سامح عيسي، عازف وملحن ومطرب شاب، في العقد الثالث من عمره، دخل عالم الموسيقى منذ كان في عمر الزهور، فتح له والده مجال الإبداع عندما لاحظ موهبته في طور البذور، فأشركه بفريق كورال الأوبرا بعد تخطيه العقد الأول من عمره، ليتعلم بها مباديء الموسيقى الحقيقية، ويدخل بعدها لصفوف المعهد العالي للموسيقى العربية ليرتبط فيه عشقه رسمياً بالعود، ليستمر خلال سنين دراسته في حل ألغاز أوتاره وألحانه، متطرقاً بهذه الفترة الانتقالية لدخول عالم التمثيل والغناء في عدد من مهرجانات الفنون، ليحصل في أول فعالية مهرجانية له بمرحلته الثانوية على جائزة أفضل عازف على مستوى القاهرة بمهرجان وزارة الشباب، ويسافر عن طريقه إلى المغرب ليشارك بمهرجان تبادل ثقافي على مستوي عدة دول، منها إسبانيا وأمريكا وتونس وفلسطين والمغرب، ويحصل فيها أيضاً على جائزة أفضل عازف حاملاً بكل فخر اسم مصر بين الدول المشاركة. عيسى دخل مرحلة جديدة بانضمامه لصفوف فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، ليعتاد على أداء أغاني وموشحات الزمن الجميل، وتتكون داخله شخصيته الموسيقية المميزة، يعبر بها لمرحلته الجامعية، متقدماً في دراسته الموسيقى العربية بفروعها الأصيلة، مستمراً في مشاركاته المهرجانية في عدة فعاليات ثقافية تبادلية للموسيقى والفنون، سافر خلالها لعدة بلدان عربية وغربية يستلهم منها خبرات موسيقية عديدة.
يبتسم له القدر بالمشاركة في مهرجان ثقافي بجامعة جنوبالوادي، نظمت خلاله تبادلاً فنياً في مجالات المسرح والغناء والعزف بين مختلف الجامعات عربية كانت أو غربية، ليتعرف خلالها على شباب المعهد العالي للفنون المسرحية، ليقرر عبر رحلته هذه أن يبدأ مغامرة فنية جديدة، بدخوله عالم الموسيقى التصويرية من أوسع أبوابه،غير عابيء بتبعيات المغامرة، آخذاً زمام المبادرة بحضوره مختلف العروض المسرحية عبر تنظيمه لموسيقاها التصويرية، ليصبح اسمه شيئاً فشيئاً معروفاً في هذا المجال، فبعد تلحينه لمشاريع التخرج لطلاب المعهد، فتحت له الحياة باب النجاح بأول انطلاقة إحترافية في مسرحية" نازلين المحطة الجاية"، باكورة أعمال مسرح التلفزيون للمخرج عصام نجاتي وبطولة الفنانين الكبار مجدي كامل ورانيا محمود ياسين، لينتقل بعدها لتلحين استعراضات مسلسل "عبد الحميد أكاديمي" للفنان القدير سمير غانم، وبعدها عبوره بدنيا البيت الفني للمسرح عبر مونودراما الحب ماقبل الرحيل، للدكتورة سميرة محسن.
ولم يكتفي عيسى من المغامرات، بل حقق نجاحاً آخر بانضمامه لعالم سوق الكاسيت والأغاني، كمطرب كورال مع المطرب الكبير علي الحجار والفنان الراحل عمار الشريعي، ليتدرج شيئاً فشيئاً ويصبح مدير أعمال الفرقة والمسئول عن تلحين عدد من أغانيه، آخرها وضعه لألحان أغنيتين أولها "متسكنيش خوفك" و"بقدر عالدنيا بيكي"، ضمن ألبومه الجديد المنتظر انطلاقه في الأسواق عما قريب.
وصولاً لأجدد مغامراته الفنية، والتي جمع فيها جميع خبراته السابقة سواء الغنائية أو الموسيقية، عندما سنح له القدر بفرصته الأكبر بمشاركته فريق عمل العرض المسرحي " المحروسة والمحروس" -الذي يعرض حالياً على مسرح ميامي- أمام عدد من الفنانين الكبار أبطار المسرحية، منهم أحمد راتب ولقاء سويدان وسوسن بدر، ومن إخراج شادي سرور. وهو عرض استعراضي غنائي يقوم خلاله بتصميم الموسيقى التصويرية لأكثر من أحد عشر عمل موسيقي ضخم يتضمن أربعة رباعيات وسبعة استعراضات كبيرة.
ويبني العرض حكايته على قصة شجرة الدر بأسلوب مختلف، بتسليط الضوء على حكاية وصيفتها وخادمتها التي انتقلت لفتح خانة بالعراق تقوم فيها بتمثيل قصة مقتل شجرة الدر كل ليلة للجمهور، مبرزاً فيها كيف أن المستعصم بالله قد حال بفتواه المانعة لشجرة الدر من حكم مصر عالرغم من استحقاقها وقدرتها على هذا المنصب، متضمناً اسقاطات فنية على الأحداث السياسية والتغيرات الاجتماعية في عصرنا الحالي. يلعب فيها "سامح" دور صوت الحق والضمير عبر انتقاده للوضع الحالي عن طريق الرباعيات والأغاني التي يؤديها بغنائي الحي المباشر خلال المسرحية، تضمنت هذه المرحلة على حد وصفه عصف ذهني لكل خبراته الفنية معتبراً إياها خطوة انتقالية هامة نحو الاحتراف، ويسعى عما قريب لاطلاق شريط أغنياته الخاصة من ادائه وتلحينه مخططاً لهذا المشروع في الوقت الحالي.