تنطلق اليوم الثلاثاء في مدينة ديربان الساحلية بجنوب أفريقيا اجتماعات الدورة الخامسة لقمة مجموعة دول الاقتصادات الناشئة (بريكس). التي تستمر على مدى يومين بمشاركة رؤساء 19 دولة من بينهم الدكتور محمد مرسي الذي يصل مساء اليوم إلى جانب الدول الخمس الأعضاء في هذا التجمع وهي :الصين والهند والبرازيل وروسياوجنوب أفريقيا للمرة الأولى. ويعتبر المحللون هذه القمة بداية حقيقية لانطلاق تجمع جديد يستهدف خدمة نحو 40% من عدد سكان العالم هم سكان الدول المشكلة لهذا التجمع والذين يشكلون إجمالي الناتج القومي لهم نحو ربع انتاج العالم بأسره. كما يرون أن اجتماعات ديربان ستكون بداية لإرساء آليات حقيقية لمواجهة هيمنة الاقتصادات الغربية على العالم. ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصادات الدول الغنية في العالم. ومن المقرر أن يبحث قادة دول مجموعة البريكس خلال هذه الاجتماعات إنشاء بنك للتنمية برأسمال قدره 50 مليار دولار، على أن تسهم كل دوله بعشرة مليارات دولار إلى جانب إنشاء صندوق لمواجهة الأزمات. ويؤكد المراقبون أن الأمر لن يقتصر فقط على إنشاء البنك وصندوق مواجهة الأزمات بل أيضا سيمتد إلى التنسيق بين دول المجموعة لإنشاء خط لشبكة الإنترنت بقيمة مليار دولار يضم البرازيل وجنوب إفريقيا والهند وروسيا والصين بطول 28 ألف كيلو متر فضلا عن إنشاء مؤسسة للتصنيف الائتماني وأخرى لتصنيف الجامعات للدول الخمس. وتؤكد دول مجموعة البريكس أنها إلى جانب تلك المشروعات ستسهم في خلق ثقافة عالمية جديدة في المجالات السياسية والمالية تعتمد وترتكز على التعددية وليس القطبية. والمؤكد أن هذه القمة ستشكل منعطفا حقيقيا خلال القرن الحادي والعشرين للتفكير في إنشاء صندوق احتياطي للعملات يجمع بين الدول الاعضاء. وبالعودة إلى مصطلح بريكس الذي يرمز إلى الحروف الاولى لاسماء الدول المكونة لهذا التجمع حيث تشير الدراسات إلى أن أول من استخدمه هو الاقتصادي الأمريكي جيم أونييل، والدول المكونة لهذا التجمع هي صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم. وقد عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع قبل انضمام جنوب إفريقيا إليها في ييكاتيرينبرج في روسيا خلال شهر يونيو من عام 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس هذا التجمع بحضور رئيس روسيا السابق ديمتري مدفيديف ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينج ورئيس البرازيل السابق لويس لولا دا سيلفا. واتفق رؤساء الدول خلال الدورات السابقة لهذا التجمع على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية. وقد انضمت دولة جنوب أفريقيا إلى هذا التجمع خلال العام 2010 فأصبحت تسمي بريكس بدلا من بريك سابقا. ويؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذا التجمع يهدف الى تشكيل عالم متعدد الأقطاب وإن أكد على ضرورة تنسيق الدول الخمس في مجلس الأمن وفي الملفات الدولية الكبرى مثل سوريا وإيران. وتعتبر الصين أن الصندوق الجديد المزمع انشاؤه سيكون موجها لتنمية العديد من دول العالم دون شروط المؤسسات المالية العالمية وتجعل من تنمية الدول الإفريقية هدفا، فيما تعتبر جنوب إفريقيا التي كانت أخر المنضمين الى هذا التجمع هذه القمة مقدمة لتوجيه رسالة مفادها ان موارد الدول الإفريقية يجب ان توجه لتنمية دول القارة.