنوات من حياته لا يرى إلا السجّان الذى يأمره ويزجره «البرادعى» يتسم ب«الذكاء الوظيفى» لكنه نمطى التفكير.. والغاية عنده تبرر الوسيلة صفوت حجازى مُحب للظهور وسيكوباتى ومتلون كالحرباء.. لهذا كان أول من هرب من السفينة وضعت «الصباح» نجوم السياسة فى مصر على كرسى التحليل النفسى، وبالتحديد بين يدى الدكتور وليد هندى أستاذ الطب النفسى، الذى استطاع أن يكشف لنا عن أسرار هؤلاء بلا حرج وكأنهم فى العيادة النفسية! يقول د. هندى: إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى شخصية محافظة، فلا هو يمينى ولن يكون يساريا، منظم ذهنيا، يملك رؤية تمكنّه من تحديد الأهداف بدقة ولا سيما البعيدة منها أو غير المرئية للعامة.. لديه حب غير عادى للوطن يجعله يؤثر على نفسه ولو كانت بها خصاصة، خلفيته العسكرية غرست فيه معانى الإتقان والانضباط والمسئولية، حينما يقسم للشعب المصرى فهو يعرف معنى القسم، فالقسم فى العسكرية يعنى الشرف. وحسب الدكتور هندى، فإن السيسى تنطبق عليه نظرية «الرجل العظيم» والتى ترتكز على مسلّمة نفسية مهمة، وهى أن هناك أشخاصا ذوى مواهب فذة تمكنهم من التحكم فى مجرى التاريخ، فالقادة يولدون لا يصنعون وفق المسلمات النفسية لهذه النظرية، كما أن الفريق السيسى لديه استشراف للمستقبل وهى إحدى السمات العقلية المعرفية للقائد الناجح ويتمتع بالصحة الجسمانية واليقظة الذهنية والتواضع والقدرة على التجديد، ويستطيع خلق روح معنوية عالية فى الجماعة، وهو ما يحتاجه بشدة الشعب المصرى فى هذه الحقبة الزمنية الفارقة.. ويتسم أيضا بالغموض وال?ى قد يحير الأعداء والمناوئين له، وهو ما تجسد فى ارتدائه للنظارة السوداء التى ارتداها فى إحدى خطبه الشهيرة. أما عن الرئيس السابق محمد مرسى، فيقول د. هندى: ينام الإنسان ثلث حياته، فإذا ما أضفنا إليها سنوات الحبس للدكتور مرسى فكيف يتسنى لإنسان قضى نصف عمره نائما أو محبوسا أن يكون لديه الملكات العقلية والمعرفية والاجتماعية للقيادة؟ إن سنوات حبس مرسى، حسب محدثنا، أثرت فى بنائه النفسى وظهرت بشدة فى كلماته وانفعالاته وإيمائاته وحركاته اللاإرادية، فقد قضى مرسى 10 سنوات تقريبا لا يرى إلا السجّان الذى يأمره ويزجره.. فتوحد مع شخصيته بل تقمصها وهو ما ظهر جليا فى نبرة صوته الجافة والعالية واستخدامه الدائم لأصبع السبابة مع التهديد والوعيد والشتم والسب، بل القدرة على التنكيل بمعارضيه وسكوته عن سحل المواطنين، وهو نفس الأسلوب الذى كان يستخدم معه أثناء سنوات حبسه، وكأنه عاد لينتقم من كل مواطن مصرى شريف عاش حياة هانئة آمنة. ومن أبرز السمات النفسية التى ظهرت على مرسى طوال فترة حكمه هى أنه كان يعيش «أزمة هوية» فهو أقسم على السمع والطاعة لأهله وعشيرته، وبعد أن أصبح حاكماً أقسم على احترام القانون وهو ما يخالف عقيدته وشريعة جماعته الإرهابية المتطرفة فوقع بين فكى الرحى فرأيناه مرتبكاً.. متردداً.. يأخذ القرار وعكسه.. يتحدث كثيراً ولم يقل شيئا.. يمشى يميناً ويسارا فى أحد خطاباته وكأنه مطرب شعبى مبتذل.. غير قادر على اتخاذ أى قرار لأنه فى الأساس لا يملك القدرة على إصداره.. دفع فاتورة تهميشه وانعدام شخصيته على كرسى الرئاسة غالياً.. فخسر?العرش وانهارت جماعته. ويرى د. هندى أن الدكتور محمد البرادعى «شخصية» جافة لا تمتلك الكاريزما، يتسم ب«الذكاء الوظيفى» العالى جدا والذى قد يمكنه من اعتلاء أقصى درجات السلم الوظيفى وأرقاها فى أى مؤسسة قد يعمل بها، فهو «موظف ناجح» فقط ولكن لا يملك الرؤيا الثاقبة.. حلوله تقليدية.. طريقة تفكيره نمطية، كما أنه ميكافيللى النزعة.. الغاية عنده تبرر الوسيلة وقد ظهر هذا فى تعاونه مع الإخوان فى مرحلة ما قبل 25 يناير على الرغم من أنه علمانى التوجه.. وقد تجلت ميكافيلليته فى موقفه الأخير عند فض اعتصام رابعة العدوية فأسرع بتقديم استقالته للحفاظ?على صورته أمام الغرب معطيا الانطباع بأنه يتبرأ من إسالة الدماء. وأما الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فى تقدير محدثنا، فهو شخصية ذكية جدا.. صاحب كاريزما خاصة.. متأثر تأثرا شديدا بنجوم هوليود وأبطال السينما الأمريكية فهو ممثل بارع لديه قدرة على الإقناع وتلبيس الحق رداء الباطل يتحكم بإتقان فى عضلات وجهة أثناء الحديث، نظرات عينيه ثاقبة، يستطيع التحكم فى طبقات صوته ونبراته حسب ما تتطلبه المواقف ومستجداتها، ولذلك فقد نراه كالثعلب المكار أو الذئب الذى قد يظهر يوما فى ثياب الواعظين.. إنسان بلا عواطف ومنفذ جيد لسياسات بلاده حتى لو تطلب الأمر إبادة شعوب العالم وأوباما قارئ جيد للمتغيرات التى تدور من حوله فهو ليس مكابرا، وهو ما ظهر جليا فى التراجع عن مواقفه المتشددة تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو وبعدما لمس الإرادة المصرية الحقيقية للشعب مع إصرار قيادة قواته المسلحة على إعلاء كرامة الشعب وعدم هوانه بعد هذا اليوم الفاصل فى التاريخ والذى خرج فيه الناس إلى الشارع بالملايين. والقيادى الإخوانى صفوت حجازى شخصية هلامية.. تبحث عن دور.. محب للظهور.. متلون كالحرباء.. سيكوباتى النزعة فهو لا يستطيع تأجيل أى منفعة آجلة من أجل الحصول على اللذة العاجلة فقد كان عميلاً لأمن الدولة ينقل خبايا وأسرار جماعة الإخوان الإرهابية من أجل الحصول على إمامة مسجد مميز يصل به إلى الشهرة والأضواء، وما يترتب على ذلك من سفر للخارج وإدرار مكاسب مادية سريعة. ويعتبر د. هندى أنه وحينما اندلعت الثورة ارتدى «حجازى» قناع الثورية وكأنه سبارتاكوس العصر.. ومع تولى مرسى للقيادة كان أول من قبّل يده فى مشهد مثير للاشمئزاز بميدان التحرير.. نصّب من نفسه بوقا إعلاميا للإخوان دون أن يطلب منه ذلك فكان صحاف العصر فى موقعة رابعة العدوية، وأطلق العديد من الأكاذيب حتى إنه كان يحلف بالطلاق زورا وبهتانا ليتخطى مسيلمة الكذاب فى الزور والبهتان. ولأن «حجازى» شخصية جبانة بطبيعتها، حسب د. هندى، فقد رأيناه أول من قفز من المركب وفر هاربا متنكرا إلى ليبيا تاركا من ضللهم من الشباب يواجه مصيره الحتمى فى الحبس أو الضياع أو التجريس المجتمعى ونظرة الكره والازدراء.. باع مرسى فى تحقيقات النيابة كما باع من قبله، وأكد فى أقواله أنه مع عزل مرسى ومحاكمة الإخوان فهو إنسان فقير الاستبصار متمركز حول ذاته قليل الذكاء انتهى به الحال إلى السجن مثله فى ذلك مثل معظم الشخصيات السيكوباتية المفتقدة للضمير والتى تملك سلوكا مضادا للمجتمع.