وافق مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية في اجتماعه اليوم " الأحد" برئاسة الدكتور عبد العزيز حجازي، بتفويض من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، على إنشاء ثلاثة مراكز بحثية جديدة بالمكتبة ، هي" مركز الدراسات القبطية، ومركز دراسات الحضارة الإسلامية، ومركز الدراسات البيئية". ويهدف مركز الدراسات القبطية إلى التأكيد على أن التراث عمومًا بكل طبقاته هو شأن وطني عام غير مرتبط بعقيدة دون غيرها ، وتعد مكتبة الإسكندرية هي أول جهة مصرية رسمية تتبنى هذا التخصص لكافة المصريين تحت شعار "التراث القبطي تراث لكل المصريين". ويركز مركز الحضارة الإسلامية على دراسة التراث العلمي العربي الإسلامي والإنتاج الفكري للعلماء المسلمين في القرنين التاسع عشر والعشرين، وكذلك النتاج الحضاري للمسلمين في تلك الحقبة. بينما يركز مركز الدراسات البيئية على الدراسات البيئية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التغيرات المناخية وانتشار التلوث بكافة صوره وأشكاله. كما وافق مجلس الأمناء ، بعد مناقشات مطولة، على تحويل البث التجريبي على قناة "اليوتيوب" إلى قناة تلفزيونية ثقافية علمية على شبكة الانترنت تبث الأحداث الجارية في المكتبة والأفلام التسجيلية والبرامج العلمية التي تنتجها إدارة المكتبة، وتهدف القناة إلى توسيع دائرة المستفيدين من خدمات المكتبة، علمًا بأن البث سيكون باللغتين العربية والإنجليزية. ومن أبرز ما تناوله اجتماع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية وفقا للبيان الصادر عن مكتبة الإسكندرية اليوم "الأحد" - المشروعات البحثية والرقمية بمكتبة الإسكندرية؛ ومن أهمها المكتبة الرقمية العربية وذاكرة مصر المعاصرة. واستعرض مجلس الأمناء دور قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمكتبة في تطوير المكتبة الرقمية العربية بمكتبة الإسكندرية ، وإلحاقًا بالإصدار الجديد للنسخة الثالثة من مستودع الأصول الرقمية ؤءز، حقق الموقع أكثر من 500 ألف زيارة في الشهر، للتصفح بين مجموعة مكونة من أكثر من 235 ألف كتاب، من بينها 173 ألف كتاب باللغة العربية، وفي نسخته الثالثة ،يسمح النظام للمستخدمين بتخصيص المكتبة الخاصة بهم وإضافة ملاحظاتهم الخاصة إلى الكتب. واستعرض مجلس الامناء التطورات الخاصة بمشروع موسوعة الحياة، الذي تشارك فيها مكتبة الإسكندرية كشريك أساسي، والذي وصل عدد صفحاته إلى أكثر من ثلاثة ملايين صفحة. وتضم كل صفحة منها معلومات وصور عن نوع من الأنواع المختلفة للكائنات الحية. ويهدف مشروع "موسوعة الحياة" الدولي ، والذي انطلق عام 2007 بدعم من عدد من المؤسسات الرائدة حول العالم، إلى جمع وتوثيق معلومات عن كافة أنواع الكائنات الحية على الأرض؛ من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة، والتي يقدر عددها بحوالي مليون و900 ألف نوع، وإتاحتها مجانًا على الإنترنت للعلماء والباحثين والطلبة والمعلمين والجمهور العام. وتعد مكتبة الإسكندرية الشريك العربي الوحيد في المشروع، حيث تعمل لتكون حلقة الوصل بين موسوعة الحياة والجمهور العربي من خلال ترجمة المحتوى الأصلي في موسوعة الحياة إلى العربية بواسطة مجموعة من المترجمين والعلماء المتخصصين في مجال التنوع الحيوي. كما أن دور المكتبة المعلوماتي في المشروع لا يقتصر على الترجمة فقط، بل يشمل أيضًا إتاحة الأدوات اللازمة للعلماء والباحثين العرب لإضافة محتوى جديد إلى موسوعة الحياة يتضمن أنواعًا من الكائنات الحية المستوطنة في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الأبحاث والمقالات والصور وغيرها من المواد عن تلك الكائنات. وهكذا تعمل مكتبة الإسكندرية على إثراء موسوعة الحياة بمحتوى عربي لتكون مصدرًا علميًا غنيًا عن التنوع الحيوي لناطقي اللغة العربية. وساهمت مكتبة الإسكندرية بخبرتها التقنية في تدويل نظام موسوعة الحياة وإعادة بناء بنيته التحتية في 2011 لتمكين المستخدمين من تصفحه والتفاعل مع محتواه بأكثر من لغة. وتابع أعضاء مجلس الأمناء التطورات الخاصة بمشروع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية، حيث تعد ذاكرة مصر المعاصرة أكبر مكتبة رقمية عربية لتوثيق المائتين عاماً الأخيرة من تاريخ مصر المعاصر من عهد محمد علي باشا وحتى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وذلك من خلال المواد الفيلمية والوثائق، والصور، وملفات الصوت، والخرائط، والمقالات، وطوابع البريد، والعملات، والمقدمات البحثية، وغيرها. وقد شكلت المجموعة فهرساً يتضمن 14 صنفاً مختلفاً من مواد التوثيق ،كما فاز الموقع بجائزة الكندي للمعلوماتية كأفضل موقع ثقافي باللغة العربية في الوطن العربي في مايو 2009 بدمشق. ويضم الموقع حتى الآن أكثر من 60 ألف صورة، وحوالي 20 ألف وثيقة، 1925 فيلما،و 1765 خطبة، 5294 مقدمة بحثية، 1061 طابع نادر، 942 إعلان نادر، 292 عملة مصرية معدنية وورقية، بالإضافة إلى الأرشيف الصحفي والذي يقدر بحوالي 20510 قصاصة صحفية. ويعمل فريق العمل المسئول عن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة حاليًا على إصدار نسخة إنجليزية لبوابة الكترونية تتناول تاريخ مصر الحديث والمعاصرة، وستكون تلك البوابة الإلكترونية عبارة عن موقع يضم العديد من الوثائق والصور والفيديو التي تغطي 200 عام من تاريخ مصر الحديث بما يقدم خدمة جديدة للمهتمين بالتاريخ المصري الحديث من الأجانب. وقد جاء التفكير في إنشاء ذلك الموقع بعد نجاح فاعليات ذاكرة مصر المعاصرة الدولية وتلقي العديد من الطلبات بالرغبة في وجود نسخة إنجليزية من موقع ذاكرة مصر المعاصرة .