اكتسحت الشركات الصغيرة والمتوسطة سوق الأعمال على مدار السنوات القليلة الماضية لتحقق نسبة 40 % من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما أكدت عليه وكالة التسويق Genesis Consulting Middle East. وأشار مدير العلاقات العامة بالشركة بهاء الفطايري، إلى تراجع الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال التكنولوجيا بالمملكة البريطانية المتحدة لتخسر بذلك 122 مليار جنيه إسترليني من عوائد المبيعات, وذلك بسبب عزوفها عن مواكبة العصر وعدم وضع خطة تسويقية مستدامة, ولاسيما تلك الخطط التي تعمل على الترويج للمنتجات عبر الإنترنت. وأضاف الفطايري، أنه كلما ازداد عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة، ازدادت حدة التنافس فيما بينها, ومن ثم يجب على هذه الشركات أن تتخذ من الابتكار منهجًا لها عند وضع خطة العمل الخاصة بها حتى تستطيع أن تقف صامدة أمام كل التحديات: "ومن هنا جاء إيماننا بأن التسويق عبر الإنترنت يوفر بيئة عمل مثالية تستطيع معها أي شركة الترويج لمنتجاتها وتوسيع نطاق أعمالها, ليس فقط على المستوى المحلي, بل على المستوى العالمي كما تشير بعض التوجهات الإعلامية في الآونة الأخيرة. جديرٌ بالذكر أن الوسائل الإعلامية عبر الإنترنت استطاعت أن تستحوذ على النصيب الأكبر من السوق, على عكس الوسائل الإعلامية المطبوعة, فالقراء اليوم يفضلون مطالعة كل ما هو جديد من خلال تصفح الإنترنت, ونظرًا للتواجد القوي للجمهور على شبكات التواصل الاجتماعي Facebook وLinkedIn وTwitter, تبذل الشركات جهودًا مضنية لتضمين الوسائط الاجتماعية في خطة عملها في محاولة منها للتواصل مع العملاء الحاليين والمستقبليين. واستطرد الفطايري قائلاً،إن الصعوبات التي تواجه العاملين في مجال التسويق والمتخصصين في مجال الاتصالات في الشرق الأوسط تتبلور في حاجة العملاء إلى معرفة أسس التعامل على الإنترنت والوسائط الاجتماعية, وكيف يتسنى لهم ترجمة ذلك عمليًا في خطة النمو التي تتبناها الشركة. لكن اللافت للنظر أن الشركات عادةً ما تسعى إلى تحقيق مكاسب سريعة, مع غض الطرف عن أهمية إجراء مسح للموقع وتحليله, ليس ذلك فحسب, بل إجراء تحسينات مستمرة على أعمال التسويق والترويج لمنتجاتها. وأضاف أيضًا أن نمط الحياة المتغير للعملاء وإلمامهم بالوسائل الرقمية تبعث برسائل مهمة للشركات, وفحوى هذه الرسائل أن الشركات ليس أمامها سوى خيارين إما أن تطور من خططها التسويقية أو أن تكون الطرف الخاسر وتتخلف عن مواكبة التطورات التكنولوجية. ومن الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى البيانات الصادرة عن موقع InternetWorldStats.com والتي تفيد بأن استخدام Facebook وحده في الشرق الأوسط (يستثنى من ذلك شمال أفريقيا) بدايةً من يونيو 2012 يصل إلى نسبة 26 % أو ما يقرب من 24 مليون مستخدم للإنترنت من إجمالي 90 مليون مستخدم. هذا وقد توصل أحد الأبحاث الذي أجراه Google وIpsos MediaCT العام الماضي أن مستخدمي الهواتف الذكية بالشرق الأوسط حققوا نسبة مشتريات أعلى من نظرائهم الأمريكيين, وبالمثل, ما يزيد عن 90 % من مستخدمي الهواتف الذكية في الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية أكثر تلقيًا للحملات الترويجية التي تعرض من خلال الهواتف المحمولة, إذ بإمكانهم الدخول على الإنترنت من متصفح الهاتف. وتتوقع مؤسسة البيانات الدولية (IDC) أن يكتسح الحاسب اللوحي الأسواق في الشرق الأوسط ويفوق نظيره من الحاسب المحمول بحلول عام 2016 , وهو أمر لم يأتِ من فراغ, إذ يلقى الأول إقبالاً كبيرًا بين الجمهور؛ لذا بات من الضروري أن تغتنم الشركات الفرص السانحة لها وتطور مواقعها بما يناسب الحواسب اللوحية. وأوضح الفطايري ،بعد أن نأخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار؛ لا بد لنا أن نتوقف لنسأل أنفسنا: هل الشركات الصغيرة والمتوسطة عقدت العزم على خوض هذا التحدي المتمثل في وسائل التسويق عبر الإنترنت؟ إن المسؤوليات والمهام الواقعة على عاتق مثل هذه الشركات تزداد مع زيادة الإقبال على الوسائل التقنية وظهور كل ما هو جديد منها على الساحة.