Ipsos MediaCT تؤكد أن 90 %من مستخدمي الهواتف الذكية في الإمارات ومصر و السعودية أكثر تلقيًا للحملات الترويجية التي تعرض من خلال الهواتف المحمولة. أن التسويق عبر الإنترنت -إذا ما تم تنفيذه على النحو الصحيح- يعد من أكثر الوسائل الفعالة للنهوض بالشركات وتوسيع قاعدة عملائها، وأشار بعض المديرين التنفيذيين في Genesis Consulting Middle East -إحدى الوكالات الرائدة في مجال التسويق المعتمد على تحسين الأداء والتي يقع مقرها الرئيسي في دبي- أن التسويق عبر الإنترنت أقل تكلفة من الطرق التقليدية لبيع المنتجات وتسويقها عبر الإنترنت، مما يجعلها تحظى بمكانة ليست بالقليلة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة. ولا يخفى على أحد أن الشركات الصغيرة والمتوسطة من القوى الدافعة لعجلة التنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط كما هو الحال في مناطق عدة بالعالم، وخير مثال على ذلك الإمارات العربية المتحدة، إذ اكتسحت الشركات الصغيرة والمتوسطة سوق الأعمال على مدار السنوات القليلة الماضية لتحقق نسبة 40 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، وما ذاك إلا غيض من فيض مما تقدمه هذه الشركات إذ تعمل على توفير ما يزيد عن 40 بالمائة من فرص العمل المحلية. وقال بهاء الفطايري مدير العلاقات العامة بالشركة: "ليست ثمة أبحاث تظهر نطاق تعرض الشركات الصغيرة والمتوسطة لاختراقات الإنترنت، بل هناك ما يشير إلى أن بعض الشركات لم تستطع أن تلحق بركب التقدم، وأعزى السبب في ذلك عدم تطبيقها للوسائل المتبعة في عمليات البيع والكامنة في الفضاء الإلكتروني." ولا يقتصر الأمر على الشرق الأوسط، فحسب، ففي المملكة البريطانية المتحدة ترددت أنباء عن تراجع الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال التكنولوجيا والمعرفة لتخسر بذلك 122 مليار جنيه إسترليني (732 مليار درهم إماراتي) من عوائد المبيعات، ويعزى السبب في ذلك إلى عزوفها عن مواكبة العصر وعدم وضع خطة تسويقية مستدامة، ولا سيما تلك الخطط التي تعمل على الترويج للمنتجات عبر الإنترنت، وذلك وفقًا لما قاله مركز بحوث الاقتصاد والأعمال (Cebr) في استطلاعٍ له نشره في شهر مارس. وأضاف الفطايري بعد الإشارة إلى أنه كلما ازداد عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ ازدادت حدة التنافس فيما بينها، ومن ثم يجب على هذه الشركات أن تتخذ من الابتكار منهجًا لها عند وضع خطة العمل الخاصة بها حتى تستطيع أن تقف صامدة أمام كل التحديات: "ومن هنا جاء إيماننا بأن التسويق عبر الإنترنت يوفر بيئة عمل مثالية تستطيع معها أي شركة الترويج لمنتجاتها وتوسيع نطاق أعمالها، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي كما تشير بعض التوجهات الإعلامية في الآونة الأخيرة." جديرٌ بالذكر أن الوسائل الإعلامية عبر الإنترنت استطاعت أن تستحوذ على النصيب الأكبر من السوق، على عكس الوسائل الإعلامية المطبوعة، فالقراء اليوم يفضلون مطالعة كل ما هو جديد من خلال تصفح الإنترنت، ونظرًا للتواجد القوي للجمهور على شبكات التواصل الاجتماعي Facebook وLinkedIn وTwitter، تبذل الشركات جهودًا مضنية لتضمين الوسائط الاجتماعية في خطة عملها في محاولة منها للتواصل مع العملاء الحاليين والمستقبليين. واستطرد الفطايري قائلاً: "إن الصعوبات التي تواجه العاملين في مجال التسويق والمتخصصين في مجال الاتصالات في الشرق الأوسط تتبلور في حاجة العملاء إلى معرفة أسس التعامل على الإنترنت والوسائط الاجتماعية، وكيف يتسنى لهم ترجمة ذلك عمليًا في خطة النمو التي تتبناها الشركة." لكن اللافت للنظر -والمؤسف في الوقت نفسه- أن الشركات عادةً ما تسعى إلى تحقيق مكاسب سريعة، مع غض الطرف عن أهمية إجراء مسح للموقع وتحليله، ليس ذلك فحسب، بل إجراء تحسينات مستمرة على أعمال التسويق والترويج لمنتجاتها. وأضاف أيضًا أن نمط الحياة المتغير للعملاء وإلمامهم بالوسائل الرقمية تبعث برسائل مهمة للشركات، وفحوى هذه الرسائل أن الشركات ليس أمامها سوى خيارين إما أن تطور من خططها التسويقية أو أن تكون الطرف الخاسر وتتخلف عن مواكبة التطورات التكنولوجية. ومن الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى البيانات الصادرة عن موقع InternetWorldStats.com والتي تفيد بأن استخدام Facebook وحده في الشرق الأوسط (يستثنى من ذلك شمال أفريقيا) بدايةً من يونيو 2012 يصل إلى نسبة 26 بالمائة أو ما يقرب من 24 مليون مستخدم للإنترنت من إجمالي 90 مليون مستخدم. هذا وقد توصل أحد الأبحاث الذي أجراه Google وIpsos MediaCT العام الماضي أن مستخدمي الهواتف الذكية بالشرق الأوسط حققوا نسبة مشتريات أعلى من نظرائهم الأمريكيين، وبالمثل، ما يزيد عن 90 بالمائة من مستخدمي الهواتف الذكية في الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية أكثر تلقيًا للحملات الترويجية التي تعرض من خلال الهواتف المحمولة، إذ بإمكانهم الدخول على الإنترنت من متصفح الهاتف. وتتوقع مؤسسة البيانات الدولية (IDC) أن يكتسح الحاسب اللوحي الأسواق في الشرق الأوسط ويفوق نظيره من الحاسب المحمول بحلول عام 2016، وهو أمر لم يأتِ من فراغ، إذ يلقى الأول إقبالاً كبيرًا بين الجمهور؛ لذا بات من الضروري أن تغتنم الشركات الفرص السانحة لها وتطور مواقعها بما يناسب الحواسب اللوحية. أردف الفطايري قائلاً: "بعد أن نأخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار؛ لا بد لنا أن نتوقف لنسأل أنفسنا: هل الشركات الصغيرة والمتوسطة عقدت العزم على خوض هذا التحدي المتمثل في وسائل التسويق عبر الإنترنت؟ إن المسؤوليات والمهام الواقعة على عاتق مثل هذه الشركات تزداد مع زيادة الإقبال على الوسائل التقنية وظهور كل ما هو جديد منها على الساحة." "إن سر النجاح يكمن في التأقلم على التحديات وخوضها، وعلى الشركات أن تعي تمامًا أن الطريق إلى النجاح أو الفشل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرتها على التفاعل، فالتفاعل الإيجابي يأتي بثماره، في حين أن التفاعل السلبي لا يجلب إلا الخسائر."