احتفت مصر على مدار الأيام الماضية بابنها التركي "البار" البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي تقديرا لجهوده التي بذلها منذ توليه مهام منصبه في العام 2005 وحتى الآن فى خدمة العالم الإسلامي على كافة الأصعدة. وقد بدأت هذه الاحتفاءات ، بوشاح النيل الذي منحه إياه الرئيس محمد مرسي خلال القمة الإسلامية الثانية عشرة التي عقدت بالقاهرة يومي 6 و7 فبراير الفائت بمناسبة انتهاء مدته في 31 ديسمبر 2013. ووشاح النيل يأتي ترتيبه الثالث ضمن الأوسمة المصرية بعد قلادة النيل العظمى وقلادة الجمهورية فيما يأتي في الترتيب قبل وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ويمنح لمن هم في مرتبة نائب رئيس وزراء أو الوزراء الذين خدموا لفترة طويلة وأدوا خدمات مميزة ويراد منحهم وساما أعلى من وسام الجمهورية. وأشهر من حصل على هذا الوشاح من خارج مصر هم : رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف ، وولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني 1979. وحصل على هذا الوشاح من داخل مصر عالم الفيزياء والكمياء الحاصل على جائزة نوبل في الكمياء الدكتور أحمد زويل ، وشيخ الأزهر الأسبق الراحل جاد الحق علي جاد الحق ، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل البابا شنودة الثالث ، والروائي الراحل الحاصل على جائزة نوبل في الآداب نجيب محفوظ إضافة إلى كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب. ولم تتوقف احتفاءات مصر وتكريمها لابنها البار عند هذا الحد ، بل امتدت إلى جامعة الدول العربية التي أقامت له حفل تكريم الثلاثاء الماضي بالتعاون مع دار الشروق والذي وقع خلاله كتابه (العالم الإسلامي في القرن الجديد) الصادر باللغات التركية والعربية والإنجليزية والبنجالية. وخلال حفل التكريم الذي حضره العديد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى مصر ومن بينهم السفير التركي حسين عوني بوطصالي إلى جانب عدد من المسئولين والمثقفين المصريين..أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بالإنجازات التى حققها إحسان أوغلي على مدار السنوات الماضية وحتى الآن والتى تجسدت فى العمل على تعزيز العمل الإسلامي المشترك ، والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية على كافة الأصعدة. وقال العربي "إننا مدينون بالكثير لإحسان أوغلي وذلك للجهود التي بذلها والمساعي التي قادها لخدمة العالم الإسلامي".. منوها بأنه رشح الأمين العام للتعاون الإسلامي لمنصب سكرتير عام الأممالمتحدة إلا أنه رفض وبقي في منصبه. وكتاب (العالم الإسلامي وتحديات القرن) يأتي في القطع المتوسط ويتصدره تقديم للرئيس المصري محمد مرسي قال فيه "إن قيمة هذا الكتاب تزداد بمؤلفه الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الذي يمثل طاقة فكرية إسلامية قديرة على مدار العقود الماضية، والتي قضاها كعالم في محراب العلم". وأضاف الرئيس مرسي "إن تحديات القرن الجديد عبر ربط الإسلام بالإرهاب، وظاهرة الإسلاموفوبيا أتاحت للمنظمة دورا مهما في السعي للحد من آثار هاتين الظاهرتين". وتابع "تزداد قيمة الكتاب إذا ما نظرنا إلى خطورة المرحلة التاريخية التي تمر بها العلاقات الدولية اليوم"، مشيرا إلى أن العالم الإسلامي أمام مرحلة تؤثر فيه العولمة بعنفوانها وثورة الاتصالات بوتيرتها، والاعتمادات المتبادلة بمشتقاتها.